تزامناً وتوقيع أمر سحب القوات من سوريا
متابعة _ الصباح الجديد:
بعد مكالمة هاتفية «بناءة» منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان تفويضاً لإتمام مهمة محاربة «داعش» في سورية، واطلاق يده لملء الفراغ الأميركي شمال شرقي سورية، تزامناً مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) عن توقيع أمر سحب القوات من سورية.
وقبيل أيام من موعد فتح الطريقين الدوليين بين حلب وكل من حماة واللاذقية بموجب اتفاق سوتشي حول إدلب، أكدت موسكو أن الوجود التركي في المحافظة تم بالتوافق مع دمشق وطهران، وفي المقابل أشارت إلى صعوبة حل قضية الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة في سورية.
وفي حين ذكرت صحيفة موالية للنظام أن رئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك بحث في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة عباس كامل إعادة تفعيل العلاقات بين البلدين ولاحقاً مع البلدان العربية، نفت جامعة الدول العربية وجود أي تغيرات في الموقف من عودة سورية، موضحة أن زيارة الرئيس السوداني حسن البشير الأخيرة لدمشق لم تجر بالتنسيق مع الجامعة.
وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان وترامب اتفقا امس الاول الاثنين، على التنسيق بين البلدين لمنع حدوث أي فراغ في السلطة مع انسحاب الولايات المتحدة من سورية، وأشارت إلى أن أردوغان عبر في اتصال هاتفي مع ترامب عن رضاه بالخطوات التي اتخذتها واشنطن لمحاربة الإرهاب في سورية وعن استعداده لتقديم أي شكل من أشكال الدعم.
وفي تغريدتين على «تويتر» قال ترامب إنه «أنهى محادثة هاتفية بناءة مع أردوغان عن تنظيم داعش وعملنا المشترك في سورية والانسحاب البطيء والمنسق للغاية للقوات الاميركية من المنطقة»، وزاد أن أردوغان أخبره بأنه حاسم في موضوع القضاء على «داعش»، مؤكداً أن «رجلاً يستطيع فعل ذلك».
ونقلت محطة «سي إن إن» تفاصيل المكالمة نقلاً عن مسؤول بارز في البيت الأبيض. وذكر المصدر أن ترامب قال لأردوغان: «حسناً، كل شيء يخصك، لقد انتهينا» في إشارة إلى تولي تركيا محاربة «داعش» بعد سحب واشنطن جنودها. وكشف المصدر أن أردوغان أعطى ترامب «كلمة» بأن تركيا ستنهي تنظيم «داعش».
ومعلوم أن تركيا كانت رفضت في 2014 اعطاء أولوية لمحاربة «داعش» في سورية، وضغطت على بعض فصائل الجيش الحر بعدم قبول شروط اميركية لتدريب عشرات آلاف المعارضين مع التركيز أولاً على محاربة الإرهاب، في حين وافق الكرد على الشروط الأميركية وحصلوا على دعم لقوات سورية الديموقراطية (قسد) التي حررت معظم المناطق من سيطرة «داعش» التي لم يتبق تحت سيطرتها سوى خمس بلدات في ريف دير الزور، إضافة إلى مناطق غير مأهولة في البادية في ريفي دير الزور وحمص.
وبعد ايام على إعلان ترامب سحب قواته من سورية أكد ناطق باسم البنتاغون ان «المرسوم حول سورية تم توقيعه»، من دون مزيد من التفاصيل. وكشفت «سي إن إن» أن وزير الدفاع المستقيل جيمس ماتيس وقع على قرار الانسحاب من سورية الذي تضمن معلومات حول كيفية انسحاب الجنود الأميركيين من سورية وجدوله الزمني، على أن يبدأ مطلع العام المقبل ويستمر لعدة أسابيع. وفي تصريحات لوكالة «نوفوستي» للأنباء قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «سنرى ما سينتج عنه إعلان الرئيس ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من سورية»، وزاد مشككاً في نوايا واشنطن سيكون من الصعب حل قضية الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة على الأراضي السورية: «إن واشنطن تضع شروطاً جديدة باستمرار».
وفي المقابل أشاد لافروف بتنفيذ الاتفاقات مع تركيا بخصوص إدلب، مؤكداً أن «وجود العسكريين الأتراك في هذا الجزء من سورية تم بالتوافق مع الحكومة السورية التي رحبت بمذكرة سوتشي، كما تم دعمها من قبل الجانب الضامن الثالث في مفاوضات آستانة، ايران».
ميدانياً، استمر حشد القوات على الحدود القريبة من أماكن سيطرت الكرد شمال سورية وشرقها، وعززت تركيا وفصائل «لجيش الوطني» جميع النقاط الفاصلة مع مدينة منبج التي يسيطر عليها مجلس منبج العسكري. وقال الرائد يوسف حمود الناطق باسم الجيش الوطني (مقرب من تركيا): «أمس الاول الاثنين تم توجيه بعض أرتال من قوات الجيش الوطني السوري إلى محور منبج وأخذت مراكز أولية من أجل المعركة». وفي المقابل نشرت حسابات موالية للنظام السوري على موقع «فيسبوك» أمس الاول الاثنين صوراً لرئيس أركان «الحرس الجمهوري»، اللواء زيد صالح وقائد «مجموعات الطوعي» التابعة للفيلق الخامس، فراس خير بيك أثناء تفقدهم للجبهات العسكرية في دير الزور.
وفيما نقلت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام عن مصادر مطلعة أن زيارة اللواء مملوك أتت في سياق إعادة توحيد الصف العربي وأن البلدين يهدفان إلى إعادة تفعيل العلاقات السورية المصرية أولاً، والعلاقات العربية عموماً، بخاصة أن لمصر دوراً كبيراً تلعبه في هذا السياق. ومعلوم أن وكالة «سانا» التابعة للنظام ذكرت مساء الأحد أن مملوك زار مصر السبت الماضي بدعوة من رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة اللواء عباس كامل.
وتعليقاً على زيارة الرئيس السوداني سورية، نفى حسام زكي مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، حدوث أي تغيير على موقف الجامعة من عودة سورية إلى المنظمة، مؤكداً إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني لدمشق لم تجر بالتنسيق مع الجامعة.