أحلام يوسف
اسمه الكامل منعم بربوت وادي الجنابي، لكن تعلقه بوطنه والفرات الذي يعد أحد رموزه، جعله يختار الفرات اسما ثانيا لتكتمل معه صورته الفنية، انه النحات الفطري منعم فرات.
لم يسبق ان قامت مؤسسة مجموعة دول أوروبا بتأليف كتاب عن فنان عراقي مثلما فعلت مع النحات منعم فرات. اذ أصدرت اول كتاب بعنوان “منعم فرات وعالمه الغريب” للكاتب الاسباني كارلوس كالديرون ايرويغاس سنة 1975.
الكتاب محفوظ في مكتبة الامازون الأميركية، حيث يعد أحد كنوز الفن العراقي. والفنان الوحيد الذي زارت اعماله أكثر من مئة دولة.
كتب عنه المستشرق الإيطالي البرتو جيني: لقد جمع منعم فرات جميع الفنون في فنه، واعماله تتكلم اللغة العربية، وأفضله على بيكاسو لأنه شيء نادر لا يوجد في كل مكان ولا ي أي زمان.
وقال عنه المستشرق البلجيكي آرمن: ان اسعد يوم في حياتي، مصافحتي لشخص منعم فرات. وكتب عنه جميع الفنانين الرواد العراقيين اللذين عاصروه، وجرت مناقشة رسالة الماجستير الموسومة “المفهوم الذاتي في اعمال الفنان الفطري منعم فرات في كلية الفنون الجميلة.
كما تحدث عنه الفنان النحات محمد غني حكمت: إن شخوص منعم فرات تتحدث عن قصص وأساطير تعيش في عالم لم نصل بعد إليه.. ولكم تمنيناه. فليس منا من رأى أنسانا برأس حيواني أو حيوانا برأس إنساني. إن مخلوقات عالمه تتراكم بشكل عجيب، وتنبت على أجزاء من أجسامها مخلوقات أخرى ليست من جنسها، تعيش في صراع صامت، في وحدانية وانفرادية، كئيبة حتى الأعماق، ولكنها برغم كل ذلك تفكر في اللانهائي، وتعيش في قعر الصمت الموحش. إنها تمثل الاضطراب والقلق الذي يغرق فيه عالمنا، وهذا ما يريد الفنان تحقيقه بنحو لا إرادي، ليشبع رغبتنا في تأمل صوره العجيبة التي يخلقها بأزميله الصغير.
أطلق اسم منعم فرات على دورة في معهد الحرف والفنون الشعبية في 31 تشرين الأول لعام 2013 تكريما له.
ولد منعم فرات في بغداد عام 1900 في محلة الشيخ علي في جانب الكرخ، وتوفي في الثامن من اب لعام 1972. تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب وحفظ القران الكريم.
مارس النحت على المرمر كهاو، وأنتج خلال فترة الشباب مجموعة كبيرة من المنحوتات المرمرية. مع ان النحت على المرمر يكاد يكون من أصعب أنواع هذا الفن، لكن يبدو ان الموهبة بمرحلة معينة يتجاوز صاحبها كل الصعوبات والعقبات، ويصير كل ما تقع عليه يده مطواعا لأصابعه، حتى يكاد ان يحيل الحجر والمرمر الى طين لين يشكله كيفما شاء.
ألف منعم فرات مجموعة كتب وصل عددها الى ثلاثين مؤلفا منها: “أيها الراقد”، و”العاجزون في الأرض”، و” اللؤلؤة”، و”الصراع العنيد”.
شارك في مهرجان الفن الفطري في إيطاليا عام 1966. وحصل على جوائز عدة نذكر منها، شهادة دبلوم تثمينا لأعماله، والجائزة الأولى بدرجة ممتاز في المهرجان الدولي للفنون الفطرية في مدينة براتسلافا في تشيكوسلوفاكيا بشهر أيلول لعام 1972 وشارك في المهرجان 55 فنانا.
حينما تتعد الموهبة حدود الخيال
التعليقات مغلقة