البصرة – سعدي السند:
أقام نادي القراءة في البصرة بالتعاون مع جمعية المترجمين العراقيين وقصر الثقافة حلقة نقاشية عن كتاب (آفاق جديدة في دراسة اللغة والعقل) لعالم اللغة نعوم تشومسكي.
الكتاب الذي قام بترجمته الى اللغة العربية عدنان حسن جرت عنه حوارات ومداخلات وانطباعات من قبل الحضور وكان حضورا جميلا لعدد من مبدعي ومثقفي مدينة الأبداع الذين اكتظت بهم قاعة قصر الثقافة في البصرة وقد أغنوا الحلقة بنقاشاتهم التي استمرت لأكثر من ساعتين.
في بداية الحلقة النقاشية رحبت رئيسة نادي القراءة في البصرة سهاد عبدالرزاق بالنخبة الحاضرة واشارت في كلمتها الى ان حلقتنا النقاشية اليوم تأتي انطلاقا من ان للكتاب أهمية كبيرة في حياتنا وقد تناسينا وتجاهلنا هذه الثروة المهمة بشكل واضح بالرغم من ان الكتاب صديق صدوق لايغدر ولايخون ونحن في نادي القراءة في البصرة تواصلنا مع الكتاب بشكل مدروس وقد وجد البعض ممن شكلوا علاقة طيبة مع الكتاب ووجدنا خلال القراءة بأن القراءة الجماعية تضيف الكثير وكان لها الوقع الأجمل عندنا فعلى سبيل المثال هناك اسماء لمؤلفين كبار قرأنا مؤلفاتهم قراءة تقليدية وهم ممن حصلوا على جائزة نوبل وقال البعض قبل التعمق في القراءة بأن الأسم الفلاني لايستحق وهذا الآخر لايستحق ولكنهم عندما تعمقوا بالقراءة والحوار الجماعي وجدوا ان اولئك المؤلفين كانوا يستحقون تلك الجائزة العالمية .
وبيّنت سهاد أيضا ان النادي ينطلق في كل تفاصيل فعالياته من ان الكتاب حالة خاصة وقد عمل على ان يجعل من القراءة حالة ضرورية وعملنا على شتى الأصعدة ولكل شرائح المجتمع وبضمنهم الأطفال وكانت لدينا نشاطات في محافظات عراقية متعددة وايضا في جمهورية مصر العربية وفي المانيا وغيرها وقد أطلق النادي قبل أيام حملته الموسومة ( القراءة في الأماكن العامة حالة حضارية) وقد حققنا هذا النشاط اليوم وعبر هذه الحلقة النقاشية مع كتاب ( آفاق جديدة في دراسة اللغة والعقل) لنتحاور ونلمس أهمية القراءة في حياتنا وماتحدث به نعوم تشومسكي في كتابه هذا.
ثم تحدث عدد من الحضور عن الكتاب وعن المؤلف وزادوا في معلوماتهم عن الاثنين وأشادوا بنادي القراءة ودوره في اثراء ساحة الثقافة بأفكار وطروحات ذكية في ميدان العمل الأبداعي من خلال تطوير عملية القراءة وتعزيز علاقة الآخرين بالكتاب ثم تواصلوا مع موضوع الحلقة وهو كتاب ( افاق جديدة في دراسة اللغة والعقل ) حيث تعد اللغة إحدى أهم الصفات الإنسانية تميزاً، فهي مكون رئيسي في حياة الناس، تتيح لهم التواصل بصورة طبيعية، وتسمح لهم بالتعبير عن آرائهم وأحاسيسهم محققين ذواتهم في المجتمع، ومن هذه الفرادة والخصوصية تتخذ علوم اللغة أهميتها وضرورتها في حياتنا ولا يعني علم اللغة بالمفهوم الحديث درس الصرف والنحو والبيان، فهذا الدرس هو الجزء الميكانيكي منه، وإنما يعني دراسة اللغة ومميزاتها كأحد العلوم لفهم الكون والحياة متخذة بذلك أبعاداً بيولوجية وفلسفية واجتماعية وهناك أسباب عديدة كانت اللغة من أجلها وستظل ذات أهمية خاصة لدراسة الطبيعة البشرية.
كما نجد تشومسكي يدأب على التعمق في المقتضيات النفسية للمتكلم المبدع، كما أن استلهامه للعقل يعد إطارا مرجعيا حدد بموجبه وجهة نظره في مسألة اكتساب اللغة، التي لا تتأتى إلا وفق مبدأين اثنين هما الكفاءة اللغوية والأداء.
ويذكر ان أفرام نعوم تُشُومِسْكِي ولد في 7 ديسمبر 1928 بفيلادلفيا، بنسلفانيا) هو أستاذ لسانيات وفيلسوف أميركي إضافة إلى أنه عالم إدراكي وعالم بالمنطق ومؤرخ وناقد وناشط سياسي وهو أستاذ لسانيات فخري في قسم اللسانيات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتي عمل فيها لأكثر من 50 عاما وهو مؤلف لأكثر من 100 كتاب وقد صُنف بالمرتبة الثامنة لأكثر المراجع التي يتم الاستشهاد بها على الإطلاق ووُصف تشومسكي ايضا بالشخصية الثقافية البارزة، حيث صُوت له كـأبرز مثقفي العالم في استطلاع للرأي عام 2005
تشومسكي في نادي القراءة بالبصرة
التعليقات مغلقة