غالبية الإنكليز ضد انفصال اسكتلندا
متابعة الصباح الجديد:
فيما بقيت خمسة أيام على الاستفتاء على انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، يطالب الإنجليز بإبداء رأيهم بشأن هذا الاستفتاء الخطير على مستقبل بلادهم.
ورغم أن الاستفتاء يخص الاسكتلنديين وحدهم بشأن مصير “غلة طعام” بريطانيا، ذلك أن معظم المنتجات الزراعية البريطانية تأتي من اسكتلندا، فإن نحو 70 بالمائة من الإنجليز يرفضون الانفصال.
وكشف الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه صحيفة “صنداي إكسبرس” البريطانية، أن 20 بالمائة فقط من الإنجليز يؤيدون استقلال اسكتلندا، وأن 56 بالمائة منهم أكدوا على أحقية باقي سكان المملكة المتحدة في المشاركة في الاستفتاء، وهو الرأي الذي عارضه 44 بالمائة.
كما رفض 53 بالمائة من أفراد عينة الاستطلاع، البالغ عددها 1043 شخصاً، أن تحتفظ اسكتلندا بالجنيه الاسترليني عملة للدولة المستقلة، بينما أيد ذلك 26 بالمائة فقط.
يشار إلى أن الاستفتاء المنتظر على استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة يشكل محطة تاريخية حاسمة، ليس فقط على الصعيد السياسي، وإنما بسبب التداعيات الاقتصادية المهمة التي ستنتج عنه.
كذلك قال 51 بالمائة من الإنجليز إنهم يرفضون تدخل ملكة بريطانيا في الجدل الدائر بشأن انفصال اسكتلندا، بينما أيد 29 بالمائة تدخل الملكة، وشددت الغالبية العظمى من أفراد العينة على أهمية بقاء إليزابيث الثانية ملكة لاسكتلندا، حتى بعد الانفصال.
وقد استمر الغموض يكتنف مصير المملكة المتحدة بعد أن اظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي تقدم أنصار الاتحاد بشكل طفيف ولكن استطلاعا آخر قال إن أنصار الانفصال يتقدمون.
وفي أخر عطلة أسبوع من الحملة الدعائية تظاهر عشرات الآلاف من أنصار المعسكرين في شوارع أدنبرة عاصمة اسكتلندا وغلاسكو ثاني أكبر مدنها. وعمل زعماء الجانبين في شتى أنحاء البلاد لإقناع الناخبين الذين لم يقرروا موقفهم بعد.
ولا يشمل الرهان مستقبل اسكتلندا فحسب وإنما مستقبل المملكة المتحدة التي نشأت بالاتحاد مع إنكلترا قبل 307 أعوام.
واتخذت المعركة منحنى صعبا السبت عندما حذر قومي كبير شركات مثل شركة بي.بي النفطية الرئيسية من أنها قد تواجه عقوبات لابدائها قلقا بشأن تأثير الانفصال.
وأصبح المستقبل الاقتصادي لاسكتلندا أحد القضايا التي كانت محل مناقشات ساخنة في الأسابيع الأخيرة .
ويتهم القوميون رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتنسيق حملة تخويف من قبل رؤساء الشركات تهدف إلى تخويف الناخبين في حين يقول أنصار الاتحاد إن الانفصال محفوف بغموض مالي واقتصادي .ولكن جيم سيلارز نائب زعيم الحزب القومي الاسكتلندي سابقا ذهب إلى مدى أبعد بكثير من الزعيم الانفصالي أليكس سالموند محذرا من أن عمليات شركة بي.بي في اسكتلندا قد تواجه التأميم إذا صوت الاسكتلنديون لصالح الانفصال يوم الخميس.
ونقل عن سيلار وهو منافس قومي لسالموند قوله إن ”هذا الاستفتاء يتعلق بالسلطة وعندما نحصل على أغلبية بالموافقة سنستخدم هذه السلطة ليوم حساب مع بي.بي والبنوك”.
وقال”سيتعين على بي.بي في اسكتلندا المستقلة تعلم معني الوطنية بشكل جزئي أو كلي مثلما الحال في دول آخرى غير متساهلة مثلما كنا مضطرين لفعل ذلك”.
وأضاف إن بنوكا مثل ستاندارد لايف ستواجه قوانين توظيف أكثر صرامة بعد التصويت بالاستقلال.
وامتنع متحدث باسم بي.بي عن التعليق ولكن بوب دودلي رئيس الشركة قال إن الاستقلال يمكن أن يسبب ”غموضا” وأنه لا يريد أن يرى اسكتلندا الغنية بالنفط تنفصل.
وقالت بنوك وشركات نفط وسلسلة متاجر عملاقة رئيسية إن التصويت لصالح الاستقلال سيثير قلقا. وسيتعين تقسيم نفط بحر الشمال في الوقت الذي سيكون هناك غموض بشأن مستقبل العملة والبنك المركزي لاسكتلندا المستقلة.