الفساد الفساد يا حكومتنا الجديدة

يمكن القول بلا اسراف اومبالغة بأن افواه العراقيين صارت تختنق بالمرارة وهم يرون انه غداة نحو 12 سنة لم ينعموا بخيرات التغيير السياسي الذي جرى في العام 2003 اذ ما يزال المجتمع العراقي يعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية خطيرة وما تزال البيروقراطية المنتفخة تعمل في دوائر الدولة اشبه بمافيات تبتز المواطنيين البائسين وتتركهم يعانون زمهرير الشتاء وحر الصيف وهم ينتظرون ان يتكرم هذا الموظف او ذاك بانهاء معاملاتهم كانهم مصابون بالسادية يستمتعون بانزال الاذى والضرر بهؤلاء البائسين .
كما ترون ان الفساد الاداري والمالي قد بلغ اقصاه وتهدر كل هذه الثروة على مسائل تافهة في حين كان ينبغي انفاقها على مشاريع استراتيجية تعمل على تطوير الصناعة في العراق وعدم الاعتماد فقط على النفط وجعل الاقتصاد العراقي يكتسب صفة الاقتصاد الريعي في حين ان اليابان لا تمتلك بئراً نفطية واحدة لكنها تمكنت من ان تحقق معجزتها الاقتصادية في زمن قياسي وصارت منتجاتها وسيارتها تغزو الاسواق العالمية وتنافس حتى الولايات المتحدة الاميركية اما كوريا الجنوبية فعلى العكس من جارتها كوريا الشمالية المهووسة بانتاج الاسلحة النووية فانها صارت من الدول الصناعية الكبرى بدليل ان سياراتها باتت تغزو شوارع العراق على سبيل المثال ناهيكم عن شركاتها الكبرى العاملة في العراق والدول العربية الخليجية ، فاين يكمن الخلل ؟
بالتأكيد ان الحكومات العراقية غداة العام 2003 قد ورثت تركة ثقيلة من النظام السابق الذي ظل مهووسا بالحروب وبانتاج الاسلحة وهو محاط بنظرية المؤامرة وظل كذلك يعادي الدول المجاورة للعراق وخلق نوعا عجيبا غريبا من العداء بين العراق وبين هذه الدول في حين ان رؤساء الدول الديمقراطية يضعون تحسين العلاقات مع الدول المجاورة على رأس اولويات سياستهم لانهم حريصون على ان يجعلوا شعوبهم تعيش في رفاهية واستقرار سياسي اذ ان قوة البلدان لم تعد تقاس بمدى ما تمتلكه من اسلحة استراتيجية او بالستية انما بمدى قوة اقتصادها فاكبر مثل على هذا هو الاتحاد السوفييتي الذي كان يعد العدو رقم واحد للولايات المتحدة الاميركية بما يمتلكه من اسلحة فانهار من دون ان تطلق عليه رصاصة واحدة امام القوة الاميركية الاقتصادية .
من الصحيح القول ان الفساد قد انتشر في جميع مفاصل الدولة العراقية وصار اشبه بمرض فتاك يتوجب على الحكومة التي سيتولى تشكيلها السيد حيدر العبادي ان تضعه على رأس اجندتها لانه يسبب في ضياع ثروة ضخمة من المفترض توظيفها على اقامة المشاريع الانتاجية وتوفير الخدمات للمواطنين وهم اولى بهذه الثروة وليس هذه البيروقراطية الفاسدة ، فالفساد الفساد يا حكومتنا الجديدة ليظل المجتمع العراقي خاليا من مافيات الفساد والمفسدين الذين بدأوا يهربون اموالهم الى الخارج او يشترون الفلل في عمان وبيروت او الامارات .

صادق باخان

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة