الشحنات المرسلة الى اوربا لاقت ردود أفعال سلبية
الصباح الجديد-متابعة
حاولت الصين بعد تفشي فايروس كورنا الذي كانت احدى مدنها مصدره الأساس، اتباع دبلوماسية الحليف في أيام الازمات او الكوارث، سيما مع الدول التي كانت الأكثر تضررا من الفايروس الذي بات الاوربيون يرتابون في نشأته وتطوره بالنحو السريع الذي تناسب طرديا مع انتشاره، اذ عمدت الصين الى ارسال العديد من الأجهزة والمعدات الطبية الى عدة دول في اوربا لمواجهة الفايروس.
وحسب وكالة الانباء الألمانية ( د . ب .أ ) لاقت شحنات الصين من أجهزة التنفس الاصطناعي ومعدات الوقاية الشخصية، استقبالا حسنا في البداية، عندما كان فيروس كورونا المستجد يتفشى بقوة في أوروبا في وقت سابق من العام الجاري.
وظهرت لوحات إعلانية تحمل صورة الرئيس الصيني شي جين بينج في صربيا أواخر آذار/مارس ومعها رسالة باللغتين الصربية والصينية مكتوب فيها “شكرا لك أيها الأخ شي”.
كما نشر وزير الخارجية الإيطالي مقطع فيديو على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسيوك) عن وصول الإمدادات الطبية الصينية إلى إيطاليا في منتصف آذار/مارس، وذلك بعد أن تخلفت الدول الأوروبية في البداية عن تلبية طلب روما بالمساعدة.
ونتيجة لذلك، ارتفعت نسبة الإيطاليين الذين قالوا إنهم يعتبرون الصين “صديقا” لإيطاليا من 10% في كانون ثان/يناير إلى 52% في آذار/مارس، وفقا لمعهد “إس دبليو جي” لاستطلاعات الرأي.
وكتب أليساندرو دي بابتيستا، العضو البارز في حركة خمس نجوم الإيطالية في صحيفة “إل فاتو كوتيديانو” يقول إن الصين “تمكنت من تحويل صورتها من ناشر للفيروس إلى حليف في أوقات الحاجة”.
وقال كارل ثاير، أستاذ فخري في السياسة بجامعة نيو ساوث ويلز في كانبيرا: “مضى المسؤولون الصينيون وأجهزة الدعاية في التأكيد بقوة على أن الصين احتوت الفيروس بنجاح، وأن الصين ستقدم القيادة والدعم المادي للدول التي تضررت من كوفيد19-“.
لكن حملة الدعاية التي أطلقتها بكين، التي استهدفت الجمهورين المحلي والخارجي، وتأكيدها على تلقي الثناء الشعبي من قادة أجانب، بدأت تُفسد العلاقات مع ظهور شكوك حول استجابة الصين للفيروس.
ويقول منتقدون إن بكين ترغب في التغطية على سوء تعاملها مع التفشي في مراحله المبكرة مع انتشار الفيروس من مدينة ووهان في وسط البلاد، واتهموها بالإبلاغ عن أرقام أقل من الأرقام الحقيقية بشأن الإصابات والوفيات.
واشتد الانتقاد بعد أن عدّلت ووهان الجمعة الماضية عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم جراء الفيروس ليرتفع بنسبة 50% إلى .3800 وقوبل هذا التعديل بانتقاد من القادة الأوروبيين.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصحيفة “فاينانشيال تايمز” إن “ثمة أشياء حدثت بوضوح ولا نعرف عنها أي شيء” بشأن تعامل الصين مع الوباء، بينما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لصحيفة بيلد إن تعديل عدد القتلى “يثير القلق”.
وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، إنه بعد انتهاء الجائحة، “لن تمضي الأمور كالمعتاد” مع الصين.
وهناك أخطاء دعائية أخرى لم تساعد صورة الصين في الخارج.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نُشر نص على موقع السفارة الصينية في فرنسا واتهم زورا موظفين في دار فرنسية لرعاية المتقاعدين بترك كبار السن يموتون. وتسببت هذه الرسالة في غضب وذعر بفرنسا.
وكتب كيري براون، مدير معهد لاو تشاينا في كلية “كينجز كوليدج لندن”، بمجلة نيوزويك يقول إن صور المساعدات الصينية التي تُرسل إلى إيطاليا والأماكن الأخرى المتضررة بشدة، ربما تكون نابعة من نوايا طيبة، لكنها أسفرت عن آثار عكسية.
وأضاف: “لا أحد يحب أن تظهر معاناتهم كجزء من حملة كبرى لطرف آخر (يُظهر فيها) الجدارة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحفيين في أوائل نيسان/أبريل الماضي إنه من خلال مساعدة الدول الأخرى على التعامل مع الفيروس، تقوم الصين ببساطة برد النوايا الطيبة التي تلقتها في وقت سابق أثناء الجائحة.
وأضاف أن بكين “لا تنتقي وتختار ولا تقدم شروطا عندما تمد يد المساعدة”.
ومارست دول آسيوية أخرى، من بينها فيتنام وتايوان وكوريا الجنوبية دبلوماسية فيروس كورونا لدى تبرعها بملايين من الأقنعة الواقية (الكمامات) إلى أوروبا، لكنها لم تلق نفس النوع من الردود السلبية مثل بكين.
وقالت هونج لو ثو، وهي محللة بارزة في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي: “لقد مورست دبلوماسية الكوارث لعقود”.
وأضافت: “لكن في هذه الحالة، فإن الصين فقط هي من حاولت تغيير القصة حول تفشي فيروس كورونا”.
وتابعت: “لا تنخرط الصين فحسب في دبلوماسية الأزمة، إنها تحاول معالجة صورتها المعيبة”.