نعمت عباس*
قدم نور صبري خلال مسيرته الكثير من النجاحات ونال محبة الجماهيرا لرياضية، حارس هادئ يتمتع باخلاق رفيعة المستوى، علاقته طيبة مع الجميع ودخل الإعلام الرياضي المرئي وكسب حب المشاهدين.
قرر الآن العودة للمستطيل الأخضر وتعاقد مع نادي «نفط ميسان» هذا الموسم وهذه التجربة ستكون مليئة بالمخاطر وستولد تأثيرات سلبية على نور وربما يخسر الكثير من أنصاره ومحبيه لأن الاستمرار في اللعب يحتاج إلى تحضير ذهني ونفسي وبدني وفني، وقد فقد حارسنا المبدع هذه الصفات نتيجة ابتعاده عن اللعب فترة طويلة واعتزاله دولياً إضافة إلى أجواء الوباء وانشغاله بالإعلام الرياضي.
كل هذه الأسباب ادت إلى فقدان هذه الصفات، ومن وجهة نظري المتواضعة كنت أتمنى أن يدخل مجال تدريب حراس المرمى ويشترك في دورة C الأسيوية ويجتازها ومن ثم يدخل دورة المستوى الأول تخصص حراس المرمى ويباشر عمله التدريبي ونحن بحاجة إلى مدربين حراس مرمى كانوا حراس مشهورين ومحبوبين، وهاتات الصفتان لهما تأثيرات إيجابية في العمل التدريبي لأن الحارس عندما يشرف على تدريبه مدرب كان حارساً محبوباً ونجماً متألقاً مثل «نور صبري» فإنه يلتزم في التدريبات ويتدرب بشوق ورغبة.
أتذكر عندما كنت حارساً لنادي السلام أشرف علينا المدرب الراحل «ناظم شاكر» وبإشرافه خلق نوع من المتعة في التدريب وزرع الثقة بالنفس لدى الجميع واستطاع ان يتمكن من الصعود بالسلام إلى دوري الأضواء بخبراته الدولية وبمحبته وتقديره لجميع أعضاء الفريق وبنجوميته استطاع النجاح والإبداع في مجال التدريب على الرغم من انه لا يمتلك شهادة تدريبية حيث انه بعد الاعتزال مباشرةً قرر دخول عالم التدريب.
فالاسم له دور فعال عندما يتجه للتدريب في مطلع 2003 تعاقد مدرب حراس عراقي مع نادي الشارقة الاماراتي وكان الدكتور «جمال صالح» مشرفاً فنياً وقدم المدرب للهيئة الإدارية أتعلمون ماذا قالوا له؟ قالوا له نريد «رعد حمودي» فابتسم الدكتور وقال لهم الكابتن «رعد» دخل مجال الإدارة، ومن هذا علينا أن ندرك أهمية الأسماء اللامعة واختيارها في المجال التدريبي.
الحارس الأنيق «نور صبري» محبوب الجماهير الرياضية والذي لفت الأنظار في سلوكه وفيما قدمه من مستوى متميز بين العمودين والعارضة وساهم مع زملائه اللاعبين في إنجازات جميلة للكرة العراقية على الصعيدين العربي والأسيوي وكل حبي وتقديري لهذا الحارس الأنيق وأعتقد انه هو الآخر يشعر بمدى الحفاوة والاستقبال له في الإمارات من قبل مدربي الحراس المرموقين «قاسم ابو حديد» و»صادق جبر» و»سمير عبد الرضا» لما تربطهم بمدربه الكابتن «عبد الكريم ناعم» من علاقات خالصة. المدرب الراحل «ثامر محسن» مدرب منتخبات العراق سابقاً في إحدى محاضراته النظرية في كلية التربية الرياضية جامعة بغداد في الثمانينيات من القرن الماضي حدثنا عن الحارس الكبير «رعد حمودي» حيث كان رعد وقتها ينفذ ضربات الجزاء لصالح نادي الشرطة في الدوري العراقي فقال مدربنا الراحل لـ»رعد حمودي» امتنع عن تنفيذ ضربات الجزاء أثناء المباريات فأنت كابتن منتخب العراق وكابتن نادي الشرطة كيف ترى نفسك عندما يرد الحارس ضربة الجزاء ويمسك بالكرة تبقى انت تركض وترجع للمرمى.. هل تقبل هذا على نفسك؟ فاستجاب الكابتن «رعد حمودي» لنداء مدربنا الراحل «أبو احمد» وفي ذات الوقت نصح الحارس الدولي «فتاح نصيف» بعد بطولة الخليج التاسعة والتي احرز لقبها الفريق العراقي بالاعتزال الدولي في وقت حصل الحارس «فتاح نصيف» على لقب الحارس البطل.
وحارسنا الخلوق طبق وصية المدرب الراحل «ثامر محسن» ومن هذا الباب أدعوا الحارس الأنيق «صبري» ان يدخل في ثلاثة اتجاهات لا رابع لهم الإعلام المرئي أو تدريب الحراس أو الإدارة، وقد لمسنا مدى النجاح الذي حققه في اللقاءات مع نجوم الكرة السابقين وكان له حضور لافت النظر في العمل الإعلامي وفي الجانب الإداري يمتلك كل شروط النجاح ويتمتع بكل صفات الإداري الناجح بكل تفاصيلها أما تدريب الحراس وأنا على يقين بل أجزم بنجاحه في هذا الاتجاه لأنه من خلال تجربتي في العمودين والعارضة والتي امتدت لأكثر من ثلاثون عاماً وهذه التجربة اعطتني قناعة تامة مفادها أن الحارس المشهور والمحبوب عندما يتجه للتدريب يكون له حضور وتأثير إيجابي على الحراس وستحدث استجابة من قبل الحراس لتعليماته وإرشاداته، الكابتن «قاسم أبو حديد» والكابتن «كاظم شبيب» نموذجان مثاليان لهذه الصورة.
لذا ومن هذا المنطلق وعلى هذا الأساس كنت أتمنى وما زلت أن يتجه «أبو زينب» لتدريب حراس المرمى لما له من محبة خالصة في نفوس حراس المرمى وهذا بدوره يعطي انطباعاً طيباً في ميدان التدريب وصورة إيجابية في الإبداع والتطور، ولهذه الإسباب ارى تعاقد «نور» مع نادي «نفط ميسان» لا يضيف لمسيرته السابقة شيئاً وربما ستفقده الكثير من المحاسن التي اكتسبها من خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات، ومن تجربة الكابتن «يونس محمود» حيث لعب آخر موسم مع نادي الطلبة من باب رد الوفاء للطلاب لأن انطلاقته الأولى للمنتخبات الوطنية بدأت من نادي الطلبة، وبالكارت الأحمر خرج يونس من المباراة في الدوري العراقي مع نادي الطلبة وانتهت مسيرته بهذه الطريقة، ومن هذا عليك أن تستوعب الدرس.
الحكم الإماراتي «علي أبو جسيم» أفضل الحكام العرب ويضاهي حكام العالم أدار ثلاث بطولات لكأس العالم وعندم سُحبت منه الشارة الدولية بسبب تقدم العمر قرر الاعتزال عن التحكيم وحافظ على مسيرته الحافلة بالإنجازات العربية والأسيوية والعالمية، حيث رأى ان التحكيم في الدوري المحلي لن يضيف لتاريخه المجيد شيئاً وهكذا علينا أن نحسب الأمور حساباً دقيقاً خاصةً أننا نعيش ظروف غير طبيعية بالمرة من جميع النواحي ولا توجد قواعد وشروط للاحترف وقد يسأل سائل «دينازوف» قد لعب بعمر الأربعين، وهذا طبيعي لأن أجواء ايطاليا ونظام الاحتراف ساهما في الحفاظ على صحة الحارس ولياقته البدنية والحالة النفسية وظروف العالم تختلف عن ظروفنا شكلاً ومضموناً.
الغالي «نور ساكن» في بغداد ويتدرب في محافظة ميسان هل هذه تتماشى مع أساليب الاحتراف الحديث؟! على الحبيب «أبو زينب» أن يدرس هذه الأمور وأن يضع في حسابات كل هذه المسائل التي طرحتها وما طرحتها إلا محبة في حارسنا المحبوب وبعالم المرمى العراقي والذي بأمس الحاجة لمدربين يتحلون بصفات النجومية والشهرة عندما كانوا حراس مرمى. كلي ثقة بأن الحارس البديع «نور صبري» سيضع هذه النقاط أمامه ليقرر مصيره ويحدد أهدافه بشكل إيجابي ومثمر ومثلما ذكرت أمامه ثلاثة مسارات إما الإعلام أو الإدارة أو تدريب حراس المرمى وهذا ما أتمناه ويتمناه كل محب لـ «نور صبري».
«همسة فنية»
عصام الحضري حارس المنتخب المصري والذي ساهم في إحراز 4 بطولات أفريقية وشارك في كأس العالم 2018 في روسيا والآن في عمر 47 عام قرر العودة للعب وهذه خطوة مجنونة وغير مدروسة.
- مدرب عراقي محترف