واشنطن تسعى لتقليص عجزها التجاري
متابعة الصباح الجديد:
توصلت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك إلى اتفاق جديد للتجارة الحرة يحل محل اتفاقية «نافتا» الموقعة في 1994.
وأفاد بيان مشترك صدر عن واشنطن وأوتاوا، بأن الاتفاقية الجديدة قد سميت «الاتفاقية الاقتصادية الأميركية المكسيكية الكندية».
وأضاف أن «الاتفاقية ستؤمن لعمالنا ومزارعي ومربي الماشية والشركات اتفاقا تجاريا جيدا سيسمح بنشوء أسواق أكثر حرية، وتجارة أكثر عدلا، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام لمنطقتنا».
ورحب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالاتفاقية، مشيرا إلى أنها ستعود بالخير على البلدان الثلاثة.
من جهته عدّ خيسوس سيادي المستشار الاقتصادي للرئيس المكسيكي المنتخب أن الاتفاق «يمنع التفتت التجاري للمنطقة».
وقال إن «نافتا-2 سيقدم الأمن والاستقرار لتجارة المكسيك مع شريكتيها في أميركا الشمالية».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد فرض إعادة التفاوض حول اتفاقية (نافتا)، التي طبقت بين الدول الثلاث لـ24 عاما.
وصدر البيان قبل تسعين دقيقة فقط من انتهاء مهلة فرضتها الولايات المتحدة للتوصل إلى انضمام كندا لاتفاق كانت واشنطن توصلت إليه مع مكسيكو بنهاية آب الماضي.
وفي الاتفاق، وافقت واشنطن على الإبقاء على آلية التحكيم في النزاعات التي تتمسك بها أوتاوا، في مقابل فتح سوق الألبان الكندية بشكل أكبر.
كما شمل الاتفاق بنودا لمنع «عمليات التلاعب» بالمبادلات التجارية، سواء بالعملات الأجنبية أو باستغلال دول غير موقعة لامتيازات هذا النص، لكن الرسوم على واردات الفولاذ والألومنيوم القادمة من كندا، التي فرضها ترامب، ستبقى قائمة حاليا بالرغم من معارضة أوتاوا.
وكان هدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأساسي لإعادة صياغة نافتا هو تقليص العجز التجاري لبلاده، وهو هدف سعى إليه أيضا مع الصين من خلال فرض رسوم جمركية بمئات المليارات من الدولارات على السلع الواردة من الصين.
وبينما يتجنب الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك فرض رسوم جمركية، فإنه سيزيد على شركات إنتاج السيارات العالمية صعوبة تصنيع سيارات رخيصة الثمن في المكسيك. كما يهدف الاتفاق إلى خلق المزيد من فرص العمل في الولايات المتحدة.
وقال مصدر على دراية بالقرار إن ترامب وافق على الاتفاق مع كندا. وأشار مسؤول أميركي كبير إلى أن مسؤولين من الولايات المتحدة يعتزمون توقيع الاتفاق مع كندا والمكسيك في نهاية تشرين الثاني قبل أن يُرفع إلى الكونجرس لأخذ الموافقة عليه.
وسيُبقي الاتفاق على آلية لتسوية النزاعات كانت كندا سعت جاهدة للحفاظ عليها من أجل حماية قطاع الأخشاب الكندي وغيره من القطاعات من رسوم مكافحة الإغراق الأميركية، وفقا لما ذكرته مصادر كندية.
لكن ذلك كان له ثمن، إذ وافقت كندا على السماح للمزارعين المنتجين للألبان في الولايات المتحدة بالوصول إلى نحو 3.5 بالمئة من سوق الألبان المحلية الكندية البالغة استثماراتها السنوية نحو 16 مليار دولار.
وبالرغم من أن مصادر كندية قالت إن حكومة البلاد مستعدة لتقديم تعويضات، فان رد فعل منتجي الألبان كان غاضبا.
كما يشترط الاتفاق نسبة مكونات أعلى في السيارات من إنتاج مناطق في أمريكا الشمالية ودفع أجر لا يقل عن 16 دولارا في الساعة، وهو بند يهدف إلى تحويل الوظائف عن المكسيك.
ووافقت كندا والمكسيك على حصة قدرها 2.6 مليون سيارة ركاب يتم تصديرها للولايات المتحدة في حالة فرض ترامب رسوما جمركية نسبتها 25 بالمئة على السيارات على أسس تتعلق بالأمن القومي.
لكن الاتفاق لم يضع حلا للرسوم الأميركية على صادرات كندا من الصلب والألومنيوم.