العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم في ذكراه السنوية الثانية والثلاثين

-1-
لا نغالي اذا قلنا :
انّ العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم هو من أهم الشخصيات العراقية التي عملت بتفانٍ وإخلاص من أجل إزاحة كابوس الدكتاتورية الغاشمة التي اذاقت العراقيين افظع الوان الانتهاكات لحقوقهم دينيا وسياسيّاً وانسانيا واجتماعيا وثقافيا …
-2-
انّ الدكتاتورية البائدة لم تكن تُحسنُ الاّ فنّ الاغتيال لمعارضيها السياسيين .
انها كانت السبّاقة في ميادين ابتكار وسائل القمع والتعذيب والفتك بالاحرار والحرائر دون هوادة .
ومن أبرز مَنْ استهَدَفَتْهُمْ ماكنةُ التصفيات الجسدية الشهيد العلاّمة السيد مهدي الحكيم الذي اغتيل في 17 /1 /1988 في السودان ابّان حضوره لمؤتمر اسلامي دعاه اليه المقبور د. حسن الترابي – والذي لم يكن بعيداً عن الضلوع بشرك الجريمة .
-3-
لقد حمل الشهيد العلاّمة السيد مهدي الحكيم هموم الوطن وجراحه ولم يدّخر وسعاً في العمل الجاد في مضمار انقاذه من براثن الطغيان والاستبداد .
وكان أول اسلامي عراقي انفتح على القوى المعارضة الأخرى، وهذا ما أقض مضاجع الطاغية، فقرر تصفيته انطلاقاً من منهجه العام في اغتيال المعارضين السياسيين ، ولكنه أخطأ في حساباته، فالشهيد عندنا يُولدُ ساعةُ يقتل ، وتحمله المبادئ التي جاهد من اجلها الى القلوب ويتحول بالشهادة من جسد الى رمز كبير يترسم الناهضون خطاه ومساره ، وينسجون على منواله .
-4
لقد اتهم العفالقة الاوغاد العلامة السيد مهدي الحكيم عام 1969 بأبشع التهم، وخصصوا مكافأة مالية ضخمة لمن يلقي القبض عليه، الأمر الذي اضطر معه السيد الحكيم للعيش خارج الوطن، وعانى من آلام الغربة ومخاضاتها ما عانى، متنقلا بين الباكستان والامارات حتى استقر في الثمانينيات في لندن .
وكان في حركة دائبة من اجل قضيتِهِ العادلة التي لم يفتر عن العمل من أجلها يوماً ، فهو من الروّاد القلائل الذين سخوا بعطائهم لقضيتهم دون أنْ يأخذوا شيئا
وهنا تكمن العظمة .
-5-
خطر في ذهني وانا اتجه لحضور مجلس التأبين الكبير الذي اقيم له في لندن بيتان وهما :
قتلوكَ يا مهدي الحكيم وما دَرَوْا
أنَّ الحكيمَ قضيةٌ لا تُقْتَلُ
ويّرنُ صوتُك في الأنام مدّويا
بدمِ الشهادةِ يُكتبُ المستَقْبلُ
وقد أصبح البيتان المذكوران محط تداول العراقيين في عموم ساحات المهجر .
-6-
لقد أخبرني نجله الفاضل ان أباه كان يتنمى الشهادة قبل سقوط الصنم
وقد استجاب الله له ورزقه الشهادة .
وكأنيّ به انما أراد ذلك لكي لا يتحمّل المسؤوليات الثقيلة الكبرى التي تحملها اولئك الذين تسللوا الى المواقع الحساسة والمناصب العليا فقلبوا لشعبهم ظهرالمجن،وتفرغوا لخدمة مصالحهم وتكريس امتيازاتهم ومكاسبهم وكُتلهم بعيداً عن هموم الشعب ومصالح الوطن، فخسروا شعبهم، ولوّثوا تاريخهم، فضلاً عما ينتظرهم من حساب عسير يوم الجزاء.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة