-1-
الانسان في غمرة الاغراءات الدنيوية في امتحان صعب ، وقد لا يحالفه النجاح في هذا الامتحان ..
-2-
إنّ اجتراح المعاصي والذنوب والخطايا ،هو الدليل الذي لا يُنكر على ذلك الفشل الكبير .
-3-
والسؤال الآن :
اننا لسنا معصومين فماذا نفعل وقد أرهقتنا الذنوب ؟
والجواب :
( إنّ الحسناتِ يذهبن السيئات)
والاستغفار ممحاةُ الذنوب،
وباب التوبة مفتوح أمام الجميع .
وكفى بالندم توبةً – كما جاء في الخبر.
-4-
ان الخوف مالم يقترن بالرجاء يشل حركة الانسان، ويقعد به عن المضي في دروب الحياة، ويجعله عرضة للانهيار النفسي ، ولكن اذا اقترن الخوف من الله بالرجاء وحسن الظن برحمته وعفوه ، هبّت نسائم الراحة والاطمئنان، على أنَّالرجاء المحض البعيد عن الخوف يدعو الى الكثير من المزالق ..!!
-5-
ومن جميل ما قرأتُ قول الفرضي (ت 403 هـ) يناجي ربه :
أسيرُ الخطايا عند بابِكَ واقفُ
على وَجَلٍ مما بِهِ أنتَ عارِفُ
يخافُ ذنوباً لم يغب عنك عيبُها
ويرجوك فيها فهو راجٍ وخائِفُ
ومن ذا الذي يرجو سواك ويتقي
وما لكَ في فصل القضاء مخالفُ
فيا سيدي لا تُخْزِني في صحيفتي
اذا نُشرت يوم الحساب الصحائفُ
وكنْ مؤنسي في ظلمةِ القبر عندما
يصدّ ذوو ودي ويجفو المؤالفُ
لئن ضاف عني عفوك الواسعُ الذي
أُرّجي لاسرافي فاني لتالفُ
تشعر وأنت تقرأ هذه الابيات بانَّ هناك احساسا عميقا بالخوف من الذنوب التي اجترحها الشاعر في حياته ، ولكنه مع ذلك لم يحرم الرجاء من عفو الله عن سيآته .
-6-
لابُدَّ ان نقف كما وقف (الفرضي) في محطة التأمل والمراجعة للذات، المثقلة بالذنوب التي لا يخفى منها شيء على الله ،
ثم نتوجه بالإنابة الى الله من كل تلك الخطايا ، فلا أحد غيره يملك الغفران ..
وهو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين ، وليس بكثير عليه أنْ يجود علينا بالرحمة والمغفرة …
وماذا عسانا ان نقول :
يوم نقف بين يديه للحساب، ويقوم الناس لرب العالمين ، وتُنشر صحائف الاعمال ، بكل ما انطوت على نقاط سود ..
اننا الآن نملك فرصة التصحيح ، ولكنْ اذا انقضت أيامُ العمر فليس ثمة الاّ ظلام القبر ووحشته، بعيداً عن الاحباب، وعن كلّ ما كنا نملكه من مال أو جاه أو قدرة أو نفوذ ..
إنَّ ذرة من العمل الصالح لن يسقطها ميزان العمل الالهي .
كما انّ ذرة من السوء لن تسقط أيضا من ذلك الميزان .
قال تعالى :
( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره . ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )
فهنيئا للعاملين المخلصين …
وطوبى للمبادرين الى التوبة النصوح ..
ونسأله تعالى ان نكون المرحومين لا المحرومين .
بين الخوف والرجاء
التعليقات مغلقة