تجلت واضحة في غياب الرؤساء
متابعة ـ الصباح الجديد:
ألقت الانقسامات بين الدول العربية بشأن سوريا والنزاعات الداخلية في لبنان بظلالها على اجتماع قمة تنموية ستعقد في بيروت اليوم، وتجلى هذا في إلغاء العديد من الزعماء مشاركتهم بعد أن كانوا يعتزمون القدوم إلى بيروت.
وقال مصدر في اللجنة المنظمة إن ما لا يقل عن ثمانية رؤساء دول كانوا قد أكدوا مشاركتهم على مستوى القادة ورؤساء الدول.
وتتركز نقطة الخلاف الرئيسية في المنطقة على ما إذا كانت عودة سوريا إلى الجامعة العربية موضع ترحيب وذلك بعد نجاح الرئيس بشار الأسد في استعادة سيطرته على معظم أراضي بلاده.
ودعا وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل يوم الجمعة إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها لمدة سبع سنوات.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط قوله إنه لا يوجد اتفاق عربي على عودة سوريا.
ولعبت هذه القضية دورا في الانقسامات داخل لبنان بالإضافة إلى الخلاف حول حضور ليبيا القمة على خلفية اختفاء رجل الدين الشيعي اللبناني الإمام موسى الصدر هناك في السبعينيات.
وكان القادة اللبنانيون يأملون في تشكيل حكومة جديدة قبل انعقاد القمة على أرضهم بعد أشهر من الجمود السياسي والاقتصادي. لكن محادثات تشكيل الحكومة طالت دون تحقيق أي نتيجة فيما تتزايد المخاوف على الاقتصاد اللبناني.
وبعد أن أغلقت معظم طرقات بيروت وأقفلت المدارس والشركات ومنعت السيارات من الوقوف في وسط المدينة، تم تصوير القمة في الإعلام اللبناني يوم الجمعة على أنها مخيبة للآمال.
وكتبت صحيفة الجمهورية في عنوانها الرئيسي «قمة الاعتذارات والخيبة العربية». أما صحيفة النهار فكتبت «صدمة بيروت…قمة بلا رؤساء».
ومع ذلك فإن بعضا من الدول العشرين المشاركة ستوفد إما رؤساء وزراء أو وزراء خارجية أو وزراء مالية. وقلل المسؤولون من أهمية أن الاجتماع سيكون ضعيف التمثيل.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في مؤتمر صحفي ردا على سؤال حول غياب الرؤساء والملوك «دعنا نفصل ما بين الأمرين. قمة تنعقد فيها موضوعات، فيها قرارات ستتخذ، والقمة هي ذات أهمية بموضوعاتها وقراراتها. حضور القادة يزيد القمة أهمية ولا شك في هذا. عدم وجود عدد كبير من القادة أمر لا شك أنه مثار تعليق من الجميع أوله الإعلام والكل متابع هذا الأمر بدقة ولكن هو لا يأخذ من أهمية الموضوعات».
* النزاعات في سوريا وليبيا
على الرغم من أن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية ليست بنفس أهمية قمة جامعة الدول العربية التي ستعقد في تونس في آذار، لكنها شهدت حضور العديد من القادة عندما عقدت آخر مرة في المملكة العربية السعودية في عام 2013.
وكانت الدول العربية آنذاك، مثلما هي الآن، منقسمة بشأن انتفاضات 2011 التي أطاحت بأربعة زعماء وأدت إلى اندلاع ثلاث حروب وبشأن الخصومة بين السعودية وإيران فضلا عن دور الإخوان المسلمين.
وتم تعليق عضوية سوريا من جامعة الدول العربية في عام 2011 لكن بعض الأعضاء يضغطون من أجل إعادتها بينما أعاد آخرون فتح سفاراتهم في دمشق.
وفي لبنان حيث كانت القوات السورية موجودة لنحو ثلاثة عقود، لا يزال نطاق العلاقات مع دمشق مثيرا للجدل.
وحاربت جماعة حزب الله القوية المدعومة من إيران في صف الأسد في سوريا وتريد من الدول العربية تطبيع العلاقات مع دمشق. وتشعر بعض الأحزاب اللبنانية الأخرى بالقلق من دور دمشق.
وكتبت صحيفة الأخبار المؤيدة لحزب الله في عنوانها الرئيسي «لا عرب من دون الشام».
ومن ناحية أخرى قام أعضاء في حركة أمل الشيعية المتحالفة مع حزب الله يوم الأحد بتمزيق العلم الليبي بالقرب من مكان انعقاد القمة وأحرقوه في تعبير عن غضبهم من اختفاء الإمام موسى الصدر أثناء زيارته إلى ليبيا في عام 1978. وفي ذلك الوقت، كانت ليبيا تحت حكم معمر القذافي، الذي أطيح به عام 2011 لكن ساسة حركة أمل يتهمون الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس بعدم التعاون مع التحقيقات في اختفاء الصدر.
وقاطعت الحكومة الليبية القمة احتجاجا على ذلك وأشارت إلى أن آلاف الليبيين اختفوا أيضا تحت حكم القذافي الذي دام أربعة عقود.
وقال مصطفى شاتيلا الموظف في متجر شوكولاتة في بيروت متحدثا عن إقفال الطرق «لا أعتقد أن هذا ضروري. إنهم مجرد رئيسين أو ثلاثة رؤساء». وأضاف «منذ زمن يجتمعون هنا وفي غير لبنان ولا قرارات صارمة تخرج… الآن سينتهون في ثلاثة أو أربعة أيام ويغادرون كما لو أن شيئا لم يحدث».