التشكيلية ابتسام العصفور البحر ملاذي الذي أَجِد فيه أفقي اللا متناهي

سمير خليل
تشير سيرتها الذاتية الى أن تخصصها إدارة أعمال، لكنها استعاضت عنه بمداعبة الفرشاة وخلط الألوان ونثر الرؤى والأفكار على أديم لوحة الرسم.
ابتسام العصفور فنانة تشكيلية كويتية، أبرز صفاتها الى جانب الابداع، الجدية والمتابعة والبحث عن الافكار الجديدة التي تطرز بها لوحاتها، وكذلك الحرص على المشاركة في المعارض التشكيلية داخل الكويت وخارجها.
لديها مشاركات في معارض عدة تقترب من الخمسين مشاركة بداية من معرض المعهد الأهلي للفنون التشكيلية عام 1998 وصولا الى المعرض الاخير عن تاريخ كرة القدم الكويتية خلال العام الحالي.
“الصباح الجديدة” حاورت الفنانة ابتسام العصفور عن تجربتها الإبداعية، وعن الفن التشكيلي الخليجي عموما. وعن سؤالنا الاول: هل للتشكيل الخليجي هوية خاصة؟ وبماذا يمتاز؟ أجابت:
-يتميز الفن التشكيلي في الخليج بانعكاس تأثير البيئة على الفنان برا أو بحرا كموضوع السفن بأنواعها، والحرف المرتبطة بها وهي الغوص للبحث عن اللؤلؤ، وصيد الأسماك بالطرق المتنوعة. مواضيع متداولة بين الفنانين الخليجيين كل بأسلوبه الخاص، وكذلك الصحراء وانعكاسها على الفنان، فنرى بيوت الشعر والجمال والمهن المرتبطة فيها كالرعي وغزل الصوف، والأدوات المستعملة في الحياة اليومية كدلال القهوة والفناجين والملابس التي تميز سكان الصحراء، وهي مواضيع ميزت الفن التشكيلي الخليجي”.
اي الموضوعات أقرب الى فرشاتك وألوانك؟ هل تحاكين التشكيل العالمي؟
-أقرب الموضوعات الى نفسي، كل ما يمت لبيئتي المحلية بصلة، وخاصة البحر، فهو ملاذي الذي أَجِد فيه أفقي اللامتناهي، تبتلع أمواجه همومي، وتسمو روحي بزرقته، وتنطلق مع مواضيعه فرشاتي بلا كلل، وانجز أعمالي باستعمال السكين التي هي وبشهادة النقاد التشكيليين تحاكي العالمية منها: سكون المرافئ، وانتظار من لا يأتي وأفق الحرية”.
وهل تمتلك حواء التشكيلية هوية خاصة؟
-حواء بفطرتها تمتلك الأنثوية كهوية تميزها وتعكس اهتماماتها وشغفها، وحنان المرأة وانشغالاتها التي تنصب على ما حولها، فنجد مواضيع زينة المرأة وحليها وعواطفها المتدفقة جليا على أعمالها”.
انت مع المعارض المشتركة ام تحبذين المعارض الشخصية؟
-المعارض الجماعية ضرورية للتعارف بين الفنانين، وتبادل الخبرات، والارتقاء بالذوق، فالتغذية البصرية مصدر مهم للإبداع، كما تخدم المعارض الجماعية وفي المناسبات العامة موضوعا معينا، مع تنوع الاتجاهات والمدارس الفنية، اما المعارض الخاصة فهي ضرورية للفنان خاصة بعد ان يمضي سنوات من الخبرة والدراسة، ليضع امام المجتمع حصيلة أعماله مجتمعة، مما يعزز هوية الفنان وطابعه الخاص، أو تحديد موضوع معين وتناول أبعاده المتعددة في معرض خاص”.
ابتسام العصفور، لماذا اختارت هذا الطريق؟ وهل حققت احلامها في عالم التشكيل؟
-بالنسبة لي، الفن التشكيلي هواية منذ الصغر، وأصبح شغفا في السنوات الأخيرة، أَجِد فيه ذاتي وآمالي وطموحي، وهو ما يغنيني عن متع العالم أجمع وبالأخص بيئتي المحلية، وكفاح آبائي وأجدادي، وملامح بلادي المميزة، وفرح الصغار ومرح الشواطئ، وأفراحهم وفنونهم الشعبية بأنواعها، وتراثهم الأصيل. هذا طريقي الآن، وهو ما يميز ابتسام العصفور”.
ما حدود علاقتك بالتشكيل العراقي وماهي انطباعاتك عنه؟ وهل تتواصلين معه؟
-الفن التشكيلي العراقي غني عن التعريف، وعريق بعراقة الحضارات التي طرزت تاريخ العراق. لي زملاء من الفنانين التشكيليين العراقيين الموجودين في الكويت منهم الفنان فيصل الشريفي حيث نلتقي في المعارض والمناسبات الفنية، وأنا من عشاق فنه المتميز، وحضرت له معرضين شخصيين في الكويت، كذلك التقي ايضاً بفنانين عراقيين في المعارض الخارجية، ومؤخرا التقيت بنخبة منهم في مهرجان اسطنبول الدولي، وهناك تنسيق مع فنانين عراقيين لإقامة معارض دولية مستقبلية”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة