اربيل – امجاد ناصر الهجول:
لم يخطر في بال حذيفة صلاح الدين الطالب بصف السادس الأبتدائي بآنه سيترك هاتفه النقال المولع به و بالألعب الأكترونية والأنترنت بعد أعلان حظر التجوال بسبب جائحة فايروس كورونا و توقف الدراسة و يتوجه الى المنصة الالكترونية و التعليم عبر تطبيق ( اونلاين ) بخلاف العديد من الطلاب الذين انتهزوا فرصة التوقف للعب بالهواتف الذكية لمدة اكثر بحجة عدم الخروج من المنزل .
99.02 المعدل الذي حصل عليه حذيفة و هو يدرس عبر الانترنت، ونادم لان زملاءه حصلوا على اكثر منه وكان بأستطاعته الحصول على الفارق البسيط ليكون 100 % . يقول حذيفة صلاح الدين ل ( الصباح الجديد ) عن هذه التجربة والطريقة الاولى التي تصادفه بالدراسة عبر المنصة الألكترونية : اكثر الطلاب بدل توجهم الى التطبيق الالكتروني ومتابعة الدروس كانوا يتوجهون الى الالعاب و التسلية ومشاهدة الافلام والبرامج بصفحات التواصل الاجتماعي , وكان لدي الخيار الافضل بان التسلية و المشاهدة ممكن ان نجد لها اي وقت لكن الدراسة خلال هذه الظروف لا يمكن تعويضها فتخليت عن جميع اللألعاب و واضبت على الدراسة مع زملائي و الحمدالله تفوقنا بأعلى الدرجات .
مضيفا : نصيحتي لجميع الطلاب بأن لا يستهينوا و يستهزؤا بالتعليم الألكتروني وايضا الاعتماد على أنفسهم و أولياء أمورهم بالدراسة و عدم تضيع الوقت بالتسلية و التوجه للدروس الخصوصية , فما ينقله الموقع من تعليم يجب ان نتعامل معه بجد و كأننا داخل الصف فعلا .
الدراسة والمتابعة بالاجهزة الذكية افضل من سد وقت الفراغ بالالعاب و التسلية
وعلى الرغم من التحذير من التجمعات و اقامة الاحتفالات بسبب جائحة كورونا التي على اثرها توقفت الدراسة , اقامة مدرسة المعرفة الدولية حفلا مع مراعاة التباعد الاجتماعي و اجراءات السلامة لتكريم طالبات مدرستها لتفوقهم بالمرتبة الاولى على العراق بمعدلات 99.85 واقل بفارق الاعشار .
هديل خالد محمد من الاوائل على العراق بمعدل 99.85 التي اكدت بأن التفوق يأتي اولا من حب الادارة والكادر التدريسي لمهنتهم و حرصهم على مستقبل الطلاب و سمعة المدرسة و تشجيعهم المعنوي له دور كبير لطالبات بالتواصل مع المنصة الالكترونية والتحضير اليومي حتى تعتبر التواجد بالبيت وتلقي الدروس لا يختلف عن الحضور و الجلوس بالصف .
وتضيف : ربما اغلب الفتيات بهذه المرحة لا تفارق موبايلها و البرامج المتعددة من مواقع التواصل الاجتماعي لكن ممكن ان تضع اولا في حساباتها مستقبلها افضل من ان تضيع وقتها بهذه الامور التي ممكن ان تستخدمها بأي وقت ممكن او بفترات محدودة لا تؤثر على دروسها و واجباتها , وهذا الاحتفال بتكريم المتفوقات هو فرحة كبيرة في بداية طريقنا و حياتنا .
بينما تضيف زميلتها الطالبة عائشة نوري سامي من ضمن الاوائل بمعدل 99.17 : اصبح الروتين قاتل و ممل بالبقاء بالبيت بدون الذهاب الى المدرسة و بعد مبادرة ادارة المدرسة بأكمال التدريس عبر الانترنت ( اونلاين ) لم نجد صعوبة كبيرة بالبداية خاصة اننا نلتقي مع مدرسينا من خلال البث عبر الانترنت وليس المواجهة وجها لوجه معهم , ومن الضروري الانتباه و المتابعة لتعدي هذه الازمة التي لحقت بالعالم بأكمله وليس لبلد و مدينة فقط خاصة ان مرحلة السادس الثانوي هي مرحلة صعبة و الفاصلة بين الثانوية والجامعة , والحمدالله استطعتنا من استخدام الانترنت بشكل مفيد و عملي لمستقبلنا وليس للتسلية .
كما تشير زينب محمد الصفار المشرف العام لمدرسة المعرفة الدولية عن تجربة الدراسة عبر الانترنت : بادرنا بسرعة وخلال يومين بعد توقف الدراسة بسبب جائحة فايروس كورونا بتحويل الدروس الى التعليم الالكتروني وهذا صراع مع الزمن والوقت لنكون اولى المدارس بهذه التجربة والتي اثمر نجاحها بتفوق طلبتنا الاوائل على العراق , وعندما اعلنت وزارة التربية بتحويل الدراسة الكترونيا نحن قبلها اكملنا جميع المناهج لطلبتنا عبر المنصة الالكترونية التي تنقل الدروس لطلبة كالتعليم الواقعي بوجودهم بالصف لنضمن مستقبل طلبتنا .
التعليم الالكتروني يعتمد على ذكاء الطالب بغض النظر عن المدارس الاهلية او الحكومية رآي اخر لاحد أولياء الامور الذي يقارن التعليم بين المدارس الاهلية والحكومية قائلا : اصبح الاقبال على المدارس الاهلية اكثر من المدارس الحكومية بسبب الاعداد المكتظة بالصف الواحد بالمدارس الحكومية و الاهمال والتسيب فضلا الى نقص كبير بالبنايات و الخدمات و المستلزمات و لكن هذا لا يعني ان جميع الطلاب غير متفوقين و الدليل بان العام السابق كان الاول على العراق طالب من احدى القرى الريفية بالجنوب وايضا عامل بالسوق لاعالة ذويه , وعندما اصبح التعليم عبر الانترنت هنا تنتهي المقارنة بين المدارس الى تقبل الطلاب و استواعبهم للدروس من خلال المنصة الالكترونية فمنهم من تقبلها لانه حريص على مستقبله واخرون اذا كانوا لديهم نسبة 50% من الحرص سابقا انعدمت نسبتهم بعد التعليم الالكتروني و اصبحت الاجهزة الالكترونية ك الهاتف النقال و الحاسوب اكثر ادمانا على اللعب و التسلية بحجة الدراسة .
بغض النظر عن تواجد الطلاب في المدارس الاهلية او الحكومية , فالعاتق الكبير يكمن على اولياء الامور بمراقبة ابنائهم ومتابعتهم خلال الدراسة الالكترونية من اجل حرصهم على مستقبلهم , فضلا الى المسؤولية الكبيرة على وزارتي التربية و التعليم العالي و الفضائيات الحكومية بان يكون لهم دورا كبيرا بهذه المرحلة بتكثيف المحاضرات و الدروس ونشرها على حلقات متسلسلة ليتسنى لجميع الطلاب بكافة المراحل من التواصل بالدراسة والاستيعاب بشكل مبسط لا يختلف عن تواجدهم بالمدرسة .