«يورو 2024» تنقذ الاتحاد الألماني من الهجوم المستمر

10 ملاعب تضيّف النهائيات

العواصم ـ وكالات:

نجحت ألمانيا في الفوز بملف استضافة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2024»، بعد منافسة مع تركيا، وهو خبر جيد، خاصة أنه جاء بعد الفشل الكبير في مونديال روسيا.وعانى الاتحاد الألماني، من الهجوم عليه من كل حدب وصوب، بعد الخروج الكارثي من مونديال روسيا، والذي تبعه الاعتزال الدولي لمسعود أوزيل.وفشل الاتحاد الألماني برئاسة راينهارد جريندل، في التعامل مع أزمة أوزيل، وأصر على خروج أوزيل لتبرير صورته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبرغم المطالبات باستقالة جريندل، إلا أنه رفض الخروج من الباب الضيق، وأتبع عدة خطوات للتعامل مع أزمة مونديال روسيا، قبل أن يتوج مجهوده بقيادة ألمانيا لتنظيم يورو 2024.
وجدد الاتحاد الألماني، الثقة في يواكيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، قاطعًا الطريق على شائعات إقالته.وقال جريندل وقتها «كل الإدارة تثق في يواكيم لوف، وهذه الثقة مستمرة»، وقام هذا القرار بتهدئة المطالبات المستمرة بالتغيير الشامل.
ونشبت أزمة بين بايرن ميونخ والاتحاد الألماني، بسبب ظهور لاعبين، وهما جيروم بواتنج وجوشوا كيميتش على مقدمة إعلانات المنتخب الألماني بدلا من لاعب واحد، كما هو متفق عليه، ليتسبب ذلك في مشكلة بين النادي البافاري وراعيه الخاص.وفتح كارل هاينز رومينيحه، النار على الاتحاد الألماني، قائلاً «الاتحاد الألماني يتحول أكثر فأكثر إلى آلة تسويق، وهذا لا يقبله بايرن ميونخ».
وعقد مسؤولو الاتحاد الألماني، اجتماعًا مع إدارة بايرن ميونخ، على هامش لقاء السوبر المحلي، إذ ضم كل من أولي هونيس ورومينيجه، وجريندل وفريديتش كورتيوس.
وحمل هذا الاجتماع، طلبًا من اتحاد الكرة، لإدارة النادي البافاري، بالتوقف عن الهجوم والانتقادات، حتى 27 أيلول الجاري، وهو موعد الإعلان عن الفائز بتنظيم يورو 2024، وهو ما حدث بالفعل.
وقرر الاتحاد الألماني، تغيير ملعب مباراة المانشافت وبيرو، الودية الماضية من مدينة فرانكفورت خوفًا من جماهير الألتراس هناك.واستقر جريندل، على نقل المباراة إلى مدينة سينسهايم، خشية تعصب ألتراس فرانكفورت، مما قد يؤثر سلبًا على محاولة ألمانيا في استضافة اليورو.وبرغم نفي جريندل للأمر، إلا أن المخاطبات الرسمية كشفت نقل ملعب المباراة قبل أيام قليلة من إقامة اللقاء.
ونالت ألمانيا شرف استضافة كأس أوروبا 2024 لكرة القدم بعد ان تفوقت على تركيا منافستها الوحيدة في السباق، ووعدت القارة الأوروبية بأن تنظم «احتفالا كبيرا»، في حين أعتبرت تركيا أنه «لأمر مؤسف» بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي والبطولة.
واختيرت ألمانيا في أعقاب تصويت سري لأعضاء اللجنة التنفيذية للإتحاد الأوروبي البالغ عددهم 19، وقد تفوقت بفارق كبير بلغ 12 صوتا مقابل 4 أصوات لمنافستها مع امتناع عضو واحد من اللجنة التنفيذية عن التصويت.ولا يحق للعضوين ألاخرين التصويت، وهما رئيس الإتحاد الألماني للعبة راينهارد غريندل، ونائب رئيس الإتحاد التركي ثروت يارديمجي.
وعلق غريندل عقب التصويت قائلا «أود أن أشكر اللجنة التنفيذية للإتحاد الأوروبي على ثقتها المذهلة وأشعر بالمسؤولية».وسارع فيليب لام، قائد منتخب المانيا الفائز بكأس العالم 2014 في البرازيل والذي يشغل حاليا منصب مدير اللجنة التنفيذية للبطولة، الى القول بعد نتيجة التصويت «نريد تنظيم احتفال كبير مع أوروبا بأسرها ونثبت للعالم إلى أي درجة دولتنا مضيافة».أما رئيس رابطة الدوري الالماني راينهارد راوبول فقال «ان المشاعر وصور عام 2006 لا تزال عالقة في اذهاننا ونحن مغتبطون لكوننا سنستضيف حدثا كبيرا في بلادنا».
وعلى الفور، رد وزير الرياضة التركي محرم كساب أوغلو، معتبرا «إنه لأمر مؤسف بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي وكأس أوروبا 2024 التي لن تحصل بلدنا على استضافتها رغم كل قواها».وأضاف في تصريح للصحافة المحلية «لم نخسر أي شيء كبلد. كأس أوروبا 2024 هي التي خسرت خبرتنا وضيافتنا».
وهي المرة الرابعة التي تفشل فيها تركيا في الحصول على استضافة البطولة، وقد عبر الاتحاد الاوروبي عن «قلقه» ازاء غياب «اي خطة عمل في مجال حقوق الانسان» في مشروع الاتحاد التركي للعبة.
وقبل عملية التصويت، قام المسؤولون عن الملفين بتقديم أخير أمام أعضاء اللجنة التنفيذية، ثم قام الاتحاد الأوروبي بتلاوة تقرير أعدته لجنة التقويم التابعة له عن الملفين.
وكان الاتحاد الاوروبي نشر التقرير الأسبوع الماضي الذي منح ألمانيا افضلية على تركيا لأنها قدمت رؤية مبنية على فكرة بأن «كرة القدم تستطيع توحيد المجتمع»، كما أن الملف كان من «نوعية عالية جدا».لكن على الرغم من ذلك، فان التوتر كان باديا على أفراد الملف الألماني حتى النهاية.
وكان الاتحاد الالماني عاش في الاشهر الاخيرة اوقاتا صعبة بعد الطريقة التي اعتمدها في التعامل مع قضية التقاط لاعبي المنتخب أوزيل وإلكاي غوندوكان المولودين في ألمانيا لعائلتين من أصول تركية، صورة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أيار الماضي.
وقد ارخت هذه القضية بظلالها على مشاركة المنتخب في نهائيات مونديال روسيا حيث كان مدعوا للدفاع عن لقبه، وخرج من الدور الأول بنتائج كارثية، وشكا أوزيل من عدم تلقيه الدعم الكافي من الاتحاد.
واتهم لاعب الوسط الدولي السابق الاتحاد الألماني ب»العنصرية» ضده، وأعلن اعتزاله اللعب دوليا في تموز الماضي، الأمر الذي عكر سمعة ألمانيا التي تتمتع بمجتمع متتناغم متعدد الثقافات.
وقد ألحق الخلاف والنقاش السياسي الذي تلاه، الضرر بسمعة ألمانيا لجهة وجود مجتمع متسامح. وقال أوزيل متوجها في شكل مباشر الى رئيس الاتحاد الألماني «في نظر غريندل وأنصاره، فأنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر»..
وتشهد نسخة 2024 مشاركة 24 منتخبا تخوض 51 مباراة على عشرة ملاعب بينها أليانز أرينا في ميونيخ والملعب الأولمبي في برلين. وكانت آخر تظاهرة كروية استضافتها ألمانيا هي كأس العالم 2006.واستضافت ألمانيا الغربية كأس أوروبا عام 1988 قبل توحيد الشطرين الغربي والشرقي.في المقابل، خسرت تركيا السباق لاستضافة العرس القاري في المرة الماضية أمام فرنسا بفارق صوت واحد.
وتقام النسخة المقبلة لكأس أوروبا عام 2020 في 12 دولة. واستضافت فرنسا النسخة الأخيرة عام 2016، وكان لقبها من نصيب البرتغال.وتتمتع ألمانيا بخبرة واسعة في استضافة البطولات الكبرى، اذ استضافت ألمانيا الغربية كأس أوروبا 1988 وكأس العالم 1974. وبعد سقوط جدار برلين عام 1989، استضافت ألمانيا نهائيات كأس العالم 2006.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة