الوزراء المفاتيح

يريد الشارع العراقي الأمن، والأمان؛ فهو منذ عام 2003 لا يقف على كف عفريت، بل مزّق عفريت فصول الخرق/ الاهتزاز/الانهيار الأمني حقّه الجسدي بالبقاء على قيد الحياة. وعندما تختفي موجة العنف الضارية تحت الأرض ستسهل القضية، حتى لو بقي عنكبوت الفساد المالي والإداري يبادل العراقيين النظرات في المؤسسات والدوائر!

يريد الشارع العراقي الأمن، والأمان. أي أن لسان حاله يمتد بالطموح المُلحّ؛ من أجل إيجاد إدارة استثنائية لوزارتي الداخلية، والدفاع.

وعلى الرّغم من أنّ التشكّل التشريعي، والتنفيذي لم يأتِ مطابقا لــ “ثورة!” الحبر البنفسجي الذي تلطّخت به صناديق الانتخابات إلاّ أنّ المتن الشعبي نسي الأمر- وهو النّسّاء والمُسامح والكريم- وانتظر ما تمخّض عن المحاصصة العتيدة من الدخان الأسود، وما جاءت به دول الجوار من مشورة علينا أن نتقبلها كأمر، وبروح سياسية- رياضية!

إذن، مَن، وكيف، وعلى أية ميناء سترسو سفينة الداخلية، والدفاع التائهة؟ إنّ أصحاب القرار الجديد مطالبون بقوّة لرفع خيمة العزاء الضخمة التي تُخيّم على البلاد، وتبديل المطر الغزير للافتات السود التي نقرأ فيها – كل يوم- وداعا تلو الوداع لأهلنا، وأصدقائنا، وجارنا السّابع بأخبار سارّة عن عودة نازحين، وتنمية، وبناء مدن عراقية عامرة بهرج ومرج السلام والنهارات التي تأتي للعراقيين بشمس الكرامة، ولبن العصافير العَميم.من أجل الأمن، والأمان يجب أنْ نضع بطّاريات جدّية، وطويلة الأمد للعصا السّحرية، وإذا كان السلام والاستقرار ضربا من مُستحيل، فما هو المانع من جرّ هذا المستحيل من أذنية، وجعله يسجد تحت دموع أم عراقية جعل الموت المُنظّم من فؤادها حُطاما.

وعلى فكرة، قبل أنْ تتم دعوة “المجتمع” إلى أنْ يجنح للسلم الأهلي، يتطلب ذلك توفير ممر آمن له يُحققه السلم السياسي من خلال الانصياع إلى برنامج عمل حيوي يفرز المشهد إلى حكومة ومعارضة غير تسقيطيّـتين، ترتفع عن منهج رؤية القذاة في عين الخصم ونسيان أمر الخشبة.

لاحاجة اليوم أن نذكر بوثائق شرف، أو وثائق من نوع آخر فحتّى المولود المُعاق لاتستطيع العائلة رميه في الشط. وفي مثل هذه الأحوال المزرية يقول البسطاء: الله كريم، ويوكلون أمرهم لصاحب الإرادة.

وعلى ذكر صاحب الإرادة، متى ينتهي صراع الإرادات في العراق؟ فلقد طالت معركة تكسير العظام الطاحنة، وسدّت الجثث المطحونة الأفقين: أفق الأزمة، وأفق الحل!

إنّ توظيب أمر الإرادات في العراق صعب مُستصعب بسبب وجود إرادات داخلية، وخارجية. في المقابل يردد الخبراء الاستراتيجيون على مسامعنا مؤخرا: تفاءلوا بالدعم الدولي تجدوه!

أخيرا يجب أن لا يكون كل أمر وزارتي الداخلية، والدفاع منوطا فقط باختيار أفراد، بل بالنظام الذي سيدير دفّة التشكيلات وينزل بالفوضى العارمة إلى درجة الصفر.

 

ميثم الحربي

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة