الصباح الجديد ــ وكالات
ارتفع سعر عملة بيتكوين الرقمية المشفرة فوق حاجز الـ 25 ألف دولار أمس لأول مرة.
وبحسب “الألمانية”، سجلت “بيتكوين”، وهي أقدم وأشهر عملة مشفرة إلى 25022 دولارا على منصة التداول “بيتستامب”، محققة رقما قياسيا.
وحققت “بيتكوين” ارتفاعا مذهلا هذا العام، ففي أوائل 2020، كان سعرها يعادل ثمانية آلاف دولار، لكنها انخفضت بعد ذلك إلى أربعة آلاف دولار عندما تفشت الجائحة في الربيع.
وبدأت “بيتكوين” تدريجيا في الزيادة، ثم تسارع ارتفاعها بحدة في الخريف، وزادت قيمة تلك العملة الرقمية المشفرة بأكثر من الضعف منذ منتصف تشرين الأول.
وأصبح المستثمرون يهتمون بالعملات المشفرة، خاصة “بيتكوين”، ويخصصون لها جزءا من محافظهم الاستثمارية، ما يرجح أن السوق الصاعدة ستسيطر على العملة، كما أن الاعتقاد المتزايد بأن عملة “بيتكوين” ستكون بمنزلة تحوط فاعل ضد الارتفاع المحتمل للتضخم يدعم سعرها.
يأتي ذلك خاصة أن الحكومات في دول العالم تزيد من معدلات الإنفاق بتريليونات الدولارات في غضون أسابيع، لتمويل برامجها التحفيزية، التي تهدف إلى تخفيف الضرر الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا.
والعملات الافتراضية المشفرة لا تملك رقما متسلسلا ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية، كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.
وكان غموض سوق العملات المشفرة يثني بعض المستثمرين، مثل صناديق التحوط والحسابات العائلية، لكن تشديد الرقابة ساعد على تهدئة تلك المخاوف. وجعلت الجائحة العملات المشفرة تبدو أبعد من كونها دعاية رقمية خالصة، حيث اشترى كثير من الأشخاص عملة “بيتكوين” بكميات كبيرة، خوفا من أن تخفض البنوك المركزية، التي يقودها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، قيمة عملاتها، وزاد سعرها أكثر من أربعة أضعاف منذ آذار ،ما يجعلها أحد أهم الاستثمارات في 2020.
واستجابة لعمليات الإغلاق بسبب كوفيد – 19، كان المسؤولون الأمريكيون واثقين بأنه يمكنهم طباعة الدولار بكميات غير محدودة دون تقويض وضع العملة الاحتياطية، ما يسمح للبلاد بالاستمرار في إدارة العجز الضخم دون عواقب واضحة.
ومنذ إطلاقها في 2009، سعى مخترعو عملة “بيتكوين” إلى ترسيخها، بعدها “ذهبا رقميا”، ومخزن قيمة موثوقا به يوفر ملاذا آمنا في الأوقات العصيبة. لكن المتشككين يجدون صعوبة في الشعور بالأمان في الاستثمار في أحد الأصول شديدة التقلب: انفجرت آخر فقاعة “بيتكوين” منذ أقل من ثلاثة أعوام، ولا تزال تقلبات سعرها اليومي أكبر من الذهب أربع مرات.
المتشككون يجدون، خصوصا بين الذين لم يكبروا مع التكنولوجيا الرقمية، أنهم يميلون إلى تفضيل الذهب الذي ظل الناس لمئات الأعوام يشترونه على أنه حماية من تراجع العملات القياسية