لا بد من كسر الصمت المحيط بوفاة المواليد الجدد
متابعة الصباح الجديد:
كلّ سنة، يموت 2,6 مليون طفل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل أو في الأيام السبعة الأولى التي تلي الولادة، بحسب منظمة الصحة العالمية، لكن الحداد على هؤلاء ما يزال مهمة شاقة في المجتمع.
وقبل أيام من الاحتفاء باليوم العالمي المخصص لهذه المسألة، نظّمت في مدريد فعاليات للأهالي.
وقالت بالوما كوستا خيمينز (38 عاماً) المشاركة في الأمسية «لا ننسى طفلنا مدى الحياة، حياً كان أم ميتا».
وقد توفيت ابنتها أندريا في 13 شباط 2014 ، خلال الأسبوع الأربعين من الحمل. وهي أنجبت طفلين منذ ذلك الحين.
وأخبرت الوالدة «إذا توفي الزوج لن يقول أحد لك لا تقلقي، فأنت في مقتبل العمر وستحصلين على آخر»، لكنهم يسمحون لأنفسهم التفوه بهذا الكلام لطفلي».
ومن الصعب على الأهل المفجوعين بخسارة طفل أن يجدوا الدعم المطلوب. وهي حال جيليين كاسيدي التي فقدت ابنتها الأولى أوما في العام 2007، في الربع الأخير من الحمل.
وصرّحت هذه الإيرلندية البالغة من العمر 42 عاماً التي قررت سنة 2009، إنشاء «أومامانيتا» وهي أول جمعية تعنى بمساعدة الأهالي المفجوعين بخسارة أولادهم في اسبانيا «هناك كمّ من الموارد خارج اسبانيا، من معلومات ووسائل دعم وجمعيات ودورات تدريبية للطاقم الصحي، لكن لا يوجد شيء هنا.
وأكدت كاسيدي أن: الموت يقلقنا، ويشتد الأمر صعوبة مع كلّ الفرحة التي يجلبها مولد طفل ما يلبث ان يموت في نهاية المطاف. ولا بدّ من إطلاق العنان للمشاعر في هذه الحالة، كما هي الحال وقت الحداد على الموتى.
وأضافت: إذا ما تكلّم الأهل عن الأمر، لا بدّ من التجاوب معهم. إذا كان الولد يحمل اسما، لا بدّ من استعمال هذا الاسم. وكثيرون يخشون أن يزيدوا الطين بلة إن فعلوا ذلك، لكن العكس هو الصحيح.
وقد مرّت عالمة النفس بيلار غوميس ، أولا التي خسرت ثلاثة من أطفالها بهذه التجربة المريرة، وهي تخصصت بعد محنتها في متابعة حالات من هذا القبيل وراحت ترفع الوعي في الطواقم الطبية بشآن ضرورة رؤية المولود الميت من طرف الابوين.
وأكدت الخبيرة ،لا يقتصر الأمر على أن نعرض على الأهل رؤية أطفالهم، إذ من الأجدى تمهيد الطريق كي يتسنى للأهل اتخاذ قرارهم إذا ما أرادوا رؤية المولود ولمسه ، ودعوة أشخاص آخرين للتعرّف عليه.
وهو قرار حساس جداً يختلف باختلاف الأشخاص لأنه قد يكون من الصعب جداً إجبار الأهل على رؤية طفل ميت، لكن من المهمّ أن يعرف الوالدان أن الأمر ممكن، بحسب ما أوضحت ماري جوزيه سوبيو طبيبة النفس المتخصصة في اضطرابات الأطفال والمحللة النفسية في باريس التي أشارت «نكيّف الأساليب بحسب الحاجات.
ولم يتسن لكلّ الأهل اتخاذ قرار من هذا القبيل، فكاسيدي أرادت رؤية ابنتها، غير أن الأطباء لم يوصوها بذلك، بحسب ما قالت.
وفضّلت جيمي كارديناس من جهتها أن تترك زوجها يرى وحده ابنهما بول الذي توفي خلال عملية الإنجاب، في حين نقلت شقيقته التوأم ناتاليا التي توفيت بدورها إلى قسم العناية الفائقة بسبب شلل دماغي.
وتأسف أمهما على ذلك قائلة «كنت ما أزال تحت تأثير المخدّر وكنت عاجزة عن الإقدام على خطوة من هذا القبيل».
وأردفت «في هكذا لحظات، نكون نحن الأمهات ضائعات وتلتبس الأمور بالنسبة إلينا. وكلّ ما أطلبه هو أن يمهلونا بعض الوقت لإدراك ما يحصل فعلاً ومقاربة هذه المحنة بطريقة مختلفة».
وقد تعرّفت على ابنها بفضل صورة التقطها زوجها ، ويأمل الوالدان عرض هذه الصورة على طفلهما الثالث الذي سيبصر النور العام المقبل.