قبل الكلمة

الشاعر الاسباني:
بيدرو انريكث
ترجمة: حسين نهابة

رباه
لا تتركني بين لعبة الحظ،
أخط الرياح،
بأوراق الأشجار
مثل دودة القز،
محبوس في صندوقي الكارتوني
لاحول لي ولا قوة،
غائب
عن الأنظار
في قعر آخر من الوعي.
لا افقه اللوائح
ولا التحول الى فراشة،
متمرغاً في ذاتي
بمصادفات عقيمة.
أخط العلامات على الحدود
وأترك اثر لُعاب
يجف
حيث لا عيون تنفع
لأقنعة التنجيم
والألغاز.
لا تريد مني سوى
أن أعيش
أن أتنفس
أن أمشي
أن أبكي
أن أبتسم
مثل شجرة
تحيا صامتة الجذور،
راسية في سكون العصور،
مهجورة في ظلام الأرض،
دون جوهر آخر
سوى مساحة صغيرة
تعيش فيها الديدان
والفطر؟
هل منحتني الحياة مرة ثانية
لأشعر بالنحيب
ولغز الألم،
وأتأملني في المرآة جريحاً
دون أي لهب
سوى تلك اليد الممدودة
تتسول الحب،
تتسول نظرة
قبل الكلمة؟
اختلال السنين
شره جداً،
مثل أنياب كلب ليلي
مُسمرة على فريسة جريحة.
ربما حين أقول رباه،
أو أقول يا الله
تسمعني
وتداعب شعري بين يديك
القديرتين
بلا منازع،
لتحدثني في زنزانتي المظلمة
عن الحياة وعن الفناء؟
ربما تنقل لي أفكاراً
لا تسمعها
أذناي
الصماء البعيدة عن حبك؟
وأعود الى الأرض
غارقاً في الوحل،
مثل أثر فارغ
حيث الآخرة
عصية على المعنى؟
مع ذلك،
يقين
النار هذه
يخبرني عنك
ويفيض عليّ بجوهرك
فأستسلم الى الإيمان
رجلاً،
إنساناً
سائراً
مُعتلياً
الدرج
حيث يقطن
النور عند باب
الطابق الأخير،
فرحاً
على هضبة الأمل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة