زينب الحسني :
مازالت أنظارنا تترقب دخولك من باب الجريدة كل صباح ، ومازال صدأ ضحكاتك يسبق كل خطواتنا الى العمل ، ويظل حماسك ونشاطك هو المحرك الرئيسي لكل صفحة من صفحات “الصباح الجديد “لم ترحل وانما رحل الاب والمسؤول وصاحب القلب الكبير اسماعيل زاير الصحفي الذي قهر المرض ولم يقهره ،لم تثنيه اي صعاب او محن عن اتمام رسالته الاعلامية التي أثنى عليها البعيد قبل القريب ، فأسسا صحيفة من أهم صحف العراق الجديد وكان في المقدمة دوماً ولم يتراجع عن موقفه وارائه ومبادئة الرصينة التي حملت رسالة أعلامية ووطنية سامية كان الوطن اولاً ثم اولاً فأولاً.
لم يلوث قلمة بفساد المفسدين ولم يكن ظهيراً لهم ،جعله سلاحاًلايخطى في تصويبهِ للهدف ، عرف بحبهُ لتراب العراق وسماءه لم يفارق الا ليعود الا انه هذه المرة فارق بلاعودة ، تاركاً خلفه ارثاً كبيراً وجميلاً من الابداع والتألق الحقيقي دون تزيف للواقع او محاولة تجميلة على حساب هموم ابناء بلده.
اتخذ من الصحافة والاعلام جسراً للوصول الى بر الحقيقة التي كان دائماً الباحث عنها في ظل تزاحم الاكاذيب والخرافات واساطير المفسدين .
اسماعيل زاير كان رقماً صعباً في عالم الصحافة الورقية جعل كل شريف ونزيه صديقاً مقرباً منه وابعد كل من تحوم حوله الشبهات ليس خوفاً على نفسه وانما حباً بوطنه الذي اثقله واثكله المرتزقة ومجهولي الهوية من ارهابين ولصوص وفاسدين .
ستظل أبتسامته مصدر اشعاع لجميع العاملين بمؤسسة ” الصباح الجديد “التي أبت ان تستمر وتكمل مسيرته المشرقة بعد رحيل رئيسها ومؤسسها الكبير ” ابو ظافر ” ، لم يتوانىء يوماً عن مساعدة ابناء مؤسسسته ، اذ تكفل بعلاج البعض واسهم في اكمال دراست البعض الاخر ،تكفل بالارملة واليتيم ومن كان مقبل على زواج ، كان لايفرق بين عامل خدمة وبين أي موظف مع حفظ اللقب والمنصب .
أسهم في بروز اسماء كبيرة في عالم الصحافة المقروءة والمرئية ، لم يرد شاباً طموحاً يوماً بل كان مصدر من مصادر رفد الساحة الاعلامية بالطاقات الشابة .
رحل ولم يرى وطنه يرفل بالعز والرخاء كما كان يحلم رحل ولم يرى حبيبهُ سليماً معافى من الحروب والازمات والمصاعب والمحن .
أن ما يجعلنا نفتخر بهذه المؤسسة العريقة قوة اساسها ومتانة أركانها وصلابة ابنائها الذين أبو على انفسهم أن يكملوا مسيرة الراحل وفقاً لما كان يأمله ويرجوه بقيادة شابة تمتلك رؤية وفكر ذلك الاب الكبير ، فأهلاً بالسيدة الشابة المكملة لمسيرة والدها ظفار زاير.