غياب السجاد العراقي اثر على ذوق الزبون
بغداد – وداد إبراهيم:
لأصحاب سوق السجاد مشهد يومي حين يفرشون او يكومون عددا كثيرا من السجادات الواحدة فوق الأخرى داخل محال ليتسنى للمشترى ان يقلبها وهي التي تتنوع في الشكل والحجم والزخارف والرسومات التي جاءت وكأنها لوحات فنية بالازرق والوردي والأبيض وكان الأحمر هو الطاغي على كل الموجود بجماله وجاذبيته، وبعضهم فرشها على الأرصفة لتجذب انظار المارة وانظار المتبضعين في السوق، الذي يبدأ من الشارع المؤدي الى الصدرية باتجاه الشورجة في محال اصطفت بانتظار المزيد من الزبائن في صبيحة شتاء بغدادي بارد، ويعتقد الباعة ان انخفاض درجات الحرارة يجذب لهم زبائن جدداً.
قصير العمر
البائع أبو سجاد قال: الان هو موسم السجاد والمفروشات الأرضية بكل أنواعها، وما موجود في السوق هو أنواع السجاد التركي والإيراني، هناك أنواع أخرى من المفروشات الأرضية والتي اتخذت اسماءها من الحياة الشعبية مثل( المدات، الكنباراو الكاربت، الكليم الإيراني والفريز التركي)، والمشتري بنحو عام يبحث عن الرخيص والبعض يبحث عن ماهو خفيف الوزن ليكون سهلا في الفرش، وفي كل موسم اجد ان هناك زبائن وبكثرة ما يؤكد ان هذه المفروشات الخفيفة الوزن هي أيضاً قصيرة العمر، أوان المشتري بشكل عام يبحث عن الجديد من المفارش المتنوعة بأحجامها، وهناك السجاد أيضاً باحجام صغيرة تصل الى مترين او اكثر بل يأتي السجاد على وفق رغبة المشتري من دون التقييد بحجم معين.
ذوق الزبون
البائع احمد حميد قال:لدي سجاد حرير بأنواعه ولكن ليس الحرير الأصلي وانما هو خيط (بولستر) ويسمى حرير لنعومته، ففي هذا العام دخلت للسوق أنواع جديدة من المفارش الخفيفة والثقيلة، منها تركية مثل مفرش (الفريز) فيما قل وجود المفارش السورية التي يعدها التجار افضل ما موجود في السوق، ولدي مفارش إيرانية متنوعة منها سجادة (الكاشان) والتي تتميز بجمالها وادامتها ولكن في الحقيقة هي أيضا تصنع من خيط الحرير الصناعي، وهي مزينة برسومات جميلة جداً تجذب المشتري بفروتها ونعومتها وقد صار اسم (الكاشان) مثلا يطلق في بغداد على الأشياء الجميلة والطويلة العمرعلماً ان (كاشان) اسم مدينة، وهذه البضاعة تدخل الى العراق عن طريق مهران، على الرغم من وجود أماكن لبيع أنواع أخرى من السجاد في عموم مناطق بغداد لكن المشتري يقصد سوق السجاد في الشورجة للبحث عن الارخص ثمناً من دون مراعاة الجودة التي ذهبت الى الابد بعد ان أغلقت معامل صنع السجاد العراقي، الذي عرف في العالم بأنه الأكثر متانة وقوة وجودة بل تزداد جودة السجادة العراقية كلما طال عمرها لان صناعتها تخضع لشروط التقييس والسيطرة النوعية، كما انها خفيفة الوزن علماً انها الوحيدة التي تصنع من خيط الصوف او القطن واعتفد ان غياب السجاد العراقي اثر على الذوق العام في اختيار المفارش في فصل الشتاء.
مكلف وقد لا يجد له مشترياً
البائع سعيد علي قال: كنت استغرب من حجم بعض السجاد المستورد، واكتشفت انه اقل من الحجم المتفق عليه حتى عرفت ان بعض التجار العراقيين اثروا بشكل عام على صنع الكثير من أنواع السجاد، بل كانوا السبب في الإساءة لصناعتها، حين يطلب التاجر من المعمل ان يقلل من حجم السجادة الأصلي بنصف او ربع متر، ليقلل من سعرها وليبيعها على أساس الحجم المكتوب على السجادة، والمعروف ان الكثير من المعامل تخضع لشروط المشتري ان كان سيشتري كمية كبيرة من المعمل، وهذا ينطبق على الكثير من السجاد بما فيها (الكاشان).
لذا اجد ان السجادة العراقية لو دخلت السوق الان فأن بيعها سيكون صعباً لأنها مكلفة وقد تباع بأسعار عالية بالنسبة الى ما موجود من أنواع السجاد المستورد.
سيدة عراقية في سوق السجاد قالت: بصراحة اعتبر هذا السوق من اجمل الأسواق ففيه الكثير من أنواع السجاد منها سجاد الكاشان الذي اجده بأسعارمناسبة وهناك أنواع رخيصة من السجاد الخفيف، والمرأة العراقية بشكل عام تفضل ان يكون في بيتها سجادة جميلة او حتى تمتلك اكثر من سجادة احب السجاد التركي فهو خفيف وفيه زخارف جميلة لذا حين وجدت ان السجادة التي اشتريتها قبل عامين غير صالحة للفرش قررت استبدالها بواحدة جديدة.
ام محمد قالت: بصراحة قبل سنوات كنا نكتفي بما يسمى (الكنبار) لكن الان هناك السجاد بأنواعة والرخيص الثمن وهنا أنواع جديدة من مفارش الارضيات بالوان زاهية واحجام متنوعة، اقصد بالإمكان الحصول على ما نريد فالسوق فيه أنواع من المفارش الجديدة ، واذا ما عدنا الى ما كان عليه البيت العراقي في السابق فقد كان انيقا بالسجاد العراقي الذي لايقارن بكل ما موجود في السوق من سجاد.