سوء الظن ليس من حسن الفطن

احلام يوسف
يقول سبحانه تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ”. ويقول المفسر والفقيه ابن كثير: (سوء الظنّ هو التّهمة والتخوّن للأهل والأقارب والنّاس في غير مَحلِّه).
سوء الظن احد اهم الاسباب التي تقطع اواصر المحبة وصلة القربى. فالكثير من المشكلات حدثت وما زالت بسبب سوء الظن الذي يرقى في الكثير من الاحيان الى الاثم، اضافة الى انه احد اسس الظلم، فان تظن سوء باحد ما فانت بذا ظلمته من غير وجه حق.
الشائعات احد اسباب وقوع سوء الظن باحد ما، اذ يقول ايهاب الزبيدي الباحث بعلم الاجتماع: “اليوم ومع التطور التكنلوجي الذي يمكن ان يتم التلاعب من خلاله بالصور وحتى الفيديوهات في الوقت الحالي، ومواقع التواصل الاجتماعي التي استباحت سمعة الكثير من الاشخاص ومنهم الفنانين، حيث كل واحد يمكن ان يبث شائعة تخص احد ما طالما بالامكان اخفاء هويته، والمشكلة المتعلقة بهذه الزاوية ان الناس نادرا ما يبحثون عن الحقيقة، فيكتفون بالشائعة ليتداولوها، وتبدأ الشكوك تحوم حول الضحية ويقع الظلم الذي اساسه سوء الظن بسب شائعة اطلقها مغرض”.

هل تكفي معرفتنا الشخصية بالآخرين، لتجنب سوء الظن ؟

  • “المعرفة الشخصية لم تنقذ الكثير من ضحايا سوء الظن بسبب شائعة يطلقها كاره او حاقد، تجنب سوء الظن يكمن بالوعي، فعندما يتصرف احد ما لي معرفة شخصية به بطريقة لم تعجبني، فقبل ان افسر فعله بالسوء واظن به شرا علي ان اساله، ربما ان حصلت على اجابة اكتشف ان فعله خير مطلق لي. وان قام احدهم بتشويه فعل ما لشخص اعرفه، علي ان لا اسيء الظن به، بل بمن نقل الحدث، ومن ثم اتحدث الى الشخص القريب ليفسر لي الحقيقة، ويجب ان ابعد سوء الظن قبل الحديث، لاني لو اسأت الظن مسبقا فساشكك باي كلمة واي تفسير. وغالبا ما تكون النساء ضحايا لسوء الظن لا بل ان هناك من خسرت حياتها بسبب سوء الظن، والظلم الذي وقع عليها لانهم لم يطلبوا منها شرح او تفسير او حتى من باب الاستماع الى وجهة النظر الاخرى. ايضا بعض الرجال يساء الظن بهم من زوجاتهم، وقد يتطور الامر الى حدوث مشكلات انتهت في بعض الحالات الى الطلاق”.

ما تفسيرك لمقولة سوء الظن من حسن الفطن؟

  • “طالما قلت سوء، فهو امر سيء ولا يمكن ربطه بالحسنة، هناك شيء اسمه الاحتراز، وهذا يمكن ان نطلق عليه سلاح الحماية، أي عندما اكون متأهبا لأي شائعة او أي فعل يوقع علي الظلم. لكني لا اسيء الظن باحد بل تكون علاقتي بكل من يحيطني جيدة، انما لا اثق مطلقا ولا اكشف اوراقي كلها امامهم كي لا اسمح لاحد بسوء الظن بسبب فعل نيتي فيه سليمة، او ربما يفسرون حالة معينة تفسير خاطيء، والمشكلة عندما لا يعلنون رايهم ويكتفون باساءة الظن بي وربما يحيكون شائعات يبنونها على اساس سوء الظن”.
    وتابع: “سوء الظن يختلف عن الاحتراز لان الشخص لا يبني علاقات صافية مع الطرف الاخر، وربما يزل لسانه في لحظة ما بكلمة تبين حقيقة ما يضمره له وربما يقع في مشكلات. سوء الظن يحول العلاقات الى شك ولف ودوران وافتراض سوء النية بكل كلمة وفعل”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة