د.عاطف الدرابسه
قلتُ لها :
الظَّلامُ يُحيقُ بي كبحر
وأشرعتي عمياء
لا أعرفُ كيف سأعبرُ هذا الظَّلام ..
الشَّوارعُ الخاليةُ الَّا من الفقر
تلتفُّ حولَ عنقي
كحبلِ مشنقةٍ
تمنعنُي من الحُلم
أحاولُ أن أختبئَ في سيجارتي
بين دوائرِ ذلك الدُّخانِ
الذي يتصعَّدُ كالضِّباب..
ألمحُ من بينِ أسرابِ الدُّخانِ
يداً تُلوِّح لي
في قبضتِها قَدرِي
في قبضتِها غَدِي
في قبضتِها أغنية ..
تلكَ اليدُ تمتدُّ إليِّ كسُنبلة
وأنا منذُ آخرِ عهدي بكِ
لم أعُد أشمُّ رائحةَ السَّنابلِ ..
هذه الدُّموعُ التي تسِحُّ من عينيَّ
هل تقصِلُ كلِّ هذا الألمِ
الذي علِقَ بجسدي
كأنثى العنكبوت ؟
كيف تسلَّلَ البردُ إلى أطرافِ أغصاني ؟
كيف أصبحتُ كشجرةٍ مكسوَّةٍ بالعُري
في بهجةِ الرَّبيع ؟
أين ذلك الشَّغفُ
الذي كان يُشعُّ في عينيكِ
مثل الشُّهبِ ؟
أين تلكَ الصُّورُ العذراءُ في ذاكرتي ؟
أين ذلك الشَّالُ
الذي نسجتُه من بنفسجِ الرَّوحِ
ورحيقِ اللُّغة
لأُزيِّنَ به أوَّلَ الجسدِ
وآخرَ الجسد ؟
أنفاسي تمشي بخطواتٍ ثقيلةٍ
تُشعِرُني بهشاشتي
فقد هزمني ذلك الألم ..
هل مَضَت أيَّامي ؟
وهل آلت شمسُ الحياةِ إلى الغروب ؟
رمالُ الموتِ تزحفُ نحوي
وأنا يائسٌ
لا أبحثُ عن الخلاص
ما زلتُ أحتفظُ بكبريائي
ما زلتُ أحتفظُ بقلبي ..
لا أحدَ هناكَ غيرُكِ
أسمعُ خطواتِ الفجرِ تقتربُ منِّي
أُحسُّ أنَّ السُّحبَ تتجمَّعُ في قلبي
أشعرُ بكِ هناك
أُحسُّ بتلك ال (آاااااه)
تُعدُّ السُّحبَ للمطر ..
سأرقبُ البرقَ
سأكتبُ رسالةً للرَّعدِ
غداً يزورني مطرٌ جديد ..