الرائد التشكيلي حميد ياسين: ألواني تنبئ بالفرح والجمال

في معرضه الشخصي “نبوءات”
سمير خليل
خمس وثلاثون لوحة فنية ضمتها قاعة حوار في بغداد، ضمن المعرض الشخصي التاسع للتشكيلي الرائد حميد ياسين الذي منح معرضه عنوان (نبوءات).
اللوحات بمجملها لبست رداء التجريد بألوان متباينة، متراصة، لكنها تجانست وتراتبت لتنثر اسئلة على ذائقة المشاهد، وتركت له مساحة للتفسير والتحليل والوقوف على ما يثيره ويدهشه ويوصله الى عمق المعنى الذي يرضيه.
فناننا الرائد يدافع عن اسلوبه ويقول: انا فنان تجريدي ليس هناك موضوع، التجريدي لا يرسم موضوعا. منهج حسي خالص كالموسيقى، يعتمد على الاحاسيس، فانت عندما تشاهد العمل تتكون لديك انطباعات، انا ايضا اشاهد اعمالي، واحاول التعرف عليها، ماذا اضيف اليها.
وتابع: التجريد محاولة للبحث عن شيء، صنع شيء من لا شيء، اعتمد في اسلوبي عدم التكرار. انظر الى لوحاتي لا تجد تشابها بين الواحدة والأخرى. من زمن بعيد، منذ الستينيات انا مناهض للتكرار، مخاصم له. التكرار لا يفضي الى شيء، بل يفضي الى شهرة فارغة، كل معرض هوية لصاحبه، والفن الجيد يبقى في الذاكرة طويلا. نصب الحرية، العمل الكبير لجواد سليم مثلا، وكذلك اعمال الرواد الكبار”.
وأضاف: الفن يعلم الانسان المدنية، ويمنحه الجمال، الفنون تفضي الى التذوق الجمالي الذي لا يتحقق الا بالوعي، الذي لا يتحقق بدوره الا بالتسلح بالمعرفة والثقافة والاهتمام.

*ولماذا عنونت معرضك بـ (نبوءات) ؟
“لا شيء محدد عندي، انت تتنبأ بما تراه، كيف تراه، لوحاتي تتنبأ بالجمال، توحي به كما الشعر يوحي بما يبوح به، هناك لحظة نهائية بمجملها اقول: الواني تتنبأ بالفرح والجمال.
الناقد التشكيلي الدكتور جواد الزيدي قال في المعرض: قد تكون خلاصة لتجربة حميد ياسين في الفن التجريدي، هي نبوءات لعـالم متخيل، تنشط فيـه الرؤيــــة من حيث التأسيس، اذ ان لكل لـــوحــة عــــالمهـا الخاص في التشييد، ولكنـــــها تلتقي كمنظومة اشتغال لوني تعنى باستعمال التقنيات على الــــورق والالوان ذاتها، ولكن حميد ياسين يستدرج هذه العوالم من خلال تطلعات اسلوبية خاصة به، تكرس رؤيته الذاتية بالنظر للعالم.
اما النحات منذر علي فقال عنه: فنـان مــن الجيــــل السـتيني، فتأثيرات الستينيين راسخة في ذهنه، ومن خلاله ابتدع رؤيته الخاصة في حيثيات ثــقافتـــــه وابداعه عبـــر سنين طويلة، مما جعله يوظف خبرته في خدمة رؤياه، ومساحته الواسعة في ترسيخ قيم اللون والانشاء، مما جعله يتوشح في هذا المنحى الستيني، وكل لوحة من لوحاته تعبير خاص عن ثيمات الخط الستيني من ناحية المكعبات واللون الاحمر والأخضر، مما جعل الالوان تتراقص من خلال خبرته الطويلة والراسخة التي امدته وعيا وادراكا لما يريد ان يبدع من خلاله.
رؤيا محمد، وأنسام صباح، وضحى هيثم، وعلي أسامة، من طلبة المرحلة الاولى في كلية الفنون الجميلة قسم الفنون التشكيلية كانوا ضمن زوار المعرض. اجمعو على حبهم للرسم ورغبتهم بحضور المعارض الفنية والاطلاع على المدارس والاساليب المتعددة في فن الرسم، مما يزيد من خبرتهم ويمنحهم حرية واسعة تفتح الآفاق امامهم ليصبحوا من فناني المستقبل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة