النفط تتعاقد مع شركة يابانية لتنصيب مصفى في منطقة الشعيبة

أسعار النفط ترتفع بدعم تحركات “أوبك +” لتعزيز توازن السوق

متابعة ـ الصباح الجديد :

اعلنت وزارة النفط عن استعدادات مبكرة لتسليم أرض مشروع مصفى (FCC) بآلية التكسير التحفيزي لإنتاج المشتقات النفطية في منطقة الشعيبة الى شركة (JGC) اليابانية في العاشر من كانون الأول المقبل.
وأفاد مدير عام شركة مصافي الجنوب، حسام حسين ولي، في تصريح صحفي ، بأنه “تمت المباشرة في تنفيذ أعمال تهيئة الارض وفرشها بمادة السبيس، لرفع مستوى الارض للمستويات الهندسية المطلوبة بالتصاميم الهيكلية، وتعبيد الطريق المؤدي لمشروع المصفى الذي سيقام على مساحة تقدر بمئات الدونمات وبكلفة 3 مليارات و750 مليون دولار ضمن القرض الياباني”.
وأوضح ولي، أن “بناء مصافي تكرير النفط بالتكسير التحفيزي المائع للسوائل، يعد خطوة في غاية الأهمية لتصحيح حالة عدم التوازن بين الطلب السوقي على وقود السيارات، والمنتجات الفائضة (النفط الاسود والنفثا) الناجمة عن تقطير النفط الخام، وتحقيق إيرادات مالية مضاعفة عن الفرق في سعر اللتر الواحد المنتج للمشتقات النفطية”. ويعد مشروع مصفى (FCC)، فريداً من نوعه على مستوى البلاد، ويجري العمل به باستخدام تقنية التكسير التحفيزي المائع، لتحويل المنتجات الفائضة عن مصافي التكسير الحراري (الحالية ) إلى بنزين وغازات أولفينية ومنتجات أخرى أعلى قيمة. واستهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع الجاري على ارتفاع بسبب التفاؤل بقرب اتخاذ تحالف “أوبك +” قرارا بتمديد تخفيضاته الحالية للعام المقبل خلال الاجتماع الوزاري الموسع للمنتجين في نهاية الشهر الجاري لتخفيف تداعيات الموجة الثانية من وباء كورونا على الطلب العالمي على النفط الخام والوقود.
وانطلقت ،أعمال الاجتماع الوزاري للجنة مراقبة خفض الإنتاج في إطار اجتماعاتها الشهرية المتوالية لتقييم وضع السوق في ضوء مستجدات العرض والطلب والمخزونات وقياس مدى امتثال المنتجين لحصص خفض الإنتاج إلى جانب التعويضات المطلوبة من بعض الدول المنتجة بعدما تجاوزت حصصها في الشهور الماضية، إضافة إلى تأثير الزيادات المتلاحقة في الإنتاج الليبي بعد إنهاء الصراع في البلاد واستمرار إعفاء البلاد من اتفاق خفض الإنتاج.
وقال مختصون ومحللون نفطيون إن أسعار النفط الخام بدأت تعاملات الأسبوع في أجواء إيجابية وفي ظل تفاؤل نسبي، حيث شعرت الأسواق بالارتياح من تحركات “أوبك +” لاستعادة التوازن في السوق، إضافة إلى الاحتمال القوي بأن أي عمليات إغلاق جديدة في الولايات المتحدة ستكون أقل حدة من عمليات الإغلاق على مستوى البلاد التي حدثت في آذار الماضي.
وذكر المختصون أن نجاح تجارب اللقاح الجديد فتح شهية المستثمرين لمزيد من المخاطرة وقاد إلى قفزة في النفط الخام بالتزامن مع توقعات بعودة انتعاش حركة السفر في الصيف المقبل وتعافي الاقتصاد العالمي بقوة في العام الجديد.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أنه على الرغم من حالة عدم اليقين في الأسواق وتعثر تعافي الطلب إلا أن السوق بدأت الأسبوع الجديد في ظل اتجاه صعودي لأسعار النفط، بسبب أنباء اللقاح وتراجع التوتر الذي أعقب الانتخابات الأمريكية وتزايد الآمال في انتقال سلس للسلطة في كانون الثاني المقبل، علاوة على الآمال المتزايدة بأنه إذا تم تنفيذ أي إجراءات إغلاق في الولايات المتحدة فلن تكون صارمة مثل تلك التي شوهدت خلال الموجة الأولى من الفيروس في الربيع الماضي. وأضاف أن المخاوف على الطلب ما زالت قائمة، خاصة في الولايات المتحدة، لافتا إلى توقعات لتجار النفط تشير إلى احتمال أن تتحرك الولايات المتحدة إلى عمليات إغلاق صارمة للغاية خلال موسم العطلات المقبل ما يؤثر في الطلب على وقود الطرق خلال احتفالات رأس العام، مبينا أن التردد الحالي في تنفيذ عمليات إغلاق قاسية على مستوى البلاد يعد أخبارا جيدة للطلب على الطاقة في أمريكا الشمالية.
من جانبه، قال ألكسندر بوجل المستشار في شركة “جي بي سي إنرجي” الدولية للطاقة، إن ارتفاع الأسعار في بداية الأسبوع جاء بفعل أنباء إيجابية عن اجتماعات “أوبك +” الحاسمة في الأسبوعين المقبلين التى تميل كفتها إلى تشديد المعروض لامتصاص صدمات الطلب وتعزيز جهود الاستقرار واستعادة التوازن في السوق، وقد دعم الارتفاعات السعرية للنفط الخام أيضا ضعف الدولار الأمريكي.
وأوضح أن تحسن مؤشرات السوق من وقت إلى آخر هو تطور إيجابي، لكن لا يجب أن يصرف النظر عن حقائق دامغة في السوق وهي استمرار الضغط على أسعار النفط الخام على المدى القريب بسبب مخاوف الطلب الناجمة عن فيروس كورونا، خاصة أن حالات الارتفاع في الإصابة بالوباء وصلت إلى مستويات قياسية في الولايات المتحدة واليابان ومعظم دول الاتحاد الأوروبي التى دخلت بالفعل في مرحلة الإغلاق التام والصارم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة