عقدتها كلية علوم البحار في البصرة وتابعتها «الصباح الجديد»
البصرة – سعدي السند:
القى الدكتور علي مهدي ناصر رئيس قسم علوم البحار الطبيعية بكلية علوم البحار في البصرة محاضرة في حلقة نقاشية بعنوان (تأثيرات البلاستك والحد من استعماله ) في قاعة الحرية بكلية الادارة والاقتصاد بحضور عميد الكلية الدكتور حامد السعد وعدد من الاساتذة وجمع من الطلبة.
اعادة استعمال البلاستك خطر يداهم البيوت
تناول فيها تاثيرات البلاستك على البيئة والصحة العامة والاثار الملوثة الناتجة عنها وعلى عمليات تدوير البلاستك وذلك لتقليل حدة تاثير مخلفاتها على البيئة كما تطرق على انواع البلاستك المختلفة وارقامها واستعمالاتها والحد من استعمال البلاستك ذي الاستعمال الواحد وماله من تأثيرات صحية عند استعماله اكثر من مرة وفي نهاية الحلقة تطرق الباحث الى توصيات عامة منها اعادة استعمال البلاستك خطر يداهم البيوت واستعمال الاكياس الورقية بدل البلاستيكية لانها آمنه على الصحة وخاصة في تغليف الخبز ورفض استعمال ادوات المائدة البلاستيكية.
يذكر ان اليوم العالمي للبيئة والذي أقرته الأمم المتحدة قد رفعت له هذا العام 2018 شعار (التغلب على البلاستيك) وهو شعار مهم لقضية بيئية أفرزتها الحياة المدنية والصناعية المعاصرة، وهي قضية استعمال البلاستيك والتي أصبحت تشكل احد التحديات البيئية الكبرى في وقتنا الراهن.
ضرورة اطلاق الحملات والمبادرات للحد من استعمال البلاستيك
والبلاستيك أو ما يعرف باللدائن هي مادة سهلة التشكيل لتأخذ صوراً مختلفة تتكون أساساً من سلاسل تدعى البوليميرات. وقد اسهم اكتشاف البترول واستعمالاته الصناعية في ظهور صناعات جديدة وكثيرة تطورت بمرور الأيام، ومن بينها ظهرت الصناعات البلاستيكية وازدهرت وأصبحت اليوم تحتل الصدارة بالنسبة للصناعات الحالية نظرا لاستعمالاتها العديدة في الحياة اليومية وذلك لأنها تدخل في تركيب الأشياء والأدوات المحيطة بنا .
ولكن تعاظم استعمال البلاستيك في الحياة اليومية للمجتمعات البشرية وتعدد أغراض استعمالاتها ، كان له ألعديد من الأضرارً والتأثيراتٍ الخطيرة على البيئة والإنسان وهو ما جعل الهيئات والمنظمات الدولية والأهلية المعنية بشؤون حماية البيئة تطلق العديد من الحملات والمبادرات التي من شأنها الحد من استعمال البلاستيك، ومن آخرها موضوع الاحتفال بيوم البيئة العالمي للعام 2018.
الأمم المتحدة رفعت هذا العام شعار (التغلب على البلاستيك)
وقد دعت الأمم المتحدة ممثلة ببرنامج الأمم المتحدة لحماية البيئة (اليونيب) المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات والجمهور إلى العمل من أجل مواجهة هذا التحدي وذلك من خلال رفع شعار (التغلب على البلاستيك) والذي أقر من قبل الأمم المتحدة موضوعا للاحتفال بيوم البيئة العالمي 2018.
وتقول منظمة الأمم المتحدة : في حين ان البلاستيك له العديد من الاستعمالات القيمة، فقد أصبحنا نعتمد بصورة أكبر على البلاستيك الذي يستعمل لمرة واحدة أو غير القابل للاستعمال مرة أخرى- وما يترتب على ذلك من عواقب بيئية شديدة وفي جميع أنحاء العالم، يتم شراء مليون زجاجة مياه شرب بلاستيكية كل دقيقة واحدة. ويتم استعمال ما يصل إلى 5 تريليونات كيس من أكياس البلاستيك غير القابلة للاستعمال مرة أخرى في جميع أنحاء العالم كل عام .
وبصورة إجمالية، يعد 50 في المائة من البلاستيك الذي نستعمله هو بلاستيك يستعمل لمرة واحدة ويفتقر ما يقرب من ثلث العبوات البلاستيكية التي نستعملها إلى أنظمة لجمعها، مما يؤدي إلى امتلاء شوارع المدينة بالمواد البلاستيكية وتلوث بيئتنا الطبيعية وينتهي المطاف بنحو 13 مليون طن من المواد البلاستيكية في محيطاتنا، حيث تؤثر هذه المواد على الشعاب المرجانية وتهدد الحياة البرية والبحرية الضعيفة.
التلوث البلاستيكي يؤثر بشكل سلبي على الأراضي والمجاري المائية والمحيطات
ويمكن للبلاستيك الذي نلقيه كنفايات في المحيطات أن يعادل الدوران حول الأرض أربع مرات في السنة الواحدة، ويمكن أن يستمر في المياه لمدة تصل إلى 1000 سنة قبل أن يتحلل تماما.
الجدير بالذكر أن التلوث البلاستيكي يؤثر بشكل سلبي على الأراضي والمجاري المائية والمحيطات ويمكن أيضا أن تتأثر الكائنات الحية، ولا سيما الحيوانات البحرية، من خلال التشابك، أو الابتلاع المباشر للنفايات البلاستيكية، أو عن طريق التعرض للمواد الكيميائية التي تسبب اضطرابات في الوظائف البيولوجية ويتأثر البشر أيضا بالتلوث البلاستيكي، من خلال تعطيل محور هرمون الغدة الدرقية أو مستويات الهرمونات عند البشر .
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن البلاستيك لا يتحلل في المحيط أسرع مما كان يعتقد، بسبب التعرض لأشعة الشمس والمطر والظروف البيئية الأخرى، مما يؤدي إلى إطلاق المواد الكيميائية السامة مثل ثنائي الفينول A.
هذا ويقدر الإنتاج العالمي من البلاستيك بمختلف أصنافه بنحو 250 طناً مترياً في السنة، وقد وجد ان وفرة هذه المواد تنقل الملوثات العضوية، المعروفة أيضا بالملوثات العضوية الثابتة إذ ارتبطت هذه الملوثات بزيادة توزيع الطحالب الحمراء المرتبطة بالمد والجزر ويشير بعض الباحثين إلى أنه بحلول عام 2050 يمكن أن يكون البلاستيك أكثر من الأسماك في المحيطات من حيث الوزن.