علي رحمن
نُبِّئتُ بالحزنِ،
وبأجنحةٍ من الشمعِ، قالوا:
“متاعُكَ اليبابُ
ستُحلقُ قربَ الشمسِ
ويذوبُ، على الأجنحةِ، الصمغُ.
قدرُكَ أن يسقطَ، على كتِفِكَ، غبارُ النجومِ الميتةِ
ويهجرُكَ، في ملكوتِ ريحٍ جافةٍ، سرابُ البحيرةِ.
وحين يجيءُ الموتُ؛
كن صامتًا!
فلن تسمعَ صراخَك وردةٌ فوقَ الثلجِ
ولن تقدَ، في رثائِكَ، غيمةٌ ثيابَها على النهرِ.
أنتَ –اليوم- وحيدٌ أيها الناسكُ!
تحملُ صخرةَ العالمِ بجنحٍ مكسورٍ،
محنيُ الظلِ وتهرَمُ، في صدرِكَ، الطبيعةُ.
لكن سينقي روحَك هذا الحزنُ!
وتحبُ فتاةً في العشرينِ
تَبْذُرُكَ، في خَزَفِ الزَّهْرِيَّةِ، مع النَّارَنْج».
“فكيف تحب فتاةٌ هذي الروحَ المحزونةَ؟» قلتُ،
فكان صراخٌ: «لا تسأل»!
ثم رُميتُ إلى الأرض…
فكيفَ تحبيني؟
وأنا قارورةُ تبغٍ ورمادٍ من كوكبٍ ليس فيه إلا العشبُ
ولستُ طويلَ القامةِ،
لكني أعرفُ، آنَ تنامُ الشمسُ، أَن أرفعَ يَدْيَّ
وأصطادَ، رويدًا، نجمةً ذابلةً
وأعلقَها في الصِّنَارةِ؛ كي أرميها في البحر.
قلبي عُشبيٌ تنغزُهُ الريحُ،
والحزنُ شيَّأ أوردتي بيضًا…
فحين يجيءُ الموتُ
وسديني على ذراعكِ،
وانثري أوراقَ النَّارنجِ على صدري؛ لينمو جناحي
ثم قبليني، واتركي آثار أسنانِكِ، على شفتي؛
كي تبزغَ عشبةٌ بيضاءُ في دمي
ولا تصرخَ نجمةٌ منسيةٌ في البحر.
- عن ألترا صوت