الكرملين يهدد بردّ مماثل إذا طوّرت أميركا صواريخ

متابعة ـ الصباح الجديد:
تعهد الكرملين «إعادة التوازن» مع واشنطن، إذا انسحبت من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، لكنه أعرب عن استعداده لـ «تبديد شكاوى متبادلة حول تنفيذها».
واستبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثاته في موسكو أمس الاول الاثنين مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، بمطالبته بـ «توضيح الموقف الرسمي» للولايات المتحدة، وقال: «إذا كان بولتون مستعداً لتقديمها، سنستمع إليه ونقوّم الوضع، وسنحدد موقفنا استناداً إلى قرارات (الأميركيين)، لا نياتهم». وأشار إلى أن «الولايات المتحدة لم تبدأ بعد بالآلية الرسمية للانسحاب من المعاهدة»، مؤكداً أن «روسيا مستعدة لتمديدها».
واستهلّ بولتون زيارته موسكو بلقاء نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، وناقشا «آفاق الحوار بين البلدين حول الملفات الاستراتيجية». وأعلن مجلس الأمن الروسي أن باتروشيف نبّه إلى أن إلغاء المعاهدة سيقوّض ضبط التسلّح في العالم، وأن موسكو «أكدت استعدادها للعمل معاً من أجل تبديد شكاوى متبادلة حول تنفيذ» المعاهدة.
وذكرت السفارة الأميركية في موسكو أن باتروشيف وبولتون بحثا في المعاهدة وملفات سورية وإيران وكوريا الشمالية ومحاربة الإرهاب. وكان لافتاً أن وكالة «إنترفاكس» الروسية أفادت بأن الجانبين ناقشا تمديد معاهدة «ستارت» حول الصواريخ الاستراتيجية 5 سنوات، علماً أنها تنتهي عام 2021. لكن المسؤول الأميركي أعلن أن بلاده لم تحدّد بعد موقفها في هذا الصدد.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عزمه على الانسحاب من المعاهدة، مبرراً قراره بأن «روسيا تنتهكها منذ سنوات».
وعلّق الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على تصريحات ترامب، قائلاً: «هذه مسألة أمن استراتيجي، وهذه الإجراءات قد تجعل العالم أكثر خطورة». وجدّد نفيه الاتهامات الأميركية لموسكو بانتهاك المعاهدة، مذكّراً بأن الرئيس فلاديمير «بوتين قال مرات إن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات تسبّب تآكل شروط المعاهدة». وأضاف: «استشهدنا على مستوى خبراء بخرق الولايات المتحدة المعاهدة، ونشرها صواريخ اعتراضية مضادة لا يمكن أن تكون صواريخ اعتراضية فحسب، بل صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. وكذلك باستخدامها طائرات من دون طيار يمكن أن تشكّل أكثر من صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى».
وتابع أن بوتين «يقول دوماً إن تدمير هذه الوثيقة سيمسّ الأمن العالمي»، وزاد: «هذا يعني أن الولايات المتحدة لا تتخفى، بل ستبدأ علناً بتطوير هذه الأنظمة مستقبلاً. وهناك إجراءات ضرورية من دول أخرى، وفي هذه الحالة روسيا، لإعادة التوازن في هذا المجال». واستدرك أن موسكو «لن تكون البادئة في الهجوم على أحد».
وتسعى دول كبرى إلى تجنّب تنفيذ ترامب قراره، إذ اتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الأميركي، مشدداً على «أهمية هذه المعاهدة، خصوصاً بالنسبة إلى الأمن الأوروبي واستقرارنا الاستراتيجي».
كذلك حضّ الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة وروسيا على «مواصلة حوار بنّاء للحفاظ على المعاهدة والتأكد من تطبيقها، في شكل تام يمكن التحقق منه». وأشار إلى أن تنفيذ المعاهدة «حيوي بالنسبة إلى الاتحاد والأمن العالمي، ويشكّل أحد أحجار الزاوية في الهندسة الأمنية الأوروبية». ودعت الصين الولايات المتحدة إلى «التروّي»، محذرة من «تأثيرات سلبية لانسحاب أحادي». واعتبرت أن «إقحامها في هذه المسألة أمر خاطئ جداً».
لكن ناطقة باسم الحلف الأطلسي ذكّرت بأن «الحلفاء في الحلف أعربوا مرات عن قلقهم حيال عدم احترام روسيا التزاماتها الدولية، وبينها تلك المعاهدة». وزادت: «منظومة الصواريخ الروسية 9 إم 729 تثير قلقاً بالغاً. بعد سنوات من النفي، أقرّت روسيا أخيراً بوجودها، ولكن من دون أن تُظهر شفافية وتُقدّم توضيحات ضرورية. في غياب ردّ يتّصف بالصدقية حول هذا الصاروخ الجديد، يَعتبر الحلفاء أن التقويم الأكثر منطقية هو أن روسيا تنتهك المعاهدة».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة