يُجري محادثات مهمّة مع بوتين في هلسنكي
واشنطن ـ رولا عيسى:
أكّد السير مالكولم ريفكند، وزير خارجية حزب المحافظين السابق، أنه يجب على رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن تخبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء زيارته بريطانيا هذا الأسبوع، أنه سيدمّر مهمته الخاصة «لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، كما أنه سيمكّن روسيا إذا استمر في تقويض حلف الناتو.
*قمة الناتو تُحدّد طريقة التعامل
ويعتقد كبار السياسيين والدبلوماسيين في المملكة المتحدة أن الأيام العشرة المقبلة من الدبلوماسية الدولية التي سيحضر خلالها الرئيس الأميركي أيضا قمة الناتو في بروكسل، ويجري خلالها محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في هلسنكي، ستكون حيوية وضرورية في تحديد قوة التحالف الغربي المستقبلية، حيث حصن ضد العدوان الروسي.
ويصل ترامب إلى بريطانيا الخميس، في زيارة تستغرق 3 أيام والتي ستقابلها الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مسيرة في وسط لندن الجمعة الماضي.
وفي قمة الناتو، من المتوقع أن يحث ترامب أعضاء التحالف على زيادة إنفاقهم الدفاعي، إذ قال ريفكيند إنه يتعين على ماي مزج موقفها كزعيمة للقوة الاقتصادية والعسكرية الرئيسية في العالم الغربي، وتوجه تحذيرا صارما لترامب، فهي حاليا زعيم أقوى دولة في أقوى تحالف عسكري هناك.
وأضاف «يجب أن تثير إعجابه بأنه لا يجب أن يقتل الأوزة التي تبيض البيضة الذهبية، إذا كان يريد معاقبة دول حلف شمال الأطلسي لعدم دفع ما يكفي للحلف، فهذا سيؤدي إلى تفكيكه، وفسوف نعاني جميعًا، لكن بالنسبة إليه كذلك سيكون هزيمة ذاتية تمامًا، والمستفيد سيكون روسيا».
موسكو تستغل أي انقسامات وقال ريفكيند إن كبار السياسيين الجمهوريين الذين التقاهم في زيارة إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أخبروه أنه إذا واصل ترامب انتقاد حلف شمال الأطلسي وإضعاف دعم الولايات المتحدة له، فسيضرّ ذلك أيضا بشكل خطير بدعمه داخل حزبه.
ودفع دعم ترامب الفاتر لحلف شمال الأطلسي بعض الحلفاء الأوروبيين إلى التساؤل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستأتي لمساعدتهم إذا هاجمتهم روسيا.
وفي هذا السياق، قال السير نايغل شينوالد، سفير المملكة المتحدة السابق لدى واشنطن، إن النفوذ الذي ستحققه ماي في المحادثات مع ترامب سيعتمد على مقاربته في قمة الناتو في بروكسل قبل أن يسافر إلى المملكة المتحدة، حيث سيعتمد الكثير على كيفية ظهور ترامب من قمة الناتو، ولا يمكنها عكس أي انطباع تركه هناك، وإذا كان يريد أن يأتي كمؤيد لحلف شمال الأطلسي، فلديه شيء في بريطانيا، أما إذا أمضى وقته في بروكسل في تأكيده على أنه يريد تقويض حلف شمال الأطلسي، فسيواجه وقتا أصعب بكثير مع ماي.
ولفت شينوالد إلى أن ماي ترغب في التأكيد على أن الناتو يعتمد على القيادة الأميركية وعلى عدم قدرة بوتين على تقسيم أميركا من أوروبا أو الدول الأوروبية في ما بينها، ومع ذلك، تساءل عما إذا كان ترامب يعتقد حقا بأن قوته على المسرح العالمي تقع في تحالفات الولايات المتحدة التقليدية، قائلا «السؤال الأساسي هو ما إذا كان ترامب يشتري الفكرة الأساسية القائلة بأن جعل أميركا عظيمة يعتمد على استخدام واشنطن لأصولها الأساسية في العالم، والتي هي تحالفاتها، ولكن حتى الآن لم يتضح ماذا يريد حتى الآن، لكن قمة حلف شمال الأطلسي ستكون حاسمة في هذا الصدد».
وقال النائب العمالي كريس بريانت، وهو عضو في لجنة اختيار الشؤون الخارجية، إن ماي يجب أن تثير إعجاب ترامب بضرورة التشديد على وحدة الناتو في لقائه بوتين، مضيفًا أن «أي فاصل بيننا وبين الولايات المتحدة في هذا الأمر خطير للغاية، ومع نشر الروس المتزايد للغواصات في شمال الأطلسي، تشكل موسكو تهديدًا خطيرًا، وإذا اكتشف بوتين أي انشقاقات في حلف الناتو عندما يقابل ترامب، فإنه سيكون متأكداً من أنه استغلالها».