نينوى ـ خدر خلات:
ليست محافظة نينوى هي سلة الخبز للعراق حسب من خلال انتاجها الوفير لمحصول الحنطة سنويا، بل هي اكبر محافظة عراقية في انتاج الزيتون، وتزدهي حقولها ببساتين الزيتون الخضراء طوال العام، وخاصة في مناطق بعشيقة والفاضلية وسنجار وغيرها.
وقال المنسق العام لجمعية الزيتون للتنمية الزراعية اياد البناء لـ “الصباح الجديد” ان “اشجار الزيتون في العراق عامة وفي محافظة نينوى خاصة تكون بحاجة للسقي في اشهر حزيران وتموز وآب، بسبب الحر الشديد وايضا لانها مرحلة تكوين الثمار”.
واضاف ان “من سوء حظ مزارعي الزيتون واشجارها ايضا، ان الاحداث الاخيرة التي تعصف بالبلاد وبمحافظة نينوى خاصة ابتدأت مع مطلع شهر حزيران الماضي، وما زالت الاوضاع متدهورة ولا احد يمكنه ان يخمّن متى ستنتهي هذه المحنة”.
ولف البناء الى ان “اشجار الزيتون في محافظة نينوى تتجاوز النصف مليون شجرة بضمنها شتلات قيد النمو، وهي جميعها مهددة بالموت عطشا والحاق خسارة كبيرة بمزارعي الزيتون وعوائلهم ناهيك عن الخسارة التي ستلحق بالاقتصاد الوطني، لان انتاج هذا الموسم ذهب هباءا”، مبيناً ان ” الاف الاطنان من ثمار الزيتون قتلها الجفاف ولم تعد تصلح لاي شيء”.
ويرى البناء ان “جميع شتلات الزيتون من عمر سنة الى 15 سنة مهددة بالموت، لان جذورها لم تصل الى اعماق تؤهلها للحصول على المياه في اسفل التربة، اما الاشجار المعمرة فوضعها افضل نسبيا، لكنها لن تقاوم شهرين آخرين بدون اي سقي، لانها اشجار بحاجة للسقي موسميا والا واجهت الموت المحتم”.
منوها الى انه “ربما نحو 15 الى 25% فقط من اشجار زيتون نينوى قد تنجو من هذه المحنة”.
اما تاجر الزيتون، موفق حسين، فيرى ان “مائدة العراقيين ستخلو من ثمار الزيتون العراقي هذا العام، ولن يكون هناك سوى الزيتون المستورد من مصر وتركيا واليونان”.
وتابع “وفق تقديراتي فان هناك الاف الاطنان من ثمار الزيتون في مخازن التجار موضوعة في براميل مملوءة بالمياه المملحة، بانتظار ان تتخلص من مرارتها كي تصبح جاهزة للاكل، وجميع هذه الكميات مهددة بان يصيبها التلف بسبب ان المياه ستنحسر عنها وليس هناك من يعتني بها، لاننا جميعا نزحنا عن منازلنا ومخازننا بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطقنا”.
ولفت حسين الى ان “ما سنخسره هو انتاج العام الماضي، والان الثمار في الاشجار سيلحق بها التلف بسبب عدم سقي الاشجار، اي اننا سنخسر انتاجح الزيتون لموسمين متتالين وهذه خسارة كبيرة جدا للتجار والمزارعين وللاقتصاد المحلي والوطني، لان هناك الاف العوائل التي تعتاش على هذه المهنة ومتعلقاتها”.
وكان ارهابيو “داعش” قد سيطروا على مناطق واسعة من محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى منذ التاسع من حزيران الماضي بعد الانسحاب المفاجئ للقوات الامنية العراقية منها قبل تستعيد زمام الامور وتستعد لاستعادة السيطرة على بعض المناطق.