نحو 29 ألف مصاب في البلاد
بغداد-الصباح الجديد :
احدث اعلان المهندس فلاح حسن الجزائري محافظ بغداد بافتتاح اكبر مركز للثلاسيميا في البلاد خلال الايام المقبلة، وقعه الطيب والمباشر في نفوس المصابين بهذا المرض، سيما وكلمة مركز تعني الإحاطة بهذا المرض من كل جوانبه.
والثلاسيميا مرض وراثي مزمن غير معد، ومن أكثر الأمراض الوراثية انتشارًا.
يعرف أيضا بمرض فقر دم البحر الأبيض المتوسط وتعود تسميته بسبب انتشاره بشكل أكثر في منطقة دول حوض البحر الأبيض المتوسط. وينتقل هذا المرض من الآباء إلى الأبناء عبر الجينات. فلكل صفة في الإنسان مورثتين إحداهما من الأب والأخرى من الأم. ومن هذه المورثات ما يحدد إنتاج مادة الخضاب الدموي (الهيموجلوبين)، المسؤولة عن حمل الأكسجين إلى شتى الأعضاء وكذا عن لون كريات الدم الحمر. ويتكون خضاب الدم (الهيموجلوبين) من سلاسل الجلوبين التي قد يحدث خلل في مورثتها مما يؤدي إلى مرض الثلاسيميا.
ولا شك أن مرضى الثلاسيميا تواجههم عقبات منها شحة الادوية في المستشفيات، اذ إن العلاج مكلف من الناحية المادية.
وايضاً من الناحية المعنوية والنفسية. تقول إحدى المصابات بمرض الثلاسيميا أن أكبر عائق يواجه المريض هو أن يجد نفسه مرفوضاً من قبل مجتمعه. فطالما أزعجتها نظرات الناس إليها في الشارع بسبب تغير ملامح وجهها إثر إصابتها بالمرض.
أزمة صحية عراقية
نقص العلاجات وشحها أزمة حاضرة في اغلب المحافظات وليس في محافظة وأخرى.
في الديوانية تعاني منه، وفي ميسان جنوبي العراق، نحو 500 حالة مرضية تعاني الأزمة.
أحدى النساء تدعى أم مروان من أهالي المحافظة تعاني ابنتها من الثلاسيميا. تقول: «نعاني من نقص العلاج، كانت نسبة الحديد في دم ابنتي 500، والآن ارتفعت إلى 1500». وتضيف: أحيانًا نحصل عليه من الأسواق لكنه بأسعار مرتفعة.
ويصل سعر العلاج خارج المؤسسات الصحية الحكومية إلى ٤٠٠ دولار أميركي.
توفير العلاج
وأعلنت وزارة الصحة عن توفير العلاج الخاص بمرض الثلاسيميا، مشيرة إلى أن ذلك العلاج في طور الفحص البايلوجي.
وقال وكيل الوزارة حازم الجميلي ان وزير الصحة قام بالاتصال مع دول الجوار حيث تم توفير ذلك العلاج وبكميات كافية لمرضى الثلاسيميا، مشيرا الى ان العلاج، عبارة عن انبولات للزرق في طور الفحص البايلوجي بعد ان تم فحصه كيميائياً وفيزيائياً بنجاح تمهيداً لصرفها إلى المحافظات.
وكان عدد من الناشطين وأبناء محافظة الديوانية قد نظموا وقفة أمام مركز الثلاسيميا مناشدين بتوفير العلاجات للمصابين بمرض الثلاسيميا.
جدير بالذكر ان لجنة الصحة في مجلس محافظة الديوانية قد حذرت من وفاة 500 مصاب بمرض الثلاسيميا من أبناء المحافظة لعدم وجود الأدوية الخاصة بهم منذ ستة أشهر.
موقف البرلمان
وكانت أكدت لجنة الصحة النيابية، أنها أمهلت وزير الصحة علاء العلوان سبعة أيام لتجهيز جميع الأدوية الخاصة بمرضى الثلاسيميا والسرطان، فيما هددت بإقالة العلوان إذا لم يتم تجهيز الأدوية خلال المهلة الممنوحة له.
وقال عضو اللجنة غايب العميري في تصريح، إن: عمل وزارة الصحة غير مرض لمجلس النواب كونها لم تجهز مستشفيات البلاد بالأدوية المتعلقة بمرضى الثلاسيميا والإمراض السرطانية برغم تخصيص الأموال لها واستحصال الموافقات الحكومية، لافتاً إلى إن: لجنة الصحة النيابية وجهت سؤالا لوزارة الصحة لبيان سبب عدم صرف الأدوية حتى الآن.
وأضاف أن : البرلمان سيكون له موقف آخر اذا لم تسرع وزارة الصحة بتوفير جميع الأدوية المتعلقة بالإمراض الخطيرة ، مبيناً أن : لجنة الصحة أمهلت الوزير العلوان وملاك الوزارة فرصة أخيرة لا تتجاوز السبعة أيام لتوفير جميع العلاجات والأدوية قبل الذهاب نحو خيار الإقالة.
وكانت لجنة الصحة النيابية قد وعدت، في وقت سابق، بتوفير العلاجات المطلوبة لمرضى الثلاسيميا في عموم مستشفيات البلاد خلال الشهر المقبل، فيما بينت أن وزارة الصحة حصلت على موافقة رئاسة الوزراء بشراء الأدوية بشكل مباشر من دون الروتين الممل في المعاملات الحكومية.
29ألف مصاب بالثلاسيميا في البلاد
وأكد المتحدث باسم تجمع مرضى الثلاسيميا طالب طاهر في وقت سابق، أن عدد المرضى المصابين بمرضى الثلاسيميا تجاوز الـ 29 ألف مصاب حتى الآن في عموم البلاد، فيما بين أن وزارة الصحة لم تجهز الأدوية لمرضى الثلاسيميا منذ عام ونصف العام .
وقال طاهر إن: عدد المصابين بمرضى الثلاسيميا تجاوز الـ 29 إلف مصاب في عموم العراق، لافتاً إلى إن: إعداد المصابين في العاصمة بغداد بلغ 4200 مصاب في مركزي الكرامة وابن البلدي في جانبي الرصافة والكرخ.
وأضاف أن: العلاجات والأدوية لمرضى الثلاسيميا من الحقن والحبوب غير متوفرة في جميع مستشفيات البلاد منذ عام ونصف، مبينًا أن: انعدام وجود الحقن دفع ذوي المصابين بالمرض والميسورين فقط بجلبها من إيران كون تلك الحقن تجهز لوزارة الصحة فقط وغير متوفرة في المذاخر الطبية الأهلية.
وبين أن: سعر الحقنة الواحدة التي تعطى في كل 20 يوماً تجاوزت الـ 360 دولاراً من دون ملحقاتها، موضحاً أن: عدم وجود العلاجات يتسبب بارتفاع نسب الحديد في الدم ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وإصابة الكبد والقلب والطحال، فضلا عن هشاشة العظام وتشوه البشرة”.
وتابع أن: شركة كيماديا المستوردة للأدوية في وزارة الصحة تعد المسؤولة عن نقص العلاجات، مبيناً أن: الشركة تمتلك جميع المعلومات بشأن المصابين بمرض الثلاسيميا ويجب مفاتحتها من قبل الجهات الحكومية لحل أزمة نقص الأدوية وعدم توفرها في المستشفيات”.
وكانت لجنة الصحة النيابية قد أكدت، أنها ستجتمع مع اللجنة المالية النيابية لمناقشة المبالغ المخصصة لوزارة الصحة المتعلقة بشراء الأدوية، فيما بينت أن الاجتماع سيدرس حجم الأموال التي ستخصص لشراء أدوية الإمراض المزمنة كمرض الثلاسيميا والامراض السرطانية.
وكان مرضى الثلاسيميا قد طالبوا، الحكومة بتوفير العلاجات والأدوات التي تبقيهم « على قيد الحياة»، بعد قطعها من المستشفيات الحكومية.
نداء استغاثة
وكانت مفوضية حقوق الإنسان قد حذرت من تجاهل متطلبات مرضى الثلاسيميا الذين يعانون من فقدان العلاج منذ أشهر.
وأكّدت أنها تلقت مجموعة من الشكاوى ووصفت ذلك بالانتهاك الخطير لحقوق الإنسان.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أثار ناشطون ومدونون حملة «نداء استغاثة»، طالبوا فيها الحكومة بتوفير علاجات للمصابين.
افتتاح اكبر مركز متخصص للثلاسيما
ومؤخرا أعلن المهندس فلاح حسن الجزائري محافظ بغداد ان الايام المقبلة ستشهد صحة الرصافة افتتاح اكبر مركز للثلاسيميا في العراق.
وبين خلال زيارته الى مستشفى ابن البلدي للأطفال والنسائية وكان يرافقه الدكتور عبد الغني سعدون الساعدي المدير العام والدكتور يعقوب الموسوي عضو مجلس محافظة بغداد.
وتابع المراحل النهائية لافتتاح المشروع وبين، ان المحافظة وضعت خطة متكاملة لهذه الشريحة المهمة من خلال العمل في توفير الاجهزة الحديثة وإعداد خطة في شراء جهاز فحص الجنين وغيرها.
وأوضح المدير العام ان الزيارة هي لغرض الارتقاء بالخدمات الطبية والصحية في المؤسسات الصحية ومنها الخدمات المقدمة الى مرضى الثلاسيما . مشيرا الى ان افتتاح المركز سيسهم في تخفيف المعاناة عن 2450 مريضاً، فضلًا عن ان الدائرة اعدت خطة متكاملة من اجل ان يكون هذا المركز هو مركز متخصص في مجال امراض الدم.
العمل تقررشمولهم برواتب الرعاية
وقررت زارة العمل والشؤون الاجتماعية شمول مرضى الثلاسيميا برواتب الحماية الاجتماعية.
وذكرت النائبة في البرلمان هدى سجاد في بيان تلقت» الصباح الجديد « , إنها «استحصلت موافقة وزير العمل باسم الربيعي على شمول مرضى الثلاسيميا برواتب الحماية وتخصيص شمول خاص بهم».
وأضافت أن «الموافقة جاءت بعد مناشدات من مرضى الثلاسيميا لغرض شمولهم برواتب الحماية الاجتماعية».
يشار إلى أن مرضى الثلاسيميا سبق أن طالبوا الحكومة العراقية بمساعدتهم مالياً وتوفير العلاجات التي لا تتوفر لدى المراكز الحكومية.