منامات الصّحو الأخير

بشير غريب

وأحاور الحبّ الشقي… أنفترق
والقلب في نار العذاب دفاترُه؟
تطوَى حكايتنا ليبعث دهرنا
من كل شوق تستردّ مجامرُه
كم راق لي بعدي وغربة أدمعي
وأعود ظلاّ للشقاء أعاشرُه
هو عالمي الأزلي ينسج ملمحي
لولاي ما تضني الرياح معاصرُه
لولاي ما رثت الحروف مشاعري
تبكي حروفي كي تنارَ منابرُه

تبكي وهذا الوهم يخنق وجهتي
وتذوب في جزر الغياب بواخرُه
كالطير يرمي ريشه لبراءتي
فأُزَفّ للوجع العميق أسامرُه

وأبوح للأزمان كلّ مآتمي
كي تطرز اللوح الضّليل مشاعرُه
صورٌ تشتّت لمحها وكأنها
في مسرح الغيب الجليّ تناورُه
فاسأل غيابك يا حبيب وأدمعي
اسأل فضولًا ما يشيد معابرُه
اسأله همسًا، هل نسفت معزّتي؟
هل رافقتك مع الظلال عساكرُه؟
أتراه أنكر ما يشتّت وجهتي
وتُبين عن لغة الوضوح ضمائرُه؟
وهمٌ يراودُ طيفه وغرورَه
بُعدَ الفضاء تذوب فيه مزامرُه
الآن أوقن سبحتي وغوايتي
هي أن تكون مع الوضوح مقابرُه
هي أن تفي بالعشق سمرة أدمعي
وتشيد محراب اللقاء شعائرُه
هي أنت رغم البعد ملء تصوّفي
فالسهد أُسدل صمته وبصائرُه

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة