ينفي مادورو وجود ازمة إنسانية في بلد بلغ التضخم به 25000 %
الصباح الجديد – متابعة:
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن مشروع القرار الأمريكي، إلى مجلس الأمن بشأن فنزويلا، كان يسعى لزعزعة الوضع في البلاد والتغطية على إمكانية التدخل العسكري.
وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفلندي، تيمو يسواني، امس الثلاثاء، في موسكو، أن تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لفنزويلا، أدى إلى تأزم الأوضاع، خاصة أن إملاءات واشنطن تحث المعارضة الفنزويلية على رفض الحوار مع السلطات الشرعية.
وبخصوص المساعدات الإنسانية قال وزير الخارجية الروسي، إن تقديم المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا، يجب أن يكون عبر القنوات والسلطات الشرعية.
وأوضح وزير الخارجية الروسي، أنه لم تكن هناك أي اتصالات مع واشنطن حول فنزويلا، عدا اتصالات بخصوص مشروع قرارهم (واشنطن)، والذي هو ذريعة للتدخل في فنزويلا و»مثل هذا القرار لن يتخذه مجلس الأمن».
غير انه اردف: «يبدو أن لديهم – الاميركيين – ما يقولوه لنا حول فنزويلا»، في إشارة الى ان الخارجية الأميركية طلبت لحديث هاتفيا مع مايك بومبيو مساء الثلاثاء نفسه.
وقبل هذا كان أعلن رئيس برلمان فنزويلا، خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيسا، استقباله دفعة أولى من مساعدات أميركية، ترفض السلطات الشرعية السماح بدخولها، وتطالب واشنطن برفع عقوباتها عن البلاد.
وكتب غوايدو في حسابه على تويتر:»نحقق سلطتنا، واليوم نقوم بنقل الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية إلى جمعية المراكز الصحية في شكل 85000 وحدة من الإضافات الحيوية، و 1.7 ملايين وجبة غذاء مغذي للأطفال، و 4.5 ألف وحدة من المكملات الغذائية للحوامل»، ونشر صورا لهذه المساعدات الأمريكية على حسابه.ولم يحدد غوايدو كيف دخلت هذه المساعدات الإنسانية أراضي فنزويلا، فيما أعلن إنشاء ثلاث نقاط لجمع المساعدات الإنسانية: في ولاية كوكوتا الكولومبية، وفي البرازيل، وعلى جزيرة في منطقة البحر الكاريبي.
ووصف الرئيس الفنزويلي الشرعي، نيكولاس مادورو، هذه المساعدات بأنها «استعراض زائف»، واعدا بمنع الغزو الأجنبي لفنزويلا.
وأفاد ممثلو غوايدو في وقت سابق أن مؤتمرا دوليا لجمع المساعدات الإنسانية لفنزويلا سيعقد في واشنطن في 14 فبراير شباط.
ووافقت البرازيل على تخزين أطنان من المساعدات الإنسانية الموجّهة إلى جماعة غوايدو في فنزويلا، في مركز عند الحدود بين البلدين، بحسب ما أعلن امس الأول الإثنين، موفدان لزعيم المعارضة الفنزويلية إلى البرازيل عقب لقاءات عقداها مع مسؤولين برازيليين.
وقال ليستر توليدو، الذي يرأس فريق غوايدو لتوزيع المساعدات، إن المركز المزمع إقامته في ولاية رورايما، سيكون الثاني عند الحدود الفنزويلية، بعد المركز الأول الذي أقامته كولومبيا في ولاية كوكوتا.
ويخوض غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيسا انتقاليا لفنزويلا، واعترف به نحو 40 بلدا، مواجهة سياسية مع الجيش الفنزويلي وحكومة الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو التي تمنع دخول المساعدات إلى البلاد.
وقالت موفدة غوايدو إلى البرازيل ماريا تيريزا بيلاندريا إنها تلقّت ضمانات من وزير الخارجية البرازيلي إرنستو أراوجو بشأن المركز الجديد.
وتتكدس أطنان من المواد الغذائية والأدوية المرسلة من الولايات المتحدة منذ الخميس في مخازن ببلدة كوكوتا الكولومبية قرب جسر تيانديتاس الذي يربط بين البلدين، والذي تغلقه القوات العسكرية الفنزويلية.
وينفي مادورو وجود «أزمة إنسانية» في بلاده، عازيا النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية للعقوبات الأمريكية القاسية المفروضة على بلاده، الأمر الذي يتناقض وواقع الحال بنحو مطلق، فالتضخم في فنزويلا وصل إلى 25 ألفا في المئة سنويا! والانهيار الاقتصادي لم يعد من الممكن فهمه بالمفاهيم الاقتصادية التقليدية، الأمر الذي دعا عالم الاقتصاد الفنزويلي في جامعة هارفارد ريكاردو هاوسمان الى ان يطور مفاهيم اقتصادية جديدة لفهم الأزمة تعتمد على معايير جودة الحياة، وتركز على قدرة الدخل على شراء أرخص وأكبر عدد من السعرات الحرارية (أكبر عدد من السعرات بأرخص سعر ممكن- أرخص غذاء متوفر).
وةفي 2012، كان معدل الرواتب يشتري 57 ألفا من السعرات الحرارية يوميا. اليوم، يشتري الراتب 900 من السعرات فقط، مع العلم أن الفرد يحتاج إلى 2000 يوميا. يعني ذلك أن الراتب يكفي نصف طعام شخص واحد يوميا!
وللمقارنة، يشتري الراتب في الولايات المتحدة 100 ألف سعرة حرارية يوميا، أي أن الراتب يطعم 50 شخصا.
وبمعايير البروتين، يشتري الراتب بيضتين يوميا في فنزويلا.