مع ملحق مقارن للمصطلحات الإعلامية
تشكل النصوص التي بين يدي القارئ مقدمة منهجية ومهنية لكل مهتم بتأسيس مشروع إعلامي حديث، فهي بوابة لكل زملائنا الصحفيين العراقيين بشكل خاص، لأنها ترسم حدود الالتزام والجدية في إرساء أسس صحيحة لمؤسسات جديدة.
الهدف النهائي من هذه النصوص هو التمهيد لبناء صحافة عراقية محترفة لا ترتكز على تمويل حكومي او الى الإدارة الرسمية للمشاريع ولا تتبع مقاييس ما يعرف في تاريخنا الصحفي العالمي بصحافة الدولة او الحزب.
وهذه النصوص تنسجم مع ما نتطلع إليه ويتطلع إليه المجتمع من سمات أساسية تنسجم مع التيار الدولي العالمي المألوف.
وتتفق النصوص مع معداتنا وأدواتنا المطلوبة للهيكل الجديد للصحافة العراقية التي نريدها، صحافة لا تدافع عن الأيدولوجيات أو برامج الأحزاب الحاكمة أو المعارضة بل هي صحافة تقدم للمواطن المعطيات الاقتصادية والسياسية والمالية والفكرية والثقافية من أن يكون لها دوافع ذاتية او مصالح سواء للكاتب او للمؤسس في نهاية المطاف نتطلع الى تنوير الجيل الجديد من أبنائنا وزملائنا وصولا الى النصوص بالعمل الإعلامي العراقي الى المستويات التي عالية وإننا واثقون أن بلادنا تزخر بالمهارات الصحفية والمهنيين الحريصين على تحقيق هذه الأهداف.
ومن هذا المنطلق تنشر “الصباح الجديد” سلسلة من هذه النصوص إسهاماً منها في الارتقاء بالجيل الجديد والوصول به الى المستويات التي يستحقها.
الحلقة 6
إسماعيل زاير
فن إدارة الموظفين وتأهيلهم
إدارة الملاك (مجموعة الموظفين)
تشير إدارة الملاك إلى إدارة المصادر البشرية , تمييزًا لها عن المصادر المالية والمادية .
وعادة ما يطلق عليها ب (إدارة الملاك) وتبدأ إدارة المصادر البشرية بالتعريف التالي : كمية من القابليات الفردية المعينة مطلوبة في الصحيفة .
ويجب إيجاد الناس ذوي القابلية ويتم تجنيدهم , اختيارهم , تدريبهم أو إعادة تدريبهم والمفاوضة معهم , تم استشارتهم , قيادتهم توجيههم ,تقييمهم , مكافئتهم, نقلهم , ترفيعهم وبالنتيجة تسريحهم أو تقاعدهم .
ويجب تنفيذ كل الخطوات بخصوص إدارة الملاك المتعلق بالصحفيين من قبل المحررين . فهم المسؤولون عن إدارة وتغطية مناطق محددة في الصحيفة إضافة إلى الأقسام الثانوية . يجب أن يدعم ممثل الملاك نشاطات مديري إدارة الملاك , فمثلا :
*تقديم النصائح القانونية للمديرين المتعلقة بالمواعيد النهائية لغرض تنفيذ واجبات محددة .
*التوسط في تطبيق حلول قانونية ذات العلاقة .
*تحضير التحاليل الخاصة بخطط الملاك بالتعاون مع المديرين .
*تقديم النصائح للمديرين فيما يتعلق بالانحرافات الرئيسة في خطة الملاك .
*تضير وتحديث مجموعة من المواد المعلوماتية للموظفين الجدد .
البحث عن عاملين أكفاء وتجنيدهم
كيف يتم إيجاد عمال للوظائف المطلوبة وكما معرفون في خطة العمل أن توظيف أي شخص متوفر تحت اليد وله الرغبة في العمل قد يؤدي إلى إلغاء العلاقة مع الشخص غير القادر على العمل بعد فترة تجريبية قصيرة .وهذه ليست الطريقة الكفوءة في الاختيار . هناك طريقتان أساسيتان لوضع شخص في موقع وظيفي معين ,وتوظيف شخص ما من خارج الدائرة , أو تطوير مجموعة الموظفين لديك.
في كلتا الحالتين يتوجب على المديرين تقييم ما يحتاجونه بحذر ويتأكدون من تلك المقاييس المطلوبة التي يستطيع العامل تلبيتها . أن طريقة التوظيف لا تحكمها حقيقة أن شخص ما متوفر , حتى وأن كان صديق المدير , أو شخصاً يحبه المدير أو الذي يفكر مثل المدير .
أن صداقة من هذا النوع هي ليست الكفاءة الصحيحة التي تحتاجها الصحيفة الاحترافية ولغرض بناء فريق , تحتاج إلى شخصيات متنوعة إضافة إلى الكفاءات , حيث يحذر مدير للمصادر البشرية في صحيفة أميركية صاحب الخبرة بالقول :”باستطاعتك تعليم شخص ما أشياء لا يستطيع القيام بها الأن ولكن لا تستطيع تغيير شخصيته “. ويضيف محرر من روسيا البيضاء قائلا :
“من الأفضل توظيف شخص لا يوافق على بعض الأمور من أن يكون ( مرائيًا منافقاً ).
تجنيد الموظفين
يكتسب الصحفيون سمعتهم في أي بلد من خلال تجوالهم في المدار الصحفي . فقد تكون كلمة واحدة من الزملاء الصحفيين أو المشرفين مهمة إضافة إلى حصاده في القصص والمقالات السابقة , وستبين لك هذه كم هو قريب هذا الصحفي من الخط التحريري وقد تكشف كلمة الكثير من شخصيته .حاول أن تسأل الصحفي عن سيرته الذاتية لمعرفة فيما اذا يتصاعد عملة أو يتنازل وحاول الاتصال بمرجعياته ( الناس الذين يعرفونه سابقا)والذين ذكرهم في سيرته الذاتية .
وقد يعرف مدير التحرير في أي يوم كان بأن موظفيه لديهم إمكانات محدودة في تلبية رؤيته لنوعية متطلبات للصحيفة .
لقد اصبح هذا الوقت يتطلب البحث عن تجنيد المواهب من خارج هذا المدار , مدار الصحفيين .
والأشخاص خارج مجرى الصحافة قد لا يعدون في التقديم على عمل في الصحيفة , ومع هذا فعند القراءة على الكفاءات الشخصية أو المهنية التي تبحث عنها الصحيفة , فقد يجدون في أنفسهم الكفاءة وأنهم المتقدمون المناسبون . وأن وضع إعلان في الصحيفة يدعو إلى وظائف محددة لا يكلف الصحيفة أي شيء . والنص التالي هو مثال لإعلان كهذا تم نشره في الصحيفة اليومية يبحث عن مراسلي عمل :
البحث عن مراسل أعمال
أن الصحيفة تبحث عن أشخاص طموحين بصفة موظف “مراسل أعمال” على المتقدمين أن يمتلكوا فهماً جيداً في الاقتصاد والأعمال وبمهارات تحليلية جيدة.
وتعد الجدية والحماس اكثر أهمية من كون المتقدم صحفياً سابقاً ذا خبرة .يرجى أرسال سيرتك الذاتية مرفقاً معها رسالة الطلب عن طريق البريد أو الفاكس خلال 3 أسابيع من تاريخ نشر هذا الإعلان .
ترسل الطلبات إلى العنوان التالي :
ليس هناك من تحديد للعمر أو التعليم ويحتوي الإعلان اسم مدير التحرير مما يشجع المرشحين المناسبين على التقديم .وبناء على تصنيف كل الإجابات يمكن تقسيم المتقدمين إلى ثلاث مجاميع “نعم” , “ربما” , “لا “ويجب أن يقوم محرر الأعمال بمقابلة كل المتقدمين من مجموعة “نعم ” .
وقد يقابل أولئك من مجموعة “ربما”. وقد يريد كل من نائب محرر الإدارة للاقتصاديات والأعمال ومدير التحرير إجراء المقابلة الثانية بأنفسهم , ويتم تقييم الإجابة على السؤال الاتي , كما يقول الصحفيون المتمكنون , ” لماذا ترغب في الصحافة ؟” والجواب الصحيح يميل إلى أن يكون أنه يحب الأخبار اكثر من اللغة .
تجنيد الطلبة ليكونوا صحفيين
والمجموعة الأخرى من خارج عالم الصحافة هم الطلبة في مراحل قبل التخرج (الإعداديات )حيث يتصفون بالعقلية المنفتحة , فهم فضوليون, حيويون ومتحررون من عادات العمل لأية وظيفة سابقة ولم يقرروا مهنتهم المستقبلية بعد .
في الديمقراطيات الطارئة وحيث يكون دور الصحف دوماً غير مفهوم , يدفع مبلغ للمجندين لتنظيم حلقات دراسية لمدة أسبوعين للطلبة في مراحل الإعدادية , وفي بداية التسعينيات , قامت صحيفة سلوفاكية بتنظيم حلقات دراسية لطلبة الإعداديات حول قواعد الصحافة المهنية , وكان الهدف منها اكتشاف المواهب الكامنة لغرض توظيفها كمراسلين . وتمت إدارة الحلقات الدراسية هذه من قبل محررين اميركان وبعض رؤساء التحرير المحليين ومديري غرف الأخبار وقد ركزت هذه الحلقات الدراسية على الجانب العملي , فمثلا كان مطلوباً من المشاركين كتابة قصة خبرية عن اليوم الأول للحلقة الدراسية وخلال أسبوعين من المناقشة تم إعطاء الطلبة صورة كاملة عن معايير الصحافة المهنية كما هي تمارس من قبل الديمقراطيات الطارئة والناضجة , واستطاع المديرون بدورهم تمييز المراسلين أصحاب الإمكانية الكامنة , وقد تم التعاقد مع بعض الطلبة للعمل كمراسلين وبدوام جزئي , أو مراسلين بدوام كامل , وبعد بضع سنين ما يزال معظمهم يعمل مع الصحيفة وتم ترفيعهم لدرجات وظيفية مثل محرر اقدم, والبعض الآخر ترك العمل في الصحيفة التي عمل فيها لأول مره ليعمل في صحيفة أخرى أو توجه للعمل في القطاع الحكومي .
أن العمل من اجل الصحافة أو في الأماكن المرتبطة بالصحافة , وجيل جديد مجهز بالمعرفة الصحيحة بالإمكان أن يدعم رقي وتطور معايير الصحافة المهنية في البلد .
تجنيد المديرين
أن ملء شاغر أداري في صحيفة عادة يتم عن طريق ترفيع وترقية ملاك الموظفين , وترقية مراسل ليصبح محررًا يعني ضمناً الحاجة إلى مراسل آخر يحل محله . ومن يكون؟ والعملية تشبه لعبة في الكومبيوتر يطلق عليها ( الخلية الحرة ) حيث تفوز فقط أن جعلت كل البطاقات الصحيحة في مكانها المناسب (الخلية الصحيحة) وبالترتيب الصحيح , وعندما تجد نفسك قد علقت في عنق زجاجة المصادر البشرية , فالعملية عندئذ تحتاج إلى طريقة اكثر نظامية واستراتيجية , مع هذا فأن توظيف بعض المراسلين الموهوبين أو تزويدهم بدورات مكثفة في العمل وكذلك ترقية الأكثر مهارة إلى المحرر الأقدم أو مواقع النشر قد لا يأخذ اكثر من سنة , وهي ليست بالفترة الطويلة عندما تعود الفائدة لكلا الطرفين الصحيفة والمجتمع .
وهناك أمثلة عديدة على مديري الأعمال الناجحين في الصحف المستقلة في كل من الديمقراطيات الطارئة والناضجة , والذين بدأوا مهنتهم كمراسلين , مع هذا ليس هناك تأكيد على أن افضل مراسل سيكون افضل محرر أو أن افضل محرر سيكون افضل مدير عام, لكن قد يبدأ شخص ما تعيينه بموقع مدير ويصبح على ما هو عليه بالممارسة .
أن الخبرة السابقة والمعرفة بالصناعة هي ليست السبب الذي يخلق المدير الجيد , ولكنها تساعد على ذلك كثيراً .
أن الصحيفة تعد نتاجاً كأي نتاج آخر عند الحديث عن المبيعات ولكم نظراً لأسباب معينة تتطلب طريقة تختلف عن طريقة صناعة الشوكولاتة أو السيارات .
أن المراسلين والمحررين الذين يعرفون اكثر عن خصائص الصحيفة من الممكن أن يكونوا مصدراً جيداً لطاقة كامنة في مجال عمل الصحيفة وليصبحوا مديرين . فباستطاعتهم وبسرعة التفوق على دور النشر الشمولية (توتاليتيريا) حيث أن هؤلاء المديرين في هذه الدور كانوا في الحقيقة مديرين تشرف عليهم الحكومة اكثر مما هم مدفوعون بمبيعات الإعلان ودوران إيرادات الصحيفة . ولم يعد توظيف مديري عمل في الصحف أمراً سهلا في أي مكان أو أي وقت , وقد ظهر دليل الناشر المستقبلي في الولايات المتحدة عام 1901 مبدياً الملاحظة التالية :” من السهل تأمين كاتب تحريري ليدير , على أن تجد رجلا بكامل الإمكانية لإدارة عمل أو شؤون مالية “.