ضعف وغياب دورها في المجتمع
بغداد – زينب الحسني:
لم نجد صورة المرأة الطيبة ،الناجحة ، المضحية ،المجتهدة ، او الطبيبة، او العاملة، او مربية الاجيال او الأرملة التي حلّت محلّ زوجها واصبحت أُماً وأباً لأسرتها، في الدراما العراقية علماً انها صور تجسد حقيقة المرأة في بلاد الرافدين وبدلا عنهم ابرزت الدراما لنا بكل اسف صور عن نساء جاهلات، او باغيات، أو ضعيفات الشخصية.
« الصباح الجديد « استطلعت اراء متخصصين ومتلقين لاسماء معروفة في الوسط الاعلامي .
تشويه الواقع الدرامي
الدكتور علاء كريم ناقد ومخرج مسرحي رئيس بيت المسرح في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق بين ل « الصباح الجديد « : هناك أمية في صناعة الدراما العراقية، وخذلان في بناء شكل الاعمال الفنية، وهذا يرجع الى فقر فكر القائمين على خلق الدراما في القنوات الفضائية العراقية، كل عام نتفاجأ بنصوص ضعيفة، وإخراج يفتقر الى المهنية، واداء متشابه لوجوه تكررت كثيراً في أدوار ومشاهد وبرامج تلفزيونية، مما عكس حالة من الملل وعدم المتعة بالنسبة للمشاهد العراقي، برغم صرف الأموال الطائلة التي تنفق على هذه الأعمال، والهدف الأساسي منها بناء المجتمع، ومعالجة جزء من إشكالياته، إلا ومن خلال مشاهدتي أرى ان الدراما اعطت نتاجاً عكسياً لما تعمل عليه.
كما اسهمت هذه الدراما في تدني المستوى الفني والثقافي في العراق، لأنها اتسمت بالسذاجة والسطحية، فضلا عن الإسفاف والانحطاط بالذوق العام لأدنى المستويات، عكس ما كانت عليه الدراما العراقية من قبل، فقد كانت ذات موضوعات رصينة ومكتوبة بلغة راقية، تتحدث عن المثل العليا، والأخلاق، والجمال، وكل القيم الجميلة، واستطاعت في وقت ما أن تنتج أجيالا مفكرة، ومعطاءة تحمل علماً وذوقاً في التعامل مع الآخرين.
ضعف أداء البعض غير المهني والبعيد عن فلسفة أداء الممثل الجمالية، أدى إلى انزياح اغلب الممثلات إلى أدوار العري، والرقص، وامكنة التصوير غير اللائقة، وعد كثير من النقاد ذلك رسالة المراد منها تشويه الواقع الدرامي اولا، وواقع المرأة العراقية المكتنزة بالمعرفة والثقافة المتعالية ثانياً.
تخندقات طائفية
في حين قال المخرج ومقدم البرامج السياسية آمير علي الحسون : انا مع غزارة انتاج الدراما العراقية ( اي العمل التلفزيوني المحلي )، ولكن اشعرالاصطفافات والتخندق السياسي ، بدأ ينعكس على الاعلام العراقي بشكل عام وايضاً في صناعة الفن .
والعمل الدرامي بات يشكل وسيلة لسياسات التخندقات الطائفية .وما تملكه من فضائيات وبالتالي الكل يحاول ان يغيب الهوية العراقية .والرغبة العراقية والشعب العراقي بالتعايش السلمي . و هناك تغيب حقيقي للقيم والمفاهيم العراقية العراق معروف في بساطته ،وكرم آهله والمبادىء التي يعيش فيها ابناء شعب العراق.
العراق وشعب العراق له هوية الطيبة واحترام الضيوف واستقبال الغرباء الغريب في العراق لا يشعر بالغربة مزايا كثيرة للشعب العراقي لم تجسدها هذه الدراما هناك من اهتم فقط باظهارالمشاكل وعيوب المجتمع من جرائم خلقية واخلاقية وصور بشعة وغيب المفاهيم الانسانية لهذا البلد في ظرف نحن نحتاج فيه الى اعادة احياء المزايا الاخلاقية والقيمية لهذا البلد .اشعر ان بعض ما ينتج ناتج عن رغبة في الاكشن الفاشل. هناك سياسية مدروسة بتشويه الواقع العراقي لدى الرأي العام من خلال هذه الدراما يقابله ضعف كبير في الانتاج الخاص بالمؤسسات الاعلامية التابعة للدولة وبالتالي كلها لم تثمر عن عمل ادرامي يليق بالقيم والمبادىء الانسانية والشهامة العراقية التي يعرفها القاصي والداني .
أحباط كبير
الناقد التشكيلي فهد الصكر قال : أتذكر مرة كتبت : صرخ أحد أباطرة الصين في اسطورة دونتها كتب التاريخ ,حين طلب من رسام بلاطه أن يزيل صورة الشلال الذي رسمه على جدران قصره , لأن صوت الماء يمنعه من النوم ! .
هذه القصة تعبر تعبيراً صادقاً عن قوة الصورة والفعل الكامن في أنشائها التصويري , فهي , أي الصورة , تخلق حولها الحياة , ويقينا يتم أدراكها بجميع الحواس , وربما تعني قوة الفنان في إيصال فكرة الحدث والجدوى منها للمتلقي زيادة سعة ثقافاته , وأحداث هواجس وتشغيل الذات فيما بعد.
هي حيوات تتجدد مع رؤى المتلقي في زمن عراقي أصيب بالعطب من جراء كثرة الصور التي تعرض علينا ,في كم هائل تحت مسمى « دراما « لم تقترب من وعينا على مستوى شرائح في شتى مستوياتها ، ولم تدون لنا المعنى الحقيقي للدراما حين نفهم وندرك انها « التعبير الأدبي « الذي يؤدى تمثيلا ، وهي تقف حائلا أمام فسحة الجمال والأنسجام أن وجدت , حيث أصبح الفعل الدرامي مجرد تصنيف لتشكيلات وصور ولقطات سريعة لا تمتلك العلاقة مع بعضها .
ولأنني أعمل في مشهد الثقافة ، أشعر ومعي غالبية صحبتي من المثقفين نشعر باحباط كبير ، وأفق لا يقترب من الضوء الدرامي، إذ لم نكتشف ما نريد أم ما لم نكتشفه من خلال قراءاتنا ومشاهداتنا ، فما بالنا مع المتلقي البسيط الذي حجز مقعده أمام الشاشة الصغيرة وصار يعرف ومن خلال متابعته الدراما « السورية والخليجية والمصرية « ولم تسجل أي ملاحظة إلا على تطرحه ما يسمى بـ ( الدراما العرااقية ) خلال شهر رمضان المبارك ،ولم تكن مثيرة للجدل على مكنون الدراما ، بل صارت سخرية من حيث النص المسروق والتمثيل غير المنسجم مع صورة الشخصية المرسومة لكل ممثل من كلا الجنسين ، وما يلاحظ ايضا وهذه مسألة خطيرة حين تجاوزت « الدرامات « العراقية اذا جازت هذه التسمية دور المرأة العراقية وهي الأستثنائية عالميا بسبب ما عانته وما عاشته خلال العقود الأخيرة من وضع لم تعشه أي امرأة أو مثال لها في العالم ، ولنا معها صورة لبطولة حد التحدي والثبات في واقع فوضوي.
هنا أقولها وبكل وضوح لا يوجد لدينا كتاب دراما بالمعنى الذي ندرك صورته الحقيقية بفعل الوعي الذي يفترض ان يكون عليه , أزعم هناك مجرد كتاب جاهزين تحت الطلب يسال لعابهم للورق الأخضر الذي لا يشغل بال المنتمي والمحترف دراميا .
غياب المتعة والحبكة
الشاعر والاعلامي عاقل الربيعي قال : للاسف الدراما العراقية اغلبها غادرت منطقة الحس الابداعي والايقاع المشوق والمتعة والحبكة التي كانت مشهودة لها وأصبحت مجرد مشاهد خاوية بعيدة عن الواقعية واصبحت تنساق الى الربح التجاري ومجاملات المنتجين اللذين همهم الوحيد الربح فقط….لذالك نتمنى ان نجد نصوصاً ومخرجين ومنتجين جيدين لانقاذ رسالة الدراما وجعلها تضاهي الدراما العربية ومحاولة الابتعاد عن الوجوه المتكررة من الممثلين والاخذ بالوجوه الجديدة من طلبة وخريجي كلية الفنون ومعاهد الفنون..؟
تغاضت عن قصص وبطولات
من جانبه بين الاعلامي أبراهيم المالكي : الدراما العراقية في شهر رمضان المبارك تعرضت الى كثير من الانتقادات من المختصين ومن غيرهم وانا كمتابع للشارع العراقي رصدت ان الانتقادات توجهت الى نقطتين الاولى فنية اذا ان الصورة لم تكن بالصورة المطلوبة ولم تجار الدراما العربية والثانية، رتابة النصوص لكنني اوشر حالة واحدة وهي تجاهل الدراما العراقية والمشتغلين فيها الإشارة الى حربنا ضد الارهاب والمرأة العراقية التي أسهمت بشكل كبير في صناعة المجتمع اذا ان الدراما تغاضت عن قصة ام قصي هذه المرأة التي احتضنت الناجين من مجزرة سبايكر وتغاضت ايضاً عن تلك الفتاة المصلاوية التي تزوجت جندي من الناصرية والتي عبرت عن حالة الحب التي حدثت في اثناء الحرب وجسدا حقيقة حب وحرب .
وهنا اوكد ان الدراما في رمضان لم تكن موفقة في الإشارة الى دور المرأة العراقية وقواتنا الامنية التي حققت هذه الانتصارات العظيمة ،ولو كانت هذه القصص موجودة في مصر لعملوا مئات المسلسلات والأفلام كما فعلوا في حروبهم السابقة.