حبيب السامر على قيد الحب
خاص – الصباح الجديد:
في جلسة وصفها الجميع، هادئة ومميزة وشهدت حضورا كثيفا في باحة بيت السياب في أبي الخصيب، أقامها منتدى السياب الثقافي، تناوب الحديث في جلسة الاحتفاء بالشاعر حبيب السامر عدد من أصدقاء الشاعر ومتابعيه، تنوعت الكلمات بين إشادة بمنجز الشاعر، وذكريات الطفولة والصبا والغور في تلابيب كتبه وعنواناتها، ومن اتخذ من إحدى قصائده محورا للحديث، فجاء الاحتفاء مركزا بحضور عدد من المؤسسات الثقافية والملتقيات الإبداعية لتكرم السامر في يوم الاحتفاء.
بدأ مقدم الجلسة الشاعر طالب عباس هاشم بتقديم موجز عن سيرة المحتفى به شاعرا وإنسانا، مستخدما طريقة البانوراما لعدد من قصائده في كتابه (على قيد الحب )، مستعرضا حضور السامر في المحافل والمهرجانات وتمثيله للعراق في محافل عربية، مستعرضاً منجزه الادبي:» صدرت له ست مجاميع شعرية اولها ( مرايا الحب ..مرايا النار سنة ٢٠٠١ ) وآخر ما صدر له مجموعته ( على قيد الحب )عام 2018 التي هي عبارة عن ٢٢٢ مقطعا، نصا قصيرا في تجربة جديدة تحت عنوان قصيدة» .
بعدها أعرب الشاعر حبيب السامر عن بهجته بقوله:»سعادتي كبيرة وأنا أتحدث وروح شاعرنا الكبير السياب تحف بنا، تحلق فوق حروفنا، تحرسها، وتمسح بيدين حانيتين على ملامح القصيدة، شكرا لمنتدى السياب الثقافي لكل هذا الجمال، شكرا لمؤسسة النهضة الثقافية لحضورها المميز.
ثم قرأ الشاعر المحتفى به قصائد متنوعة من كتابه ( على قيد الحب ):
ما جدوى، كل هذا الهواء وأنا أختنق!
يشاع انك امرأة من ندى، أخاف عليك من قيظنا
كل هذا الاحتشاد في روحي، وأنا أرقص وحيدا
الحدائق سلال من قبلات، أرشق بها ليلَكِ
واشتهي واحدة أخرى.
كانت أولى القراءات للقاص باسم القطراني ليقدم نصا بعنوان دهشة العمر، حصاد التنومة وأهداه إلى الشاعر حبيب السامر جاء فيه:
وقال الشاعر هيثم جبار في حق الصديق الشاعر حبيب السامر في جلسة احتفائية بمنجزه الشعري الاخير (على قبد الحب):
حبيب السامر صديق الجميع , ومسامح الجميع , كتب عن أبيه عن الداكير عن المسفن والمطارق والهياكل الصدئة , عن المراكب القديمة التي تلتحف الفصول والحبال الغليظة التي يلوذ بها الزمن . هكذا جاءت قصائده مثل ثمرة طرية , وفاكهة ناضجة , تداعب فم أنثى , وتمازح عناقيد الرياح , فهو آخر المدمنين الذين جادوا بأعواد ثقابهم عند انطلاق العاصفة , وهو أول من يرسم بلورات عمره على ملامح الورق .
وشارك الشاعر منذر عبد الحر بإشارته المنشورة في صحيفة الدستور في الاحتفاء وقرأها بالإنابة عنه الشاعر محمد حبيب الذي تناول المجموعة والشاعر فيها بقوله:
الشاعر المبدع حبيب السامر في مجموعته الشعرية « على قيد الحبّ « – قصيدة – يشتغل على تقنية تشظيات النص , في رؤى وصور وحالات تبدو منفصلة , لكنها تجتمع في بؤرة وضعها الشاعر , لتكون مثابة له , ينطلق منها لفضاء مترع بالجمال والأحاسيس، في حين تناول الشاعرعبدالسادة البصري علاقته بالشاعر المحتفى به مؤكدا على اسلوبية الكتابة لديه بقوله:»والذي أشاد بالشاعر حبيب السامر في كلمته الارتجالية، واجادته في امتاعنا بقصيدة متفردة تتمتع بالتكثيف العالي واستخدامه لدالة المكان ،تعرفت عليه دون ان التقيه إلا في نهاية عام 2005 على الرغم كنت اتابع قصائده ونشاطه ووصول منجزه الينا ،ومن تلك اللحظة وحبيب السامر بروحه الأليفة والمبدعة وعلاقاته المحبة للجميع وحضوره المميز في ادارة مهام الاتحاد في البصرة مع زملائه.
ثم جاء دور الكاتب ناظم المناصير ليشارك بورقة احتفائية بقوله:
الشاعر السامر أوهب الشعرَ في جماليات تترنم لحياةٍ قد تبرز في صفوف المتعبين من اللاشيء إلى أشياء تتفتق سموا» ومهابة ، وهكذا تنبثق لديه القصيدة في رؤى خلاقة وأبداع متأت من الأنفعالات التي قد تكون عاطفية أو من صدق الأحداث اليومية ( بما هو يومي ) التي طالما تتبلور في أتجاهات فلسفية أو قناعة بما يمتلكه من حدسٍ أو أفكار مرنة تتآلف حروفها مع بعضها لينتظر وسط حشودات الفراغ التذرع باليقين ..! الشاعر هنا وجد الأسرار المعلنة في مساحاته الخلاقة فمنحت عنصر الحياة في الحياة نفسها ، مما يتطلع لأشياء هادفة تحيي شعائر الأنسان وخلوده بديمومة البقاء الشاعر السامر يرسمُ لوحاته بصدق وصفاء ذاتي ويعطيها أيقاعا» يزف به منارة الوجدان.
وللشاعر داود الفريح كلمة قال فيها:»عندما اهدى لي الشاعر حبيب السامر مجموعته الشعرية «على قيد الحب» كنت قد توقفت كثيرا امام عبارة الاهداء الجميلة «هكذا سنبقى على قيد الحب» التي خطها الشاعر حبيب السامر بيده على ورقة كتابه الموسوم فكرت مليا بحجم الحب الذي يحمله لي السامر في اهداءه هذا واول انطباع تشكل لدي هو بحجم الحب الكبير الذي احمله له ، لذا كان الشعور متبادلا بيننا اما انطباعي عن الكتاب فقد تاتي هذه المجموعة الشعرية الجميلة للشاعر الحبيب السامر بمثابة عصارة الحب او جمرة النار التي حرقت قلب صاحبها ، فرسمت بدخانها او بالرماد المتساقط منها حروفه الابداعية ، واحاسيسه الشعرية المرهفة فجائت مجموعته الوسومة «على قيد الحب» بمثابة اختزال كامل لكل العناوين والمضامين التي تحتويها المجموعة، او اختصار كامل لكل الحياة العاطفية التي عاشها الشاعر لدرجة انك تستطيع ان تقرا تجربته في الحب وعذاباته مع الحبيب من اول نبضة في الكتاب وهي نبضة القلب الموجوع والانسان المتالم بقوله « ماجدى كل هذا الهواء وانا اختنق.
وتحدث الكاتب والقاص حسن ظفيري عن تأثير المكان في شاعرية حبيب السامر بقوله: «عندما نريد ان نتكلم عن شعراء البصرة بالذات من بدر شاكر السياب الى جيل حبيب السامر نجدهم اما ولدوا على ضفاف الانهار او عاشوا طفولتهم بجوارها، وحبيب السامر من الشعراء البصريين الذين جاوروا شط العرب حيث كان والده عاملا في منطقة الداكير بالعشار قريب من شط العرب كان طفلا يسمع هدير موجات الشط وصيحات النوارس، فالشعراء لا يُصنعون وانما يمتلكون الموهبة، وحبيب منذ طفولته يمتلكها،كما كان لمؤسسة النهضة الثقافية الحضور المتميز فتم تقليد الشاعر من قبلها بشهادة المؤسسة التقديرية سلمها اليه عضو الهيئة الإدارية الأستاذ مهدي نمر الكناني…
كما كان لصاحب الدعوة منتدى السياب الثقافي التفاتة طيبة فمنح الشاعر درع الإبداع …سلمه إليه الأديب والمسؤول الثقافي للمنتدى الأستاذ اسعد خلف ….