الصباح الجديد ـ وكالات:
رحّبت «بورصة دبي للطاقة» بقرار «أرامكو السعودية» اعتماد عقد عُمان الآجل للنفط الخام من البورصة لتسعير النفط الخام الذي يتّجه من المملكة العربية السعودية إلى الأسواق الآسيوية، بعدما تحوّلت «بورصة دبي للطاقة» إلى حلقة وصل بين الشرق والغرب للإتجار بـ»عقود عُمان الآجلة للنفط الخام» و»برنت» و»ويست تكساس» العالمية، لتمسك بزمام تسعير خامات منطقة الشرق الأوسط بعد عقود من تسعيرها من جانب مراكز عالمية.
وعدت بورصة دبي هذه الخطوة «تأكيداً واضحاً من أكبر مُصدِّر للنفط الخام في العالم لأهمية العقد في استكشاف أسعار النفط بطريقة عادلة وشفافة، تعكس حقيقة المناخ الاقتصادي في آسيا والشرق الأوسط».
وقال رئيس مجلس إدارة «بورصة دبي للطاقة» أحمد شرف نشكر أرامكو السعودية على هذه الخطوة التاريخية والثقة الكبيرة التي أولتها لعقد عمان الآجل، وكان هدفنا منذ انطلاق البورصة توفير منصة تداول تعتمد أرقى معايير الشفافية والالتزام بأنظمة وقوانين التداول العالمية، بهدف بناء مؤشر سعري حقيقي للنفط الخام في المنطقة». وأضاف: «قرار أرامكو السعودية نقطة تحول بارزة في تاريخ تسعير النفط في الخليج العربي، وندعو كل منتجي النفط في المنطقة إلى الانضمام ليكونوا جزءاً من هذا التغيير الضروري.
وكانت البورصة دعت منتجي النفط في أكثر من مناسبة إلى اعتماد العقد الآجل لخام عُمان كمؤشر رئيس لتسعير النفط، بسبب توجّه معظم الدول الآسيوية إلى استخدام أدوات التحوط لتأمين إمدادات النفط الخام، وتدارك الأخطار الناجمة عن تقلبات الأسعار، لذلك فإن اعتماد مؤشر كهذا من شأنه تحفيز القدرات التنافسية للنفط في أسواق تشهد تنافساً حاداً في الأسعار والحصص السوقية.
ولفترة طويلة، كانت «أرامكو السعودية» تعتمد في تسعير النفط المتجه إلى آسيا على أساس متوسط سعر خام دبي وعُمان على منصة تسعير «بلاتس». وأعلنت في بيان أول من أمس، أنها ستستند إلى متوسط الأسعار الشهرية للعقود الآجلة للخام العماني في بورصة دبي للطاقة ومتوسط السعر النقدي لخام دبي على منصة «بلاتس» لتسعير النفط بدلاً من متوسط أسعار خامي عُمان ودبي وفق تقويم «بلاتس».
وأشار شرف الى أن «أسواق السلع عموماً، والنفط الخام خصوصاً، تشهد تقلبات يومية وتغيرات جذرية من شأنها التأثير في المنتجين والمستوردين، بحيث يلجأ هؤلاء إلى استخدام أدوات التحوط وشراء النفوط التي تعتمد على مؤشر تسعيري واضح وشفاف، لذلك رأينا أخيراً نفطاً جديداً يدخل السوق الآسيوية، ما نعتبره دليلاً واضحاً على حاجة الدول المنتجة في المنطقة لاعتماد أسلوب جديد في التسعير». وتابع: «هذا ما بدأت به أرامكو السعودية، ونأمل من كل الدول المنتجة اتخاذ قرارات مماثلة لحماية النفط الإقليمي من المناسفة الآتية من القارتين الأميركية والأفريقية».
ويتداول العقد في «بورصة دبي للطاقة» أكثر من 90 شركة عالمية خلال نافذة التسعير اليومية، وينتج منها السعر اليومي للنفط الخام من خلال تداول ما بين 4 إلى 6 ملايين برميل من النفط الخام خلال نافذة الخمس دقائق، والتي تعتبر الأعلى لجهة أحجام التداول خلال أوقات التداول الآسيوية. وتمكّنت البورصة، التي تُعتبر مشروعاً مشتركاً بين حكومة دبي وسلطنة عُمان و»بورصة نيويورك للطاقة» (نايمكس)، من استقطاب عشرات المؤسسات من أنحاء العالم لتداول النفط عبرها، إضافة إلى عشرات المؤسسات التي تتاجر بالنفط إلكترونياً. وتهدف «بورصة دبي للطاقة»، وهي البورصة الأولى الدولية في منطقة الشرق الأوسط لعقود الطاقة الآجلة والسلع، إلى تزويد شركات إنتاج النفط والمتداولين والزبائن المهتمين بالأسواق شرق السويس، بأسعار تتسم بالشفافية للنفط الخام.