كركوك ـ عبد الله العامري:
بدموع الحزن بدأت المسنّة شكرية نجار حديثها بأنها لا تجد من يعيلها أو يهتم بها بعد سفر أولادها الاثنين إلى خارج البلاد في عام 2005، تاركين هذه العجوز لوحدها، الأمر الذي دفع هذه المسنة إلى التوجه لدار العجزة في محافظة كركوك.
وتقول شكرية نجار في حديثها لـ «الصباح الجديد» إن زوجها قتل في الحرب العراقية – الإيرانية عام 1987، وهي تعيش مع أولادها الإثنين الذين تركوها وغادروا إلى خارج العراق مع عوائلهم في العام 2005.
وتضيف بالقول «فضلت اللجوء إلى دار العجزة لأنني لم أجد من يعيلني أو يهتم بي»، مبينة أنها تعيش «راحة بال» في هذا الدار.
وعلى العكس من ذلك يقول رجل مسن يدعى عزيز قادر لـ «الصباح الجديد» «ليست الخدمات التي تقدمها الدار بالمستوى الذي يُرضي المسنين بحيث يقبلون أن يمكثوا فيها ويتخّلون عن الطرقات، وأن البعض منهم، من الذين يدخلونها، يغادرونها بعد عدةٍ من أيام أُخر وهذا ما حصل معي».
وقال الباحث الإجتماعي هيمن سليمان لـ «الصباح الجديد» «هكذا هي طبيعة الطاعن في السّن، يريد العيش وفقا للطريقة التي تعوّد عليها، لذلك فإنه لا يطيق العيش في دار للمسنين إذا نقل إليها من مكان عيشه، فسرعان ما يغادرها».
ويقترح سليمان تواجد باحثين نفسيين وإجتماعيين ذوي خبرة للعمل على تأهيل المسنين في تلك الدور.
وعن الدار الذي يأوي المسنين والعجزة تحدث مدير قسم رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة مجيد اسماعيل لـ «الصباح الجديد» قائلا «لشمول المسن بالرعاية تشترط التعليمات ان يكون قد اكمل الستين من العمر بالنسبة للرجال واكملت 55 من العمر بالنسبة للنساء وان يكون المسن فاقد الى الرعاية الاسرية كان يكون ارملا او ان أولاده متزوجون ولا يقومون بتأدية واجبهم الإنساني والديني اتجاه والديهم او والدتهم».
ويشير إلى أنه «في حال تقديم المسن لمثل هذا الطلب يقوم البحث الاجتماعي في الدار المعني بزيارة ميدانية لذوي المسن لإعداد دراسة يتم على ضوئها البت في قبول الطلب او رفضه وتبقى مثل هذه الزيارات مستمرة من قبل البحث الاجتماعي بين فترة وأخرى في حالة ضم المسن لدار المسنين».
ويتكون الدار الذي يتسع لـ 60 مسّنا، من 20 غرفة في طابقين وفي كل غرفة ثلاثة أسّرة إضافة إلى مستلزمات الراحة.
ويعاني دار المسنين والعجزة من قلة الكوادر والباحث الاجتماعي والمراقبين الليليين، ويأوي الدار حاليا 11 رجلا مسنا وأربع نساء مسنات.
وكان وزير العمل والشؤون الاجتماعية نصار الربيعي قد صرح سابقا بأن عدد المسنين المسجلين ضمن سجلات الوزارة في العراق وصل عددهم الى 468.
ولا يقتصر الأمر على الرجال والنساء المسنين فقط، إذ أن الموضوع إنسحب على الأطفال كذلك، عندما لا يجد الطفل سمير نعيم البالغ من العمر 8 سنوات وهو يجهش بالبكاء سبباً واضحاً لوجوده في دار الأيتام قائلا «اتركوني وشأني».
ويقول مجيد اسماعيل مدير قسم رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لشبكة الرعاية الاجتماعية إن دار الدولة لرعاية الايتام يهدف إلى الاهتمام بمن يعانون حالات التفكك الأسري وفقدانهم أحد الوالدين أو كليهما.
ويضيف أن الاعمار المشترط توفرها لرعاية الطفل تتراوح ما بين ست سنوات الى ثماني عشرة سنة.
وعن ما يتم تقديمه إلى الايتام في الدار أوضح اسماعيل بالقول «تؤمن الدار للمستفيدين المأكل والمشرب والملابس مجانا، بالإضافة الى مصروفات الجيب والاحتياجات الأخرى والحاق المستفيدين بمدارس التربية بأنواعها ومراحلها المختلفة ومتابعتهم والاشراف عليهم».
أما عن شروط القبول في دار الأيتام فيقول «يشترط ان يكون الطفل عراقيا فاقدا لرعاية الابوين او احدهما بسبب الوفاة او العوق او السجن او عدم الآهلية أو ممن يعاني من مشاكل اسرية مجهولة النسب او تشرد او من تقرر المحكمة المختصة او أي جهة إدارية ذات اختصاص ايداعه فيها لفترة طويلة او قصيرة».
ويقع دار الدولة لرعاية الأيتام في حي تسعين وسط محافظة كركوك، وهو يتسع لـ 40 طفلا لكن عدد الأطفال الموجودين حاليا فيه يبلغ 15 طفلا بحسب احصائية رسمية.
وازداد عدد الايتام في العراق بعد عام 2003 لاسيما بعد تكرار العمليات المسلحة في مناطق متفرقة من البلاد.