بغداد – الصباح الجديد :
قال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال كلمته في الاحتفالية المركزية لوزارة الدفاع لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاعلان النصر النهائي على عصابات داعش الارهابية وتحرير كافة المدن العراقية: الى ان “النصر النهائي الذي نصبوا اليه هو تحقيق طموحات وتطلعات شعبنا في الاستقرار والبناء والاعمار والتخلص من البطالة و من مظاهر الفساد الذي كان وما يزال يمثل وجها اخر من اوجه الخراب والارهاب، وما لم ننتصر على الفساد فسيبقى نصرنا منقوصا حتى يتحقق هذا الهدف الكبير”.
وقال عبد المهدي خلال كلمته في الاحتفالية المركزية لوزارة الدفاع لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاعلان النصر النهائي على عصابات داعش الارهابية وتحرير كافة المدن العراقية: يا أهل مدننا المحررة في الموصل والأنبار وصلاح الدين، وسنجار وآمرلي وتلعفر وغيرها يا أهلنا في جنوب العراق وشماله وغربه وشرقه، يا أهلنا من عرب العراق وكرده وتركمانه، من مسلميه ومسيحييه وصابئته وإيزيدييه وكل ألوانه الجميلة هذا يوم فخرعظيم لنا جميعا يومٌ هزم فيه بلدنا الشجاع أعداء الحياة والكرامة وأعداء الحرية والسلام”.
وأضاف “يومٌ هزمتم فيه عشرات الالاف من شذاذ الآفاق الإرهابيين بعزيمتكم العملاقة التي لا تلين هذا يوم نتذكر فيه كل من ساهم في تحقيق النصر: فلله الفضل جميعا ولهم الفضل علينا أن العراق اليوم ينعم بالسلام وينعم بالوحدة، وأننا بفضلهم دخلنا مرحلة الإعمار والبناء تحية إكبار للمرجعية العليا التي استجاب لندائها أبناء شعبنا من فتية وشيوخ وهبوا للدفاع عن حريتهم وأرضهم ومقدساتهم”.
وتابع عبد المهدي “ستبقى فتوى الجهاد الكفائي علامة مضيئة في تاريخ هذا الشعب والوطن فمنها انطلق الرد الحاسم وهي التي دقت اسس الانتصار وتحت ظلها تدافع الشباب والشيب واسترخصوا ارواحهم ونالوا احدى الحسنين النصر او الشهادة”.
وحيا عبد المهدي “قواتنا المسلحة البطلة بجميع صنوفها وتشكيلاتها وجميع القادة والضباط والمقاتلين الغيارى الذي خاضوا معارك التحرير وحققوا النصر ومازالوا يواصلون بنفس القوة والعزيمة الدفاع عن العراق وشعبه، وتحية لقوات الجيش والشرطة ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي والبيشمركة وكل من سطر خلال معارك الانتصار قصة من قصص البطولة والفداء”.
كما حيا “بيوم النصر من تحملوا المسؤولية في الحكومة السابقة والقيادة العامة للقوات المسلحة خصوصاً الأخ حيدر العبادي والوزراء والمسؤولين والقادة العسكريين، وتحية حب ووفاء لأهلنا الذين شردتهم قوى البغي من بيوتهم ونقول لهم: أنكم في أعيننا وعودتكم الى بيوتكم سالمين غانمين من أولويات حكومتنا، وتحية حب ووفاء لأسر الشهداء ونقول لهم: اننا سنمضي قدما في تخليد تضحيات أبطالنا من أبنائهم الشهداء في نفوسنا وفي مدننا بما يليق بمجدهم حتى لا ننسى تضحياتهم”.
وأضاف “سنخلدهم رمزا للعراق ووحدته وسيادته سنخلد أسماءهم واحدا واحدا حصنا لقيم العراق قيم الحضارة والإيثار ونكران الذات والتنوع والتعدد، وتحية حب وتقدير لكافة ضحايا الحرب من بناتنا وأمهاتنا وأخواتنا واطفالنا الذين طالتهم يد الشر فأذاقتهم صنوف العذاب ونقول لهم: إننا عازمون على ضمان حقوقكم كافة وأن جرحكم جرحنا وكرامتكم كرامتنا”.
وبين “انتصرنا حين أتحدت كلمتنا وحين اجتمعنا تحت راية العراق وانتصرنا رغم التحديات والعوائق ولم تفت من عضدنا أهوال الإرهاب والتطرف، اليوم يشهد العالم، كل العالم: أنْ في العراق دُحر الإرهاب والتطرف وأننا سجلنا أول وأكبر نصر على قوى الإرهاب والشر الداعشي وأننا قدنا أشرس واصعب معركة معه وأننا انتصرنا بشرف على صخرة النصر تحطمت دعاوى التفرقة وتقزمت العصبيات العرقية والمناطقية”.
ولفت “في جبهات القتال امتزجت دماؤنا جميعا ونسجنا لوحة العراق الكبير الموحد المتنوع، واسترد العراق أرضه واسترد الشعب إرادته واسترد المواطن كرامته، وقلنا جميعا لا للإرهاب، لا للتطرف، لا للإستبداد وقلنا جميعا نعم للعراق، نعم للحضارة ، نعم للمواطنة في تلك المعركة لم ندافع فحسب عن أرضنا بل عن إرادتنا في النهوض من ركام الحروب والعنف والاستبداد”.
وأكد عبد المهدي “لقد عززت انتصاراتنا ضد قوى الظلام ثقتنا بأن هذا البلد قدره النصر والعلو والرفعة بنفس العزيمة الصلبة باذن الله سنربح كل معاركنا ومعركتنا ضد الإرهاب ومعركتنا ضد الفساد ومعركتنا ضد الفقر ومعركتنا ضد الفرقة”.
وبين ان “تنوعنا الديني والقومي والمذهبي هو سر قوة هذه البلاد ومفتاح انتصاراتها هذا التنوع الفريد هو ثمرة حضارة انسانية عريقة بدأت هنا من ارض الرافدين لتشرق على العالم بأسره ، ويجب ان تنهض من جديد على مبادئ احترام الآخر الذي تجمعنا معه مشتركات الاخوة في الانسانية والاخوة في الوطن”.
ونوه رئيس الوزراء “لا أريد ان انكأ جرحاً، ولكن سنوات القمع والدكتاتورية وسياسات التهميش والتمييز بجميع اشكاله هي التي افقدت العراق امنه واستقراره وضيعت عليه فرص النمو والتقدم والازدهار الاقتصادي وقد ان الاوان لنترك خلفنا كل مغامرات واخطاء الماضي ونفتح لأبناء شعبنا بوابات الامل بمستقبل افضل يقوم على اساس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص”.
وأكد ان “عودة النازحين واعمار مدنهم هدف سنبذل اقصى جهودنا لتحقيقه، وان حملة الاعمار لا تقتصر على المناطق المحررة فحسب، بل تشمل المحافظات العراقية التي ضحت بأبنائها في عمليات التحرير فتعطلت فيها فرص النمو والاعمار خلال السنوات الماضية وتعاني اليوم من نقص في الخدمات وفرص العمل ولايجوز ان يستمر هذا الحرمان مدة اطول”.
وأستطرد رئيس الوزراء في كلمته بيوم النصر على داعش “لقد خرج العراق من تجربته المريرة ومن الحروب الخارجية والداخلية ومواجهة الارهاب اكثر قوة ووحدة واكثر ايمانا بأهمية التعايش فيما بيننا، ومع الدول المجاورة والصديقة، التي نمد لها يدنا للتعاون من اجل بناء مستقبل امن ومستقر ومزدهر لجميع شعوبنا”.
وشدد على ان “رسالتنا واضحة لاخوتنا وجيراننا في محيطنا العربي والاقليمي بأن امننا واحد ومصيرنا واحد ولابديل عن التعاون وتبادل المصالح من اجل خدمة شعوبنا ودولنا واستثمار وتعظيم ثرواتها الطبيعية والبشرية بالشكل الامثل”.
وأكد عبد المهدي “نحن مصممون على ان المواطنة هي المبدأ والمعيار الذي سنحتكم اليه، وسننظر الى جميع العراقيين على هذا الاساس دون ، وإننا لعازمون على النهوض بهذه البلاد وان نحمل الامانة بقوة واحساسٍ بجسامة المسؤولية ، مدركين أهمية العمل المشترك والتعاون الصادق والجاد بين جميع أبناء العراق وقواه الخيرة”.
وقال ان “هدفنا الاسمى استقرار ورفاه شعبنا وتعزيز التجربة الديمقراطية الاتحادية واحترام القضاء والفصل بين السلطات وتعاونها وترسيخ عمل مؤسسات الدولة وابعادها عن التأثيرات والخلل الذي اصابها، وحصر السلاح بيد الدولة ، الى جانب تعزيز مكانة العراق وسيادته الوطنية ، ولن نسمح ان يكون العراق ممرا او مقرا للارهاب او الاعتداء على اية دولة اخرى، وان الالتزام بالدستور والاليات الديمقراطية هو السبيل الوحيد للعمل السياسي”.
وأختتم عبد المهدي كلمته بالقول “انها معارك صعبة لكننا لها بعون الله: بالصبر والتعاضد والعمل الجاد نحرك عجلة البناء والتنمية الاقتصادية حتى ينعم أهل العراق، كل العراق، بالحياة الحرة الكريمة التي تليق بهم”.
عبد المهدي: نصرنا يكتمل بتحقيق طموح الشعب في الاستقرار والتخلص الفساد والبطالة
التعليقات مغلقة