انسحاب بطيء للقوات الأميركية من سورية وتركيا تعتزم حملة ضد قواتها الكردية

من دون اعلان مسبق او جدول زمني
متابعة ــ الصباح الجديد:

أفاد الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش» الكولونيل شون رايان أمس الاول الجمعة بأن قوات التحالف بدأت عملية الانسحاب من سورية، في إشارة إلى بدء سحب تلك القوات الذي شابته رسائل متضاربة من مسؤولين أميركيين.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي عزمه سحب القوات الأميركية من سورية البالغ قوامها 2000 فردا، ما فاجأ الحلفاء الذين انضموا إلى واشنطن في قتال تنظيم «داعش» في سورية.
وقال رايان إن التحالف «بدأ عملية انسحابنا المدروس من سورية، وحرصاً على أمن العمليات، لن نعلن جداول زمنية أو مواقع أو تحركات محددة للقوات». وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن روسيا أعلنت أمس أن لديها انطباعاً بأن الولايات المتحدة تريد البقاء في سورية على رغم الإعلان عن سحب القوات.
وقال سكان قرب معابر حدودية مع العراق عادة ما تستخدمها القوات الأميركية في الدخول والخروج من سورية إنهم لم يروا تحركات واضحة أو كبيرة للقوات البرية الأميركية أمس.
وأضاف هذا القرار مزيداً من الغموض على الحرب السورية المستمرة منذ نحو 8 سنوات، وسلسلة من الاتصالات بشأن كيفية ملء الفراغ الأمني في أعقاب انسحاب القوات الأميركية من المناطق التي تتمركز فيها في شمال سورية وشرقها.
وتهدف تركيا إلى شنّ حملة ضد القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى يرى الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران فرصة لاستعادة مساحة ضخمة من الأراضي.
وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى أن حماية الأكراد حلفاء واشنطن ستكون شرطاً مسبقاً للانسحاب الأميركي، ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى توبيخه ووصف تعليقاته بأنها «خطأ فادح».
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط، إن الانسحاب لن يتوقف على رغم التهديدات التركية. واتجهت الجماعات الكردية التي تسيطر على شمال سورية إلى موسكو ودمشق على أمل إبرام اتفاق سياسي يردع تركيا ويحمي حكمهم الذاتي في الشمال.
وفي روسيا، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زخاروفا أن من المهم أن يبدأ أكراد سورية وحكومة دمشق حواراً في ضوء خطط الانسحاب الأميركية. وأضافت للصحافيين أنه يتعين نقل السيطرة على الأراضي التي تنتشر بها القوات الأميركية إلى الحكومة السورية. وقالت: «في هذا الشأن، يكون لبدء حوار بين الأكراد ودمشق أهمية خاصة، فالأكراد جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري». وقال مسؤول كردي بارز لـ»رويترز» الأسبوع الماضي إن الأكراد عرضوا على موسكو خارطة طريق لاتفاق مع دمشق، بينما أعلنت الخارجية السورية عن تفاؤلها باستئناف الحوار مع الأكراد. ورحب وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان، المشاركة في التحالف بقيادة الولايات المتحدة، بما يعتقد أنه إبطاء للانسحاب الأميركي بعد ضغوط من حلفاء واشنطن. وقال في مقابلة تلفزيونية: «قالوا إن الانسحاب سيتم بطريقة أبطأ، وذلك على الأرجح نتيجة الضغوط المتنوعة التي ربما حدثت بما في ذلك من فرنسا». وفي اعتراف نادر بأن القوات الفرنسية موجودة أيضاً في سورية، قال لو دريان أن هذه القوات ستغادر عند التوصل إلى حل سياسي في البلاد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة