الصباح الجديد-وكالات:
رفضت حملة إعادة إنتخاب الرئيس دونالد ترامب الادعاءات بأن حملة نظمها مراهقون أميركيون على وسائل التواصل الاجتماعي كانت وراء تدني الإقبال على تجمع انتخابي في ولاية أوكلاهوما الأميركية.
وتشير تقارير إلى مراهقين اشتروا بطاقات من دون أن يكون لديهم نية لحضور التجمع الانتخابي ما يقلل من تدني نسبة الحضور.
ولكن فريق حملة “ترامب 2020” قال إنه “استبعد الحجوزات الوهمية”.
وألقى براد بارسكيل باللوم على وسائل الإعلام والمحتجين في إثناء العائلات عن الحضور.
وقال بارسكيل إن “اليساريين ومتنمرو الانترنت يحتفلون بالنصر، معتقدين أنهم أثروا بشكل أو بآخر على نسبة الحضور ولكنهم لا يعلمون عما يتحدثون أو عن كيفية عمل التجمعات”.
وقال ديفيد شميدت الخبير الاستراتيجي الجمهوري السابق وأحد منتقدي لترامب، إن المراهقين من جميع أنحاء الولايات المتحدة طلبوا بطاقات ولا نية لديهم للحضور. وقد طلبت ابنته البالغة 16 عاماً وأصدقاؤها “مئات” البطاقات.
وردّ عدد من الأهالي على منشور شميدت قائلين إن أولادهم قاموا بالمثل.
وأشادت ألكسندرا أوكاسيو-كورتيز، الشخصية التقدمية البارزة، بالمراهقين قائلةً إنهم أغرقوا حملة ترامب بحجوزات مزيفة”.
ولم يتضح بعد كم الحجوزات المزيفة ضمن مئات الآلاف من البطاقات التي روجت لها حملة ترامب.
وحصد فيديو على تطبيق “تيك توك” في 12 حزيران / يونيو يشجع الناس على الاشتراك للحصول مجاناً على بطاقات للتأكد من أنه سيكون هناك مقاعد فارغة في الساحة، 700 ألف إعجاب.
ونشر هذا الفيديو بعدما أُعلن أن التجمع الأساسي سيكون في 19 حزيران / يونيو. وقد أثارت الأنباء ردود فعل غاضبة، لأن الفعالية تأتي في نفس يوم الاحتفال بإنهاء العبودية في الولايات المتحدة. كما كان موقع الفعالية في تولسا إشكالياً أيضاً، حيث أنه موقع أحد أسوأ المجازر العرقية في تاريخ البلاد.
وإذا ثبت صحة تلك التقارير، لا تعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تأثيرهم السياسي خلال الأسابيع الأخيرة.
ونشط معجبو “كي-بوب”، موسيقى شبابية في كوريا الجنوبية، في التعتيم على الوسوم التي استخدمها معارضو حركة “حياة السود مهمة” في الأسابيع الاخيرة، وجمعوا المال بعد مقتل جورج فلويد، الأفريقي-الأمريكي، الشهر الماضي.
ومع ذلك، يبدو أنهم أقنعوا حملة ترامب بأن هناك أشخاصاً مهتمين بالمشاركة أكثر من العدد الفعلي. وأضاف زوركر أن حملة ترامب ظلت تتباهى بوجود مليون مؤكد، ولكن حتى لو أن نصف تلك الحجوزات حقيقي لكان التجمع قد شهد مشاركة أكبر بكثير.
وكان هناك مخاوف صحية من عقد التجمع الأول من نوعه منذ بدء اجراءات الإغلاق العام في عدد كبير من الولايات الأمريكية.
وكان على المشاركين في التجمع التوقيع على تنازل يحمي حملة ترامب من المسؤولية عن أي إصابة بالوباء.
وقبل ساعات من بدء الفعالية، قال مسؤولون إن نتائج فحوصات ستة من المنظمين جاءت إيجابية بفيروس كورونا.
وكان وباء كورونا أحد المواضيع التي تتطرق ترامب إليها خلال خطابه الذي استمر لساعتين تقريباً أمام المؤيدين المهللين في أوكلاهوما، معقل الحزب الجمهوري.
وفي ملاحظاته الافتتاحية، قال ترامب إن “ثمة أشخاص سيئون في الخارج، يقومون بأشياء سيئة”. ولكنه لم يوضح أكثر.
وكان ناشطون من حركة “حياة السود مهمة” من بين المحتجين المحتشدين أمام الساحة قبل الفعالية.
وبشأن الاستجابة لوباء كرونا، قال ترامب إنه شجع المسؤولين على إبطاء الفحوصات لأنها تؤدي إلى اكتشاف المزيد من الإصابات.
وقال ترامب إن وباء كورونا لديه أسماء عدة من بينها “انفلونزا كونغ” في تعبير يشير إلى الصين حيث بدأ “كوفيد-19” وينطوي على رهاب الأجانب. وتوفي نحو 120 ألف شخص بسبب “كوفيد-19” في الولايات المتحدة منذ بدء الوباء، وهو عدد قال خبراء الصحة إنه كان من الممكن أن يزيد لولا زيادة الفحوصات.
ويقول خبراء الصحة إن إجراء الفحوصات مهم لفهم مكان وكيفية انتشار الفيروس على نطاق واسع، وعلى الأثر تجنب وقوع المزيد من حالات الوفاة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لاحقاً إنه “من الواضح أن الرئيس كان يمزح” حين تحدث عن فحوصات “كوفيد-19”.
ووصف ترامب مستهدفاً خصمه الديمقراطي، جو بايدن بالقول إنه “دمية عاجزة تابعة لليسار الراديكالي”.
كما استخدم الرئيس أيضاً نبرة عدائية حين تطرق للاحتجاجات المناهضة للعنصرية والإطاحة بالتماثيل التي بدأت بعد مقتل جورج فلويد من شرطة مينابوليس.
وقال متوجهاً إلى الحشود “يحاول الغوغائيون اليساريون أن يخرّبوا تاريخنا وأن يدنّسوا آثارنا – آثارنا الجميلة – هدم تماثيلنا، وإلغاء واضطهاد أي شخص لا يمتثل إلى مطالبهم للسيطرة المطلقة والشاملة. ونحن لن نمتثل”.