نُلاحظ مع بداية مُباريات الدوري العراقي الممتاز مُشكلة ازلية لم تُحل إلى يومنا هذا – مُشكلة الملاعب – التي جعلتْ الكرة العراقية تعيش أياماً صعبة في السنوات المنصرمة، واليوم نُتابع الخلل ذاته يتكرر مصحوباً باعتراض مستمر من بعض الأندية على ملاعب معينة تم ترخيصها وهي لا تختلف عن ملاعب أُخرى من ناحية البنى التحتية وسوء الأرضية ولم يتم ترخيصها.
انتعشتْ كرة القدم العراقية نوعاً ما من الناحية المالية وتوجه الحكومات السابقة ابان الميزانيات المالية الانفجارية بتخصيص الأموال لبِناء مدن وملاعب وقاعات رياضية، ومنها ملاعب بمواصفات عالمية في كل المحافظات وانجزتْ ملاعب المدينة الرياضية في البصرة، ملعب النجف، ملعب كربلاء، ملعب الحبيبية، ملعب الكوت، وملعب ميسان وقريباً ملعب «الزوراء»، وملعب «الميناء»، فضلاً عن انجاز ملعب «زاخو» وكان ملعب «الأنبار» الأقرب للافتتاح لولا العمل الإرهابي الذي طاله ومثل هذا الفعل اصاب ملاعب المحافظات الغربية أيضاً.
في الحقيقة، ان جائحة كوفيد 19 غيرتْ الوضع في العالم والرياضة العراقية عانتْ من الأشهر الأوَّلى من هذا الوباء والهيئة التطبيعية بتكاتف الأندية والحكام والصحافة والإعلام شرعتْ ببدء منافسات الموسم الكروي الجديد دُون حضور جماهيري، وان الملاعب الدولية احتضنتْ مباريات من الدوري، وكانت بصراحة أجمل من المباريات الأُخرى لأسباب عديدة (المساحة القانونية، طبيعة العشب، البنية التحتية الجديدة، وجود اماكن سهلت النقل التلفازي)، في حين الملاعب الأُخرى مازالتْ تُعاني وتحتاج لإعادة تأهيل بمرافقها وأرضيتها الباهتة. ولا ننسى ان وزارة الشباب والرياضة في السابق كانتْ تمنح الملاعب الدولية للأندية بمقابل مالي يصل إلى 150 مليون يدفعها الفريق الواحد وتذهب اموال التذاكر والإعلانات للوزارة وهذا موجود في بعض الدول ومنها روسيا طالما ان الملعب لا تعود ملكيته للنادي.
سؤالي: لماذا لا يتم نقل مباريات الدوري الممتاز إلى الملاعب الحديثة في عموم محافظاتنا؟ وهل ترخيص بعض الملاعب دُون أُخرى هو السبب الحقيقي لهذا الاعتراض المزمن؟ ومتى تبادر أنديتنا ببِناء ملاعب تليق بها وبتاريخها وتخلع عباءة دعم الدولة وتعظم مواردها؟
أخيراً، الأغلبية الساحقة من الأندية في العالم تمتلك ملاعب بمواصفات عالمية واعتمدت على مواردها في بنِاء وإعادة إعمار الملعب مع وجود ملاعب خاصّة للتدريبات لفرق النادي وعلى الأغلب تكون خارج المدن، بيد ان أنديتنا مازالتْ بحاجة لدعم البلد لها ولم تتحوّل مثلما موجود في دول العالم إلى شركات وتجني الأموال من الاشتراك المالي السنوي للجُمهور المنضم إلى الهيئة العامة، موارد التذاكر، موارد النقل التلفازي، الإعلانات، الشراكة الترويجية مع المؤسسات التجارية والمجتمعية والشبابية وغيرها.
ان تطور مستوى اللاعِب والكرة العراقية ضروري ويحدث هذا الأمر بنقل جميع المباريات إلى الملاعب الدولية الحديثة بالاضافة لملعبي «الشعب» و»فرانسو حريري». اما بقية الملاعب الأقلّ جودة، فستصيب اللاعبين بالضرر ولن تُقدَّم كرة حقيقية غنية بالمفردات الفنية الواضحة وزيادات المناولات وتدوير الكرة التي تسهل بوجود ارضية وعشب بمواصفات عالمية.
أحمد عبدالكريم حميد