«سبايكر» تتصدر المشهد الثقافي في شارع المتنبي

وقفات احتجاجية تطالب بـ «القصاص من المجرمين»

جمعة أخرى، من جمع شارع المتنبي، حيث الفعاليات الثقافية التي تقام في أروقة الشارع.
جمعة الأمس، لم تختلف، نوعاً ما، عن الأسابيع السابقة، حيث ما زالت قضية «سبايكر» ومقتل أكثر من 1700 شخص من طلبة قاعدة سبايكر، تتصدر المشهد الثقافي، إذ أخذت مساحة كبيرة من اهتمامات المثقفين ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الإنسانية والشبابية.
في الممر الفاصل بين بنايتي المركز الثقافي البغدادي والقشلة، يقف حشدٌ من جمهور شارع المتنبي، وخلفهم لافتة بيضاء كبيرة وضعت لجمع تواقيع وكلمات تندّد بالجريمة النكراء، وتطالب بالمحاسبة من المقصرين والقصاص من القتلة والمجرمين، اللافتة البيضاء هذه، صارت أيضاً، واحة للتعبير عن مشاعر الجمهور تجاه ما تم ارتكابه من جريمة مروعة بحق الآلاف من العراقيين الذين قُتلوا بلا ذنب على يد تنظيم «داعش» الإرهابي.

تنديد بالصمت العربي والدولي
علي ياسين، أحد المشاركين في الوقفة، قال في حديث إلى «الصباح الجديد»، ان «هذه الوقفة هي فعالية شعبية غير متحزبة تأتي للتنديد بالمجزرة المروعة التي ارتكبت بحق أبنائنا في قاعدة سبايكر وكذلك للتنديد بالصمت العربي والدولي إزاء هذه الجريمة النكراء التي راح ضحيتها الاف العراقيين».
وأضاف, ان «هذه الجريمة هي وصمة عار بوجه مرتكبيها وبوجه الذين يحاولون تجاهلها او الالتفاف عليها من خلال التسويف والمماطلة للكشف عن الجناة والمقصرين في حماية أبنائنا».
وتابع, ان «هذه الوقفة ستظل شاخصة، وهي مستمرة منذ اسابيع في شارع المتنبي، وستتبعها خطوات وخطوات الى ان تكشف كل خيوط الجريمة ومحاسبة كل من سهل لتنفيذها».
ولفت الى ان «الامهات مفوجعات وبانتظار ان تتحرك الحكومة والبرلمان بتشكيل لجان للتحقيق في هذه الجريمة وتعويض اهالي المغدروين والا فان الامور ستتجه الى نهايات غير متوقعة».

مطالبات مشروعة
من جهته أعرب عمار الساعدي، المتحدّث باسم مجموعة «التنوير الإنساني»، والتي نظّمت الأسبوع الماضي تظاهرة ووقفة تظامنية مع عائلات الشهداء المعدورين، إن «هذه التظاهرة، هي وقفة احتجاجية نبدي من خلالها عدداً من المطالبات؛ أولها مطالبتنا بجثامين الشهداء المغدورين، ونحن اليوم نحشّد الرأي العام لكي يضغط على السؤولين من حكومة وبرلمان وقوات الجيش من أجل تحقيق هذا المطلب المهم».
وأضاف الساعدي، «القضية الثانية التي تم طرحها في هذه الوقفة هي مطالبتنا بتقديم المجرمين المتورطين، من «بعثيين» و»دواعش»، إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل، كذلك المطالبة بمناقشة القضيّة الأهم، وهي معرفة من هو المسبب لهذه الجريمة، سواء أكانوا أحزاب أو قياديات سياسية أو جهات أمنية متواطئة أو عشائر، ومقاضاتهم.
ووصف الساعدي ما جرى في البرلمان العراقي، في استضافة القيادات الأمنية، أشبه بـ»التمثيلية» التي لا ترتقي لمستوى الجريمة، واصفاً بعض السياسيين أنهم لا يأبهون للدماء التي تسيل، بقدر ما تهمهم مصالحهم الخاصة، لذلك فإن الموقف «غير مُبشّر»، وهذا ما داعانا للتظاهر اليوم، وسنتظاهر في الأيام المقبلة أيضاً للمطالبة بحقوق العائلات المنكوبة التي فقدت شبابها في هذه المجزرة».

قصائد
وفضلا عن المطالبات التي خرج من أجلها المتظاهرون، فقد كانت هناك قصائد حماسية، ألقاها بعض الشعراء، قصائد تندد بالجريمة وتفضح المجرمين «الدواعش» ومن يقف خلفهم من إرهابيين. وقد لاقت استحسان الجمهور الحاضر الذي تفاعل بشكل كبير معها.
ومن فعاليات الوقفة، كانت هناك لافتة كبيرة وضع عليها زوار الشارع مشاعرهم ومطالباتهم، عن طريق التدوين على هذه اللافتة وكانت المطالب عراقية بحتة اذ انها مطلب جماهيري.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة