بغداد – الصباح الجديد :
قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ان هناك تحديات جمة تتطلب منا رؤية موحدة بحلول واقعية تمنح الجميع حقوق متساوية دون تكميم او اقصاء ، مشيرا الى ان الظرف مليء بالتحديات والأخطار ما يتطلب منّا رؤية احترازية تسبق الفعل وردة الفعل وتؤسس لحوار عالمي منفتح بعيدا عن الاهتمامات والشروط المسبقة بين الحضارات والثقافات .
ودعا الحلبوسي في كلمة له باعمال المنتدى العربي الافريقي لمكافحة الارهاب والتطرف ” الى اعادة تعريف مصطلحات الارهاب والتطرف بعد تنوع الهجمات والممارسات العدوانية التي تمارسها الدول على شعوب اخرى واشاعة مفاهيم السلم والتنوع المجتمعي وتحدي الارهاب وافكار التطرف “.
وأضاف “ان ما جرى قبل أيام لا يمكن ادراجه في سياق الأحداث اليومية والحوادث العابرة بل كانت محاولة للتأسيس لنوع جديد من الإرهاب مجهول التداعيات والتطورات اذا ما أخذت سياقاته في التطور والتوسع ، دون ان تتدخل الإرادات الخيرة في العالم للحد من أي هزة ارتدادية من شأنها أن تمنع تدحرج كرة الثلج وانفلات الأمور من زمام مبادرة اهل الحل والعقد في عالمنا … أننا نرى هذا الجهد المبادر من سماحة الأخ السيد عمار الحكيم الذي عودنا على أن يكون سباقا برؤيته للحدث مستشرفا حاجة المحيط وفاتحاً أبواب الحوار ضمن أروقة منهجية علمية واعية تضع النقاط على الحروف وتؤسس للحلول الجمعية”.
وقال ” لقد أصبحنا في ظرف مليء بالتحديات والأخطار ما يتطلب منّا رؤية احترازية تسبق الفعل وردة الفعل وتؤسس لحوار عالمي منفتح بعيدا عن الاهتمامات والشروط المسبقة بين الحضارات والثقافات ، رؤية تأخذ على عاتقها الحلول الواقعية العملية وليس الحالمة والنظرية ، وتمنح الجميع فرصة متكافئة لإبداء الرأي بوضوح دون زجر او إتهام من خلال الإرهاب الفكري الذي يصادر الرأي ويسلب الاخر حق الدفاع عن نفسه تكبيلا وتكميما “
وتابع ” صار لزاما علينا جميعا اعادة النظر في تعريف مصطلح الإرهاب المتداول ليكون هذا الاستخدام والتداول منطقيا وواقعيا يشمل كل ما من شأنه إشاعة الرعب وترهيب الناس أيا كانوا بوسائل وأساليب واجراءات لا تتفق مع القوانين ، بغض النظر عن هوية الفاعل ودينه وجنسيته، ومن هنا فنحن بحاجة للحصول على اجابة عميقة وواضحة لتساؤل مهم وهو هل الإرهاب صناعة أم قناعة أم انه صناعة تستثمر القناعة ، وهذه نقطة جوهرية ومهمة ستدلنا على طريق الوصول الى معالجات واضحة ودقيقة ، فليس من المعقول أن نهمل عامل الإرهاب الموجه الذي قد تستثمره جهات متنفذة او تؤسس له “.
واضاف ” كما ان الإرهاب بمفهومة اللغوي ينطبق وبشكل واضح على ممارسات تنتهجها دول من خلال سلوكها العدواني مع شعوب بعينها وارى ان هذا المفهوم ينطبق بشكل دقيق على الكيان الاسرائيلي الذي مارس الإرهاب لعقود من الزمن على أبناء شعبنا الفلسطيني ، وفوق ذلك فانه حاول وصف ممانعة وجوده والدفاع عن النفس والهوية التي انتهجها الشعب الفلسطيني بالإرهاب وحرك أدواته الدولية لترسيخ هذا المفهوم عبر قدراته وأدواته في المنظمات الدولية والترويج الاعلامي”.
واشارؤ الى ان ” اخطر ما يواجهه العالم الاسلامي اليوم هو تحدي الارهاب خصوصا وانه ابتلي بإن الارهاب الداعشي على وجه التحديد يبرر لجرائمه من خلال الاسلام ، وهو منه بريء ، وهذا التحدي هو الأخطر من نوعه منذ قرون فلم تشهد امتنا امتحانا عصيبا كما تعيشه اليوم ، والمشكلة انها اول ضحايا هذا الإرهاب وأقرب دليل على ذلك ما حصل في السنوات الخمس الماضية بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي واحتلاله لمناطق واسعة وإبادته الجماعية للعراقيين من كل المكونات بمن فيهم أهالي المناطق التي احتلها والذين كانوا أولى ضحاياه ، ما يتطلب منا كبلدان إسلامية جهدا نوعيا للتوعية والتعريف بالإسلام وابطال التهم الموجهة الى هذا الدين الحنيف من خلال التواصل الدولي وإدامة الزخم الاعلامي والتوعوي “.
وقال “من الظلم ان ينسب الارهاب الى الاسلام من خلال ظاهرة شيطنة المسلمين واعتبارهم مصدرا للخوف كما يعرف في المصطلح الدارج ( الإسلاموفوبيا ) فمشكلة الارهاب والتطرّف ليست وليدة اليوم ولا نتاج المرحلة بل هي ظاهرة متجددة في حياة البشرية ، فقد شهد العالم عبر العصور المتعاقبة حقبا من المظاهر الإرهابية ، تماما كما حصل في احداث متعددة من التاريخ بسبب نزوات متطرفة لتحالفات عالمية ودول وجماعات أدت الى إزهاق عشرات الملايين من الأرواح للأبرياء وبطرق بشعة يندى لها جبين الانسانية وفي مقدمة تلك الأمثلة الحربين العالميتين ، ولذا فليس من الانصاف ان ينسب الارهابيون الى جهة او قومية او مجموعة بعينها ، وقد تكون اكثر المتضررين من افعالهم ونشاطاتهم الدموية “.
واضاف الحلبوسي ” بقي مشروع الحوار بين الحضارات والأفكار والثقافات طوال الفترة الماضية قيد البحث المتخصص وغرف النقاش المغلقة واللقاءات البينية لاصحاب الشأن ، وهذا لا يكفي لإنجاز هذا المشروع الذي نراه أوسع واكبر من الممارسة السائدة ، وبودنا ان تتحول هذه الحوارات الى تواصل اجتماعي كي يصبح حديث الجامعة والمقهى ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام ومحل بحث من قبل الجميع ، وفي الوقت الذي ندعو فيه الى تبني هذا التوجه من خلال مخرجات هذا المؤتمر النوعي نؤكد على أهمية صناعة توازن حذر بين مساحتي الحرية المطلقة والحريّة المسؤولة فالحوار في قضايا الأفكار اذا لم يتم ضبط إيقاعه قد يتحول الى لغط مجتمعي يفرق ولا يجمع “