أكدا أنهما سيتدارسان المقترحات التي قدمتها نواة الكتلة الأكبر
السليمانية – الصباح الجديد – عباس كاريزي:
عقد الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني اكبر الاحزاب السياسية في الاقليم اجتماعا مهما امس الثلاثاء لدراسة المقترحات التي قدمتها نواة الكتلة الاكبر، التي زارت الاقليم خلال اليومين الماضيين بهدف مشاركة الكرد في تشكيل الكتلة الاكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة المقبلة.
وقرر الحزبان عقب الاجتماع ارسال وفد مشترك رفيع المستوى خلال الايام القليلة المقبلة الى بغداد، للبدء بحوار فاعل مع القوى السياسية بهدف تقديم المشروع الذي اتفقا عليه والذي يضم 27 نقطة والذي يلخص مطالب الكرد في الحكومة المقبلة.
وبينما حثت الولايات المتحدة الاميركية التي دخلت مجددا على خط الجهود المبذولة لتشكيل الكتلة الاكبر الكرد على دعم الجهود المبذولة للاسراع في تشكيل الحكومة العراقية، شدد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، القيادي في تحالف سائرون رائد فهمي، على أهمية زيارة وفد نواة الكتلة الأكبر إلى أربيل، موضحاً أن مطالب إقليم كردستان ستكون من أولويات الحكومة الاتحادية المقبلة.
وقال فهمي في تصريح أدلى به لموقع روداو، إن مشروع التحالف الذي انبثق عن اجتماع فندق بابل في بغداد قادر على الاستجابة لكل المهمات والتحديات الكبيرة التي تواجه البلاد، بما فيها تلك المعضلات المتعلقة بوضع إقليم كردستان وعلاقاته مع الحكومة الاتحادية، سواء كانت متعلقة بالمناطق المتنازع عليها وقضايا قوات البيشمركة.
وأضاف فهمي، أن الوفد الذي زار إقليم كردستان اعطي تصوراً ربما يكون مختلفاً عن السابق في طريقة تشكيل الحكومة وكيفية تأدية مهامها.
وأردف، «الطرف الكردستاني سيكون شريكاً مهماً في برنامج الحكومة المقبلة، بما فيه تلك الفقرات المتعلقة بإقليم كردستان، لذا فأن القضايا التي تعد أولويات بالنسبة للأحزاب الكردستانية، ستكون من أولويات الحكومة الاتحادية أيضاً.
بدوره قال السياسي الكردي المستقل عضو مجلس النواب السابق الدكتور محمود عثمان، في حديث للصباح الجديد، ان العامل الايراني الاميركي، والتدخلات الاقليمية ما زالت مؤثرة على نوع وشكل الحكومة المقبلة في العراق، مضيفا، ان الصراع الايراني الاميركي في العراق نمى وظهر بنحو جلي بعد وصول ترامب الى الحكم وهو لم يكن بهذا الشكل خلال المراحل التي رافقت تسمية رئيس الوزراء العراقي في الدورات السابقة.
وحول مطالبة الاحزاب العراقية بتشكيل حكومة اغلبية سياسية، وموقف الكرد منها، اكد عثمان ان تشكيل حكومة اغلبية سياسية امر صحي وسيكون افضل للعراق واقليم كردستان والعملية السياسية على حد سواء، وانه سيكون من الخطأ الابقاء على نظام المحاصصة، القائم، وتدارك الى ان الواقع الراهن ووجود ميليشيات مسلحة لدى بعض الاحزاب المتنفذة قد يعوق ويقوض جهود تشكيل حكومة الاغلبية، وان الاصرار على استبعاد بعض الاحزاب وعدم اشراكها في الحكم قد يؤدي الى حدوث مواجهات مسلحة اذا ما رفضت بعض الاحزاب الذهاب الى خانة المعارضة.
واستبعد عثمان ان توافق القوى السياسية العراقية التي تزور الاقليم على الاستجابة لمطالب الكرد، التي تتمثل بعودة البيشمركة الى كركوك واعادة تخصيص 17% من الموازنة الاتحادية كميزانية لحكومة الاقليم، متوقعا ان يؤثر ذلك على نوع وشكل التحالفات التي سينضم اليها الكرد لاحقاً.
واضاف عثمان، ان الكرد لحد الان لم يحصلوا على اية ضمانات بتنفيذ مطالبهم، في الحكومة المقبلة، من اية جهة كانت، مشيرا الى ان عدم وجود الضامن الدولي واقرار الولايات المتحدة بانه على الكرد استحصال حقوقهم وفقا للدستور العراقي، قد ينعكس سلبا على موقف من الكتلة التي يمكن ان يتحالفون معها.
وحول مطالبة الكرد بمنصب رئيس الجمهورية اوضح عثمان، ان تمسك الكرد بهذا المنصب غير مجد، وان عليهم المطالبة بمنصب رئيس البرلمان بدلا من رئاسة الجمهورية، نظرا لان منصب رئيس الجمهورية تشريفي ولم يجنِ الكرد منه شيئاً خلال الدورات السابقة سوى الفترة التي حكم بها الرئيس مام جلال والذي تمكن بحكمته وتاريخه النضالي ان يجعل من هذا المنصب محورا لتلاقي مختلف المكونات العراقية.
في غضون ذلك وصل مبعوث الرئيس الاميركي في التحالف الدولي للحرب ضد داعش، بريت مكغورك الى اقليم كردستان والتقى برئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني، في اطار جهود بلاده لحشد الدعم المطلوب لتشكيل التحالف الاكبر، بعيدا عن النفوذ الايراني.
وقال بيان لرئاسة حكومة الاقليم تسلمت الصباح الجديد نسخة منه، ان الجانبين بحثا خلال اللقاء الذي حضره دوغلاس سيليمان السفير الاميركي في العراق وستيفن فيغن القنصل العام الاميركي في اقليم كردستان، آخر المستجدات في المنطقة والحوارات الجارية بين الاطراف السياسية في العراق واقليم كردستان بغية تشكيل الكابينة الجديدة للحكومة العراقية، التي يراد لها ان تكون حكومة وطنية، وبهذا الصدد قال البيان ان مكغورك ثمن دور اقليم كردستان في هذه الحوارات ووصفه بانه مهم وفعال.
وفي محور آخر من اللقاء، تمت مناقشة نتائج اجتماعات ولقاءات وفود التحالفات العراقية المتنوعة مع الاطراف السياسية في كردستان التي زارت اربيل، الى جانب مناقشة الاوضاع الراهنة والمستجدات والاوضاع الامنية في المنطقة.