أسعار الخام تتراجع تحت وطأة التوترات التجارية
متابعة الصباح الجديد:
استأنفت المملكة العربية السعودية أمس السبت، جميع شحنات النفط عبر مضيق باب المندب الستراتيجي في البحر الأحمر، لكن أسعار العقود الآجلة للخام عالمياً تراجعت بسبب ضغوط تجارية على السوق ما بعث القلق بشأن الطلب.
وكانت السعودية أوقفت مؤقتا في 26 تموز الماضي شحنات النفط عبر المضيق في أعقاب هجوم نفذته جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على ناقلتي نفط سعوديتين كبيرتين.
وقالت وزارة الطاقة في بيان إن الشحنات استؤنفت أمس السبت.
وقال وزير الطاقة خالد الفالح في البيان إن قرار استئناف شحنات النفط صدر بعد أن اتخذ التحالف في اليمن ”جميع التدابير الأمنية اللازمة لخفض المخاطر على سفن دول التحالف التي تمر عبر مضيق باب المندب ومنطقة جنوب البحر الأحمر“. وأكدت شركة أرامكو السعودية استئناف شحنات النفط.
وقالت أرامكو في بيان ”تحرص الشركة على متابعة وتقييم الوضع الراهن بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان سلامة وموثوقية الإمدادات لعملائها“.
وتمر ناقلات النفط قرب سواحل اليمن أثناء توجهها من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر قناة السويس.
وبعد قرار السعودية إيقاف الشحنات قال الحوثيون في 31 تموز إنهم سيوقفون الهجمات في البحر الأحمد لمدة أسبوعين لدعم جهود السلام.
وتراجعت العقود الآجلة للخام متخلية عن مكاسب الجلسة السابقة إذ ضغطت المخاوف التجارية على السوق وغذت بواعث القلق بشأن الطلب.
وتحدد سعر التسوية لعقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط على انخفاض 47 سنتا عند 68.49 دولار للبرميل. وتراجعت عقود خام برنت 24 سنتا عن الإغلاق السابق ليبلغ سعر التسوية 73.21 دولار للبرميل.
وانخفض كلا الخامين أكثر من دولار للبرميل لفترة وجيزة. وختم الخام الأميركي معاملات الأسبوع منخفضا 0.4 بالمئة بينما فقد برنت 1.5 بالمئة للفترة ذاتها.
وقال جيم ريتربوش المحلل في جالينا بولاية إلينوي ”الشعور هنا هو شعور بالقلق، وسيستمر ما دام لدينا عدم تيقن بشأن العقوبات الإيرانية وعدم تيقن بشأن الرسوم التجارية، والأمر لا يتطلب الكثير لإيقاد شرارة ميل حاد بطريقة أو بأخرى.“
وتفاقم التراجع بفعل المخاوف المتعلقة بالطلب الصيني بعد أن خفضت شركة النفط الوطنية الصينية العملاقة سينوبك مشترياتها من الخام الأميركي.
وقال وارين باترسون محلل أسواق السلع الأولية في آي.ان.جي ”الطلب الصيني من شركات التكرير المستقلة منخفض أيضا وتصاعد الحرب التجارية لا يساعد المعنويات هو الآخر.“
في السياق، فشلت واشنطن حسب أحد المسؤولين الأميركيين، في إقناع بكين بتقليص حجم مشترياتها من النفط الإيراني، الذي تعتمد طهران على إيراداته بنحو رئيس.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» نقلا عن المسؤول الأميركي، أن «بكين وافقت فقط على عدم زيادة مشتريات النفط الإيراني» برغم الحرب التجارية المتصاعدة بينها وواشنطن.
وعدت «بلومبرغ» أنه من شأن ذلك أن يخفف المخاوف من أن تعمل الصين على تقويض الجهود الأميركية لعزل إيران عن طريق زيادة شراء النفط.
ولم تكشف «بلومبرغ» عن اسم المسؤول الأميركي، لكنها اكتفت بالقول إنه عضو في فريق أميركي يجوب عواصم العالم لإقناعها بوقف شراء النفط الإيراني.
وذكرت أن المفاوضين الأميركيين يزورن حاليا عواصم عدة لبحث مسألة وقف استيراد النفط من إيران بحلول شهر تشرين الأول المقبل، موعد دخول العقوبات الأميركية الجديدة ضد طهران حيز التنفيذ.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن في 8 أيار الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وأعاد فرض جميع العقوبات السابقة على طهران، بما فيها العقوبات الثانوية ضد الدول الناشطة في التعامل التجاري مع إيران.
ولاحقا، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ستحاول إقناع الحلفاء بوقف شراء النفط الإيراني بنحو كامل بحلول تشرين الأول لكن الصين رفضت في مطلع نيسان الاستجابة لطلب ترامب، وأعلنت في الشهر نفسه عن زيادة مشترياتها من النفط الإيراني بنسبة 26%.
وتعد الصين، أكبر مستورد للنفط الإيراني، ووفقا لبيانات «بلومبرغ» تمثل الصين وجهة لنحو 35% من صادرات النفط الإيراني.
من جهتها وبطلب من ترامب، تعهدت منظمة «أوبك» بقيادة السعودية بسد أي فجوة في إمدادات النفط التي قد تنجم عن انقطاع النفط الإيراني، وأسهم ذلك في الحد من ارتفاع الأسعار في الأسواق.
وبعد إعلان اليابان وكوريا الجنوبية التخلي عن شراء النفط الإيراني، تبقى الصين ملاذ إيران الأخير، ما سيخلق علاقة غير متوازنة بين طهران وبكين، ويجبر إيران على الاعتماد بنحو كبير على الصين، ويعطي بكين سلطة كبيرة في الاقتصاد الإيراني.