في ضيافة منتدى المسرح
سمير خليل
استضاف صالون المنتدى الثقافي في منتدى المسرح التابع لدائرة السينما والمسرح الفنان محمود ابو العباس للحديث عن سيرته وتجربته الفنية، قدم للجلسة الفنان الدكتور عزيز عبد الصاحب مدير منتدى المسرح.
تحدث ابو العباس عن بداياته في مدينة البصرة حيث ولد وترعرع بين ازقتها والتأثيرات الفكرية والسياسية التي كانت تؤطر مناحي الحياة ومنها التعليم.
بدأ هاجس المسرح والتمثيل يداعبان ذائقته منذ دراسته الابتدائية، وكانت البدايات مع المسرح المدرسي والانتقال الى ديالى مع عائلته، وهناك واصل اهتمامه المسرحي مع الفنان الرائد سالم الزيدي في المسرح المدرسي.
كتب مسرحيته الاولى (في انتظار الباص) التي تشابهت احداثها بشكل عفوي مع مسرحية (في انتظار غودو) لبيكيت وكتب مسرحيات (العمود البائد) و(البير) و(رماد تحت الأسهم). وفي اكاديمية الفنون الجميلة صقلت موهبته تحت اشراف عمالقة المسرح ورواده.
وخلال العطل الصيفية كان يعود الى البصرة ليعرض مسرحيات (سولارا) و(انتبهو ايها السادة) في تجربة مسرح المضيف وتجوال فرقته المسرحية في نواحي البصرة والمقاهي والساحات العامة.
تحدث ابو العباس عن عمله الاول مع الفرقة القومية للتمثيل وهو طالب في مسرحية (دائرة الفحم البغدادية) للكاتب الالماني الكبير بريشت، واخراج الراحل الكبير ابراهيم جلال، والتي منعت من العرض في حينها، بعدها عمل في مسرحية (يا طيور) تأليف واخراج الدكتورة عواطف نعيم، ومسرحية (الجنة تفتح ابوابها متأخرة) تأليف فلاح شاكر واخراج محسن العلي.
عرج الضيف على مسرحية (قارب في غابة) لعزيز خيون والتي عرضت على مسرح الـ(60 كرسي) في بغداد مرورا بتجربة المسرح العسكري ومسرحية(يونس السبعاوي) لمحسن العلي، ثم التجربة المهمة في مسرحية (الرهن) التي اعدها الفنان عبد الامير شمخي عن رواية الروائي العراقي الكبير فؤاد التكرلي، واخرجها الرائد الكبير سامي عبد الحميد، لفرقة المسرح الفني الحديث، و العمل مع نخبة الرواد، يوسف العاني، وخليل شوقي، والتي حصل بعدها على جائزة افضل ممثل برغم انه كان ممثلا بديلا .
وعن المخرج الذي أثر كثيرا في شخصيته المسرحية قال: قاسم محمد، مخرج مختلف يشتغل على النحت الداخلي للممثل، عملت معه في مسرحيات يوسف الصائغ (الباب) و(العودة).
وعن كونه ممثلا شاملا يتابع: كلمة الممثل الشامل في العراق منقوصة، اذ يعتمد على المخرج، ففي مسرحية (مقامات ابي الورد) طلب مني الراحل الكبير ابراهيم جلال ان أغني وارقص وامثل
وبخصوص تجربته مع المسرح الشعبي في مسرح النجاح، قال: عملت بهذا المسرح لحاجتي المادية وشظف العيش، محسن العلي يتشابه مسرحه مع المسرح الاستعراضي المصري، قياسا لما يعرض الآن، هو مسرح شعبي مثقف، صيغة عالية في صناعة العرض المسرحي، كما انه يشتغل على عطاء الممثل ونجوميته، وامتازت عروض مسرح النجاح بانها اقتبست من الادب العالمي مثل مسرحية (مقامات ابو سمرة)، من نص تركي لعزيز نيسين، و(سيدتي الجميلة) لبرناردشو، اضافة لمسرحيات (تالي الليل)، و(السوق)، و(أطراف المدينة).
وتابع: امتازت مسرحيات محسن العلي بالإقبال الجماهيري، وطول مدة العروض التي امتدت لسنوات، كما قدمنا عروضا جادة مثل (الرأس) لعادل كاظم، و(الليلة الثانية بعد الالف) لجمال حمدان، إضافة لمنتدى صغير في اعلى بناية المسرح قدمنا فيه مسرحية (ام الخوش)، بطولة ليلى محمد، وكذلك مسرحية للأطفال، “الأمير الصغير”.
ويختتم حديثه بمسيرة الغربة، حيث غادر العراق عام 1999 صوب الامارات العربية المتحدة، وعاد منها عام 2017 وقال: كان هدفي ان اشتغل في منطقة التمثيل، “ورش لتدريب الممثلين”، كان عليّ ان اكون مؤلفا ومخرجا ومطورا للنصوص، وكل اعمالي كانت تحصد جوائز عربية، وخصوصا على مستوى التمثيل، إضافة للسينوغرفيا، نمط العمل هناك يفرض عليك نوع العمل، مطالب دوما بحصد الجوائز.
محمود ابو العباس: الممثل الشامل كلمة منقوصة حين يعتمد على المخرج
التعليقات مغلقة