الأدوار النسائية الجريئة.. تحدي التابو

كاظم مرشد السلوم

جدل كبير يدور هذه الايام حول بعض المشاهد الجريئة التي تقدم في الاعمال الرمضانية، المعترضون يرون ان لا داعي لمثل هذه المشاهد ، كونها تمس بالحياء العام ، اراء مختلفة طرحت ضمن دائرة الجدل هذه ومازالت هذا الجدل مستمرا.
منذ بدايات انطلاقتها الم تخلو الاعمال الدرامية العراقية في السينما والمسرح والتلفزيون، من وجود الكثير من الممثلات اللواتي يوافقن على أداء الأدوار الفنية الجريئة في العديد من الادوار التي انيطت بهن، واقصد بالجرأة هنا ، الادوار التي تحتوي بعض مشاهد الاغراء التي بتطلبها الخط الدرامي للعمل ، وبدون هذه المشاهد يبدو العمل ناقصا وغير مكتمل، و لولا وجود تلك الممثلات في هذا العمل أو ذاك لما كان لتلك الاعمال ان تحقق النجاح المطلوب ، وكلنا نتذكر الفنانة الراحلة مي جمال في دور حسنية خاتون، والراحلة سعاد عبدالله في مسلسل مناوي باشا ، الافلام السينمائية العراقية التي انتجت ضمن فعالية بغداد عاصمة للثقافة العربية ، توفرت هي الاخرى على بعض من تلك الممثلات، خصوصا في فيلم قاع المدينة للمخرج جمال عبد جاسم ، وفيلم حنين للمخرج اكرم كامل، في الاول كانت الفنانة عايدة رياض ، وفي الثاني كانت الفنانة هند طالب ، وبغض النظر عن مستوى الفلمين ، لكن وجود هاتين الممثلتين وبالأدوار التي انيطت بهن ، له دلالة على كسر التابو الذي يريد البعض ان يفرضه على الاعمال الدرامية العراقية المختلفة ، كذلك فأن الاعمال الدرامية العراقية التي قدمت خلال شهر رمضان الذي أصبح موسم للأعمال الدرامية ، قدمت لنا العديد من الوجوه النسوية الشابة الجديدة والجريئة ، وأقصد بالجرأة هنا تقبل هؤلاء الفنانات للأدوار التي تعرض عليهن ويتطلب أداؤها جرأة عالية ، كأدوار الراقصات والغانيات والنساء اللعوبات ، وكل هذه الادوار هي أدوار رئيسية ومهمة في أي عمل فني الدرامي .
أسوق هذه المقدمة للرد على المعترضين على ظهور هكذا نساء في الاعمال الدرامية العراقية ، ولاادري كيف سيكون شكل العمل الدرامي بدون وجود ممثلات يؤدين هذه ألأدوار ، أم إننا ورغم دخولنا العقد الثاني من الألفية الثالثة ، يجب ان نلغي هذه الادوار وبالتالي يخرج العمل الفني مهللا وغير مكتمل ، أم تراهم يريدوننا ان نستخدم الممثلين من الرجال ليقوموا بهذه الادوار مثلما كان الحال عليه في الاربعينات والخمسينات من القرن المنصرم .
الأمر الذي اثار أستغرابي هو أعتراض أحد الاساتذة الأكاديميين المعنيين بالعمل الفني على ظهور احدى الفنانات «الجريئات « في برنامج تلفزيوني على قناة مهمة ، وكيف ظهرت بتلك الملابس الغير محتشمة حسب وصفه ، مع انها لم تكن ترتدي مايثير الغرائز ، بل لو قارنا ماترتديه مع ازياء النساء العراقيات في الستينات والسبعينات لكانت هي الاكثر حشمة !!!! .
سيناريست مهم عاتبني وبشدة على الإحتفاء بإحدى الفنانات العراقيات في احد الملتقيات الثقافية المهمة ، فقط لكونها فنانة ربما قدمت عددا من الاعمال الفنية الجريئة ،وحين أبديت أستغرابي من كلامه حاول أن ينسحب ، لكنني ذكرته بأن وزير الثقافية المصري فاروق حسني قد قلد بنفسه الفنانة الكبيرة «نادية الجندية « وسام الدولة لدورها الكبير في خدمة الفن المصري سواء في السينما أو التلفزيون .
المشكلة هنا إن المعترضين هم من أصحاب ألأختصاص ، أما الجمهور المتلقي فأنا متأكد بأنه سعيد بما تقدمه الفنانات العراقيات من أدوار تحسب كأدوار جريئة ربما هنا في العراق فقط ، ولاتحسب كذلك مقارنة بما تقدمه الدراما العربية من أعمال تتخللها أدوار ومشاهد جريئة أستدعت تدخل المراجع الدينية هناك عدة مرات لأيقاف عرضها .
فمتى نوفر للفنان العراقي الاحترام اللازم الذي يدفعه بإتجاه الابداع في مسيرته الفنية ، ومتى يعي المختصون في العمل الفني مسؤوليتهم أزاء هذا الفنان ، ويتخلوا عن توجيه الانتقادات التي لاتصب في صالح تطور العملية الفنية الابداعية؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة