قتيبة الجنابي في ورشة عمل تفصيلية

معهد الفيلم البريطاني يستضيف السينمائي

متابعة الصباح الجديد

  استضاف معهد الفيلم البريطاني٬ وهو من أهم وأقدم المراكز الفيلمية في العالم٬ ورشة عمل تفصيلية تغطي مسار عمل السينمائي العراقي قتيبة الجنابي وانجازاته الماثلة في نتاجات السينما المستقلة. استمرت الورشة على مدى أربع ساعات متواصلة٬ تخللها عرض بانورامي لأبرز محطات الجنابي٬ وتجربته المهنية خلال أربعة عقود متواصلة قضاها خلف الكاميرا٬ ورحلته الطويلة عبر المنافي. مروراً بأفلامه وأرشيفه الفوتوغرافي الذي توزع على تجارب إنسانية في بقاع مختلفة من العالم.
 وتعتبر الورشة من الفعاليات المتميزة التي يجهد المعهد بتنظيمها لأسماء مهمة على صعيد السينما. إذ أشار دليل الورشة إلى أن الجنابي سينمائي مستقل حائز على عدد من الجوائز٬ ولد في بغداد٬ ودرس التصوير الفوتوغرافي والسينمائي في المجر٬ وأنتج أفلامه القصيرة وأفلام وثائقية٬ إضافة إلى أفلام روائية، أدار الورشة مسؤول برامج المعهد «ديفيد سومرست» الذي أشاد خلال تقديمه بدور الجنابي في إنتاج أفلامه ضمن موجة السينما المستقلة٬ وأهمية تلك الموجة في تحديد الكثير من الحقائق بعيداً عن الهيمنة الإنتاجية٬ أياً كان نوعها أو مصدرها. مؤكداً أن الفنان المحتفى به سعى جاهداً لإنشاء اتجاه نمط فردي جديد للسينما المستقلة٬ حيث المشاعر والعواطف الفياضة التي تنتجها الكاميرا والإضاءة، إلى جانب الأسلوب الخاص في سرد الحكايات بشكل مختلف عن المألوف٬ المقرون بالصدق والشفافية والعمق.       
 عرض الجنابي في الورشة فيلمه الروائي - التسجيلي «قصص العابرين» الحائز على جائزة أفضل فيلم روائي تجريبي في مهرجان لندن السينمائي الدولي لعام 2019. كما تم عرض مقاطع من فيلمه الروائي «رجل الخشب» الذي دخل منذ فترة في مرحلة المونتاج٬ بحضور المونتير «هيو وليامس». وهو من النتاجات الروائية الطويلة المستقلة٬ متحدثاً عن ماهية وخصوصية عمله في توليف هذا الفيلم وتعامله مع المخرج٬ ضمن حبكة لبطل الفيلم وهو رجل من خشب٬ وقد حصل على دعم من مهرجان القاهرة السينمائي ومعهد الدوحة لدعم الأفلام السينمائية٬ في منحة ما بعد مرحلة الإنتاج. وهو جزء من ثلاثية المنفى الروائية: «الرحيل من بغداد» ، و«قصص العابرين» التي تستعرض حكايات المنفى في سنوات طويلة وقاسية٬ تلك التي شهد مرارتها الفنان٬ إلى جانب الكثير من أبناء بلاده.  
   وتطرق الجنابي في الورشة إلى فيلمه الروائي الأول ضمن الثلاثية «الرحيل من  بغداد» الذي حصد جائزة أفضل فيلم روائي بريطاني مستقل٬ كما حصل على الجائزة الأولى في مهرجان الخليج السينمائي - دبي٬ ونال جائزة خاصة في مهرجان موناكو السينمائي٬ ورشح في مهرجان «سينما من أجل السلام» في برلين٬ في قائمة أفضل عشرة أفلام مختارة.
  وضمت الورشة مناقشة مسار عمل الجنابي في الأفلام الوثائقية الذي امتد إلى ثلاثة عقود٬ باعتبارها نتاجات مستقلة٬ سلطت الضوء على الكثير القضايا التي شغلت اهتمامات الفنان٬ والتي تدور أساساً حول ضياع سنوات العمر الأجمل في المنافي ووحشتها٬ وهي الثيمة التي نجح الجنابي في ترجمتها سينمائياً علـى أكـثر مـن صعيـد.
 جانب من الورشة عكس عمل الفنان في مجال التصوير الفوتوغرافي٬ إذ ابدع الجنابي في تصوير الوجوه وملامح الأمكنة٬ وجانب من الأحداث العامة التي لامست حياته٬ ليسجلها في عدسة كاميرته٬ حيث عرضت الورشة عدداً من نتاجاته الفوتوغرافية في المخيمات الفلسطينية في لبنان قبل سنوات طويلة٬ كذلك تجاربه مع الأمكنة في هنغاريا٬ خلال أعوام دراسته٬ إضافة إلى أرشيفه الكبير في تصوير البورتريهات والوجوه، وجوه المنفيين والغرباء والعابرين العراقيين، المرسومة على قسماتها كل عذابات البعد والفقد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة