نادي الشعر يحتفي بالذي بقى مع الشاعر علي العقابي

فهد الصكر
« لأن القصيدة سر، أو لأنها مغامرة أو ربما حلم، والشاعر لا يملك ألا ان يلم الخطى ويرحل اليها، وما بين الرحيلين ثمة وجع كبير وشغف كبير، وتوق لمعرفة الآتي.
الشاعر رحالة، مسكون بالوجع والرؤيا، مغدور، مخذول، عالم عابر، كل هذه المسميات تمنح الشاعر ليطل على العتبة، على الأحلام التي انكسرت والسكاكين التي غدرت به.»
بهذا الوجع الأثير قدم الناقد علي حسن الفواز الشاعر علي حنون العقابي من على منصة الجواهري في الاتحاد الأدباء للأدباء والكتاب في العراق صبيحة يوم السبت 1 ك 1 2018 بمناسبة توقيع ديوانه الشعري الموسوم «.
وكتب عنه ذات مرة الناقد عبد العزيز لازم « يتمدد الشاعر في رؤياه عبر ثلاثة محاور تكوّن ميادين تجربته الروحية الخاصة، المحور الأول، هجرته الاضطرارية باعتبارها وسيلة قدرية لكشف جديد، تلقاها من قوة أخرى كعقاب على عصيانه المصيري، والمحور الثاني هو القضية التي من اجلها شد الرحال والتي تتضمن كشفا لمعدنه، أي هويته، أما المحور الثالث فهو طبيعة علاقته بموضوعه الذي حمله في قلبه وعينيه، أي البشر، بشره الذين من أجلهم وبهم اكتسب لونه الخاص «
ليقرأ الفواز بعد ذلك بعض من محطات سيرته المعبئة بالانكسارات التي لم تجد لها أملا يوقظ سفر قصائده في كتاب يضم شعره المنثور في دفاتره التي ربما فقد منها الكثير.
وللحسرة معنى حين يطلقها العقابي علي على سنوات خيبيات مضين دون ان يكون له ديوان مطبوع في ظل ست عقود بين غربة ومنفى.
هكذا بدا الحزن مرسوما وهو يقرأ قصيدته « وحدي ولم يكن معي سوى قلبي « وهي عنوان ديوانه الوحيد من يأخذني إلى ارض
لا يجف النبع فيها – ولا تذبل في ريحها الغصون ؟
اقطف ثمار الوقت، وامضي دونما قلق

ولسوف أدل عليكم ما تبقى من بريق
حتى أبرهن بأني لست من زبد
ولست ثرثرة تلم خشخاش الفراغ
..
وكنت وحدي… وليس هنالك من جسور
وإذ ينهمر حزني، ويشدو على وتر غريب
أبقى أعاشر الطيف في عبث
قراءات نقدية ومداخلات
الناقد عباس لطيف « العنوان مفتاح تأويلي، هناك أعتراب للذات التي تتمحور فيها قصائد المجموعة «.
وقرأ الناقد علوانورقته النقدية « المحمولات الجمالية في ديوان وحدي ولم يكن معي سوى قلبي، وتحدث الناقد بشير حاجم عن الأنزياح في قصائد علي العقابي.
فيما أشار الناقد الدكتور سعد مطر عبود الى ان تجربة العقابي تجربة أبداعية واعية تتجاوز الواقع نحو رؤيا عميقة الوجود، فيها من الأبعاد الجمالية وكأنك تنظر الى لوحة تشكيلية.
وقال الشاعر الدكتور محمد حسين آل ياسين « ولدت لدّي ملاحظة بعد قراءة المجموعة ان أقف على أشطر موزونة لا يقصدها الشاعر، وهناك نثرا يحتضن تفعيلات داخل القصيدة، وأضاف ما يحمد له انه أنطلق مع سجيته دون تصنع، ولم يسقط في فخ الأنغلاق والتعمية، ليظل النص مفتوحا للأقناع.
كذلك تحدث الروائي أسعد اللامي والقاص عبد الأمير المجر مشيدين بتجربة المحتفى به.
وكان مسك الختام بعد توقيع ديوانه على الحضور، تقديم الناقد فاضل ثامر لوح الجواهري للشاعر علي حنون العقابي، وتقديم التشكيلي معراج فارس واحدة من أعماله للمحتفى به.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة