الإدارة الاميركية تدرس ضربة تكتيكية ضد ايران وترسل الف جندي إضافي الى الخليج

فيما تتعقد الازمة اكثر بينهما

متابعة ـ الصباح الجديد :

كشفت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تدرس خطة لشن ضربة تكتيكية على إيران ردا على استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان.
ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية امس، عن مسؤولين دبلوماسيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك قولهم إن البيت الأبيض يشهد منذ يوم الجمعة الماضي مناقشات مكثفة بمشاركة قادة عسكريين رفيعي المستوى وممثلين عن البنتاغون ومستشارين لترامب، حول «تنفيذ هجوم تكتيكي» على إيران.
وأوضح المسؤولون، حسب الصحيفة، أن العملية العسكرية، التي تدرس، تتمثل بتنفيذ غارة جوية تستهدف منشأة إيرانية مرتبطة ببرنامج إيران النووي.
وقال دبلوماسي غربي للصحيفة: «الغارة ستكون مكثفة لكنها ستقتصر على هدف محدد واحد».
كما أفاد المسؤولون بأن الولايات المتحدة تخطط لتعزيز قواتها في الشرق الأوسط وتنوي إرسال وحدات جديدة إلى المنطقة في وقت قريب.
ولفتت المصادر إلى أن ترامب نفسه لم يكن متحمسا لشن عمليات عسكرية ضد إيران، لكنه «فقد صبره» ومنح وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الذي يعتبر من أنصار النهج المتشدد ضد الجمهورية الإسلامية، حق اتخاذ القرار حول هذا الشأن.
واستهدف هجوم غامض ناقلتي النفط «Front Altair» النرويجية و»Kokuka Courageos» اليابانية في مياه خليج عمان فجر يوم 13 يونيو، ما أدى نشوب حريق على متنيهما، فيما أعلنت إيران، التي وصفت الحادث بالمشبوه، عن إنقاذ 44 شخصا من طاقميهما ونقلتهم إلى ميناء جاسك جنوبي البلاد ولاحقا إلى الإمارات.
وفي تصعيد جديد للتوتر بين البلدين، حملت الولايات المتحدة، التي انضمت إليها لاحقا السعودية وبريطانيا، إيران المسؤولية عن استهداف السفينتين، الأمر الذي نفته طهران قطعيا.
وكان سمح امس الاول الاثنين، وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، بإرسال ألف جندي إضافي إلى الخليج العربي لأغراض دفاعية ومن أجل التصدي «للتهديدات الجوية والبحرية والبرية» في منطقة الشرق الأوسط.
ويأتي القرار الأمريكي في الوقت الذي أعلنت طهران قرب تجاوز احتياطاتها من اليورانيوم المخصب الحد المنصوص عليه في الاتفاق الموقع عام 2015. بينما يتصاعد التوتر بين البلدين إثر الهجمات الأخيرة المجهولة على ناقلات النفط.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان امس الاول الاثنين إن بلاده قررت تعزيز وجودها العسكري مجددا في الشرق الأوسط . وقال شاناهان «سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط»، مؤكدا أن الولايات المتحدة «ستواصل مراقبة الوضع بدقة» من أجل «تعديل حجم القوات» إذا اقتضى الأمر. وأضاف شاناهان أن «الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية والموثوق بها التي تلقيّناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية». لكن الوزير الأمريكي شدّد على أنّ «الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران».
وتأتي التطورات الأخيرة بعد إعلان طهران أن احتياطياتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز في 27 حزيران الحد المنصوص عليه في الاتفاق الموقع عام 2015.
وأكد أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود بناء على طلب القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) الحصول على تعزيزات وبالاتّفاق مع رئيس الأركان وبعد التشاور مع البيت الأبيض.
وجاء إعلان شاناهان بعيد نشر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وثائق جديدة تتهم إيران بمهاجمة ناقلتي النفط النروجية واليابانية في خليج عمان. ودعت واشنطن العالم إلى «عدم الخضوع للابتزاز النووي» الإيراني ونشرت صورا جديدة قالت إنها تدين طهران في الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان.
وتعرضّت ناقلتا النفط الخميس الماضي لهجومين لم يحدّد مصدرهما قرب مضيق هرمز، الممر الإستراتيجي الذي يعبر منه يوميا نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.
ويظهر في إحدى عشرة صورة جديدة التقطتها مروحية «سيهوك» تابعة للبحرية الأميركية ونشرها البنتاغون، جسم معدني دائري يبلغ قطره حوالي ثمانية سنتمترات وملتصقا بجسم ناقلة النفط اليابانية «كوكوكا كوريجيوس».
وقالت وزارة الدفاع إنّ هذا الجسم هو أحد المغناطيسات التي استخدمت لتثبيت لغم لم ينفجر. وتؤكّد واشنطن أنّ الإيرانيين ثبّتوا هذا اللغم على السفينة ثم سارعوا إلى نزعه بعد الهجوم.
وفي صورة أخرى بدت الفجوة التي خلّفها على جسم الناقلة نفسها لغم آخر انفجر. ووفقاً للبنتاغون فإنّ قطر الفجوة يزيد عن متر.
وقال البنتاغون في بيان إنّ «إيران مسؤولة عن هذا الهجوم كما تثبت ذلك أدلّة الفيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر».
وتحدث شاناهان عن «السلوك العدائي لإيران وللجماعات التي تدعمها، الذي يهدّد مواطني الولايات المتحدة ومصالحها في جميع أنحاء المنطقة»، فيما أبدت دول الاتحاد الأوروبي امس الاول الاثنين، حذرا في تحديد المسؤوليات عن الهجمات على ناقلتي نفط الأسبوع الماضي في مياه الخليج، ورفضت، خلافا للندن، تبني اتهامات واشنطن لإيران.
ووقع الهجومان على ناقلتي النفط في خليج عمان بعد شهر على تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نروجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات «تخريبية». ووجهت واشنطن اصابع الاتهام في كل هذه الهجمات إلى طهران التي سبق لها وأن هدّدت مراراً بإغلاق مضيق هرمز لكنّها نفت أي ضلوع لها في هذه الهجمات.
وكان البنتاغون أرسل في منتصف أيار إلى مياه الخليج سفينة حربية محمّلة بآليات، ولا سيّما مركبات برمائية، وبطارية صواريخ باتريوت، لتضاف إلى مجموعة بحرية ضاربة، على رأسها حاملة طائرات، كانت الولايات المتحدة أرسلتها إلى المنطقة للتصدّي لخطر هجمات إيرانية «وشيكة».
وفي نهاية أيار أعلنت الولايات المتحدة نشر 1500 جندي إضافي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى «تهديدات مستمرة» من طهران ضدّ القوات الأميركية.
وقبيل إعلان شاناهان، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس امس الاول الاثنين العالم إلى «عدم الخضوع للابتزاز النووي» الإيراني.
وأضافت «نواصل دعوة النظام الإيراني للامتثال لالتزاماته تجاه المجتمع الدولي».
وكانت طهران أعلنت امس الاول الاثنين أن احتياطياتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز في 27 حزيران الحد المنصوص عليه في الاتفاق الموقع عام 2015.
وقالت أورتاغوس «إنه أمر مؤسف» لكنه «لا يفاجئ أحدا. لهذا السبب، غالبا ما يقول الرئيس إنه يجب استبداله باتفاق جديد أفضل».
وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تطلب من إيران احترام الاتفاق رغم انسحاب واشنطن منه، أجابت «قلنا بوضوح شديد إننا لن نتسامح مع حصول إيران على سلاح نووي، نقطة على السطر».
وأكدت «سنمارس أقصى ضغوط على أي خطوة تسمح لهم بامتلاك سلاح نووي».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة